ذكرى النصر في حرب تموز من تونس
ناصر قنديل
– تحلّ اليوم الذكرى التاسعة للنصر التاريخي للمقاومة على الحرب التي شنّها جيش الاحتلال «الإسرائيلي» على لبنان تحت شعار سحق المقاومة وهُزم فيها شرّ هزيمة، وتحقق للمقاومة نصرها التاريخي، بعد نصرها الأول الذي تحقق في العام 2000 عندما أسقطت المقاومة «إسرائيل الكبرى» القائمة على التوسع في الجغرافيا لتسقط في العام 2006 «إسرائيل العظمى» القائمة على قدرة الردع.
– من تونس لإحياء الذكرى نكهة خاصة، ففي تونس محاضرات وندوات ومهرجانات وحفلات موسيقية يقيمها المساندون لخط المقاومة بالمناسبة، وعلى مساحة محافظات تونس يتواصل الإحياء منذ يومين وليومين ثانيين ولي شرف اختيارهم لي أن أكون بينهم للاحتفال معاً في هذه المناسبة.
– تونس تقول عبر هذه الاحتفالات إنّ الحرب على الإرهاب والحرب في وجه «إسرائيل» وجهان لحرب واحدة، وإنّ قتال المقاومة في هذين الحربين تجسيد لصدق هويتها، وإنّ قتال سورية وصمودها وثبات جيشها ورئيسها باب الأمل ليكون للعرب أمن وجيوش وكرامة ودول تحفظ لها مكاناً تحت الشمس لأمة تستحق الحياة.
– تراجع تونس مسيرتها وتعرف أنّ ما دبّر للشعوب العربية بوهم الربيع الزائف كان تصنيعاً لقضية وهوية تلغي القضية الفلسطينية والهوية العربية، وأنّ الدولة التي تشبه شعوبها لا تتوه عن فلسطين، وأنّ كلّ حرية تنفصل عن التحرّر تأخذنا نحو الفوضى، والفوضى بيئة الإرهاب، والهويات المصطنعة ذات الألوان المذهبية والاتنية والعرقية لا يمكن أن تكون إلا بديلاً مزوّراً للهوية الوطنية والقومية، وأنّ شعوباً بلا دول ودولاً بلا جيوش تعني التيه والضياع، وأنّ أمة بلا مقاومة تعني الذلّ والهوان، ولأنّ تونس تتمسك بالكرامة والوضوح، تطلق صرختها لتكون بيئة حاضنة لمعادلة الدولة والجيش والمقاومة فتتطلع صوب الجزائر وتقول إن ما يدبر للجزائر لن يمرّ من تونس وإنّ الجزائر خط أحمر.
– تونس تلقي التحية على قائد المقاومة والجيش العربي السوري والرئيس السوري بشار الأسد.
– تونس التي سمعتها ورأيتها هي نخب الثقافة والسياسة والصحافة والفن والأدب التي نجح الإتحاد العام التونسي للشغل في تحويلها إلى نهر جار لحراك حي لا يتوقف تعبيراً عن وجدان جمعي لأهل البلد…