مواجهةٌ إسبانية بنكهةٍ أرجنتينية في ساحة القارة العجوز ومويز لإنقاذ موسمه من الأبواب الألمانية الموصدة
حسن الخنسا
تعود إثارة دوري أبطال أوروبا مع انطلاقة منافسات الدور ربع النهائي من دوري الكبار بالمواجهة النارية بين «الشياطين الحمر» وقطار ألمانيا السريع بايرن ميونيخ، ونزال الإخوة الأعداء «قطبي الليغا الإسبانية» بين البرشا وأتلتيكو مدريد، ومباراة الثأر بين الملكي المدريدي وبوروسيا دورتموند، بالإضافة إلى صدام غير مسبوق بين أمراء عاصمة السحر باريس وتشيلسي.
وسيدخل غمار المنافسة اليوم وغداً ستة فرق سبق لها أن رفعت الكأس الأوروبية الغالية. الفرق الثلاثة الأولى في الدوري الإسباني وأقوى فريقين في الدوري الألماني مع تتويج بايرن ميونيخ بطلاً للدوري، ومتصدّر الدوري الفرنسي وثاني الدوري الإنكليزي الممتاز، بالإضافة إلى مانشستر يونايتد حامل اللقب الإنكليزي الذي خفت بريقه في إنكلترا هذا الموسم.
في المواجهة الأولى على ملعب أولدترافورد، ناشد مدرب شياطين اليونايتد الإنكليزي دايفيد مويز لاعبي فريقه باستغلال أي خطأ يرتكبه القطار الألماني، إذا أرادوا فعلاً إخراج العملاق حامل اللقب من مسابقة الكبار.
وبلغ الفريق الشمالي العريق المباراة النهائية للمسابقة القارية ثلاث مرات بين عامي 2008 و2011 ففاز باللقب عام 2008 على حساب مواطنه تشلسي وخسر عامي 2009 و2011 أمام برشلونة في المرتين. بيد أن مستوى الفريق يشهد تراجعاً مخيفاً هذا الموسم منذ أن تسلم تدريبه مويز خلفاً للأسطورة السير آليكس فيرغسون. ويقول مويز «عندما أوقعتنا القرعة مع بايرن ميونيخ أيقنت بأننا سنواجه أفضل فريق في القارة العجوز. أعتقد أن الجميع يوافق على هذا الرأي». وأضاف: «ندرك تماماً مدى صعوبة المهمة لكننا سنحاول استغلال نقاط ضعف الفريق البافاري».
ولم يتمكن اليونايتد من تحقيق نتائج جيدة أمام الفرق الكبيرة فسقط سقوطاً كبيراً على ملعبه أمام مانشستر سيتي وليفربول بنتيجة واحدة صفر-3 في الأسابيع الأخيرة. وما يزيد من صعوبة مهمة مانشستر غياب هدافه الهولندي روبين فان بيرسي الذي سيبتعد عن الملاعب شهرين على الأقل لإصابة في ركبته تعرض لها خلال الدور السابق ضد أولمبياكوس اليوناني. وسيكون الاعتماد بالدرجة الأولى في خط الهجوم على واين روني الذي سجل أربعة أهداف في مبارياته الثلاث الأخيرة.
في المقابل، ارتقى مستوى بايرن ميونيخ بقيادة مدربه بيب غوارديولا الذي حل بدلاً من يوب هاينكيس الذي قاد الفريق البافاري الموسم الماضي إلى ثلاثية تاريخية الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا . ونجح بايرن ميونيخ في حسم دوري بلاده في وقت مبكر الأسبوع الماضي قبل سبع مراحل على نهايته وهو رقم قياسي كما لم يخسر محلياً في 51 مباراة متتالية.
ونقل المدرّب الشاب طريقة «التيكي تاكا» إلى البايرن، معتمداً على عدة عناصر بارزة مثل شفاينشتايغر ولام وآلابا وألكانتارا وروبن وريبيري، وعبر بالفريق بسهولة عقبة آرسنال في دور الـ16 بالفوز 2-0 في إنكلترا، والتعادل 1-1 في ألمانيا، ويأمل المدرب الإسباني الفوز بلقب «الشامبيونز» للمرة الثالثة بعد التتويج به مع البارسا عامي 2009 و2011.
ويسعى بايرن ميونيخ إلى أن يصبح أول فريق يحرز اللقب مرتين متتاليتين منذ أن حقق ميلان هذا الإنجاز للمرة الأولى عامي 1989 و1990 بقيادة ثلاثيه الهولندي الشهير ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد. ويعتمد الفريق البافاري على ترسانة هجومية قوية عمادها الفرنسي فرانك ريبيري على الجهة اليمنى والهولندي آريين روبين على اليسرى، بالإضافة إلى الهداف الكرواتي ماريو ماندزوكيتش.
برشلونة ـ أتلتيكو مدريد
ينتقل الصراع بين برشلونة وأتلتيكو مدريد على صدارة الليغا إلى الساحة القارية عندما يلتقيان اليوم على ملعب كامب نو في مباراة مثيرة. ويلتقي الفريقان للمرة الرابعة هذا الموسم، بعد أن التقيا مرتين في الكأس السوبر الإسبانية ومرة واحدة في الدوري وانتهت جميعها بالتعادل، علماً بأن الفريق الكاتالوني توّج بكأس السوبر بفارق الأهداف.
وتأتي المواجهة الإسبانية بنكهة أرجنتينية بين تاتا مارتينو ودييغو سيميوني، ويتصدر أتلتيكو بقيادة سيميوني ترتيب بطولة إسبانيا متقدماً بفارق نقطة واحدة على برشلونة قبل نهاية الدوري بسبع مراحل.
يملك تاتا أسلحة دمار شامل على المستوى المهاري، مثل ميسي وإنييستا ونيمار وفابريغاس وتشافي، إلا أن الفريق الكاتالوني مستواه متذبذب هذا الموسم، ولكنه انتفض مؤخراً بعد الفوز بالكلاسيكو، ونجح مارتينو في قيادة الفريق أيضاً للتأهل لمواجهة ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا.
البارسا تحت قيادة تاتا يسير بشكلٍ جيد في بطولة أوروبا حيث تصدر المجموعة الرابعة متفوقًا على ميلان الإيطالي وسيلتيك الاسكتلندي وأياكس أمستردام الهولندي، وتفوق على مانشستر سيتي الإنكليزي ذهاباً وإياباً في دور الـ16.
ولكن سجل دييغو سيميوني يبدو أقوى على المستوى الأوروبي، حيث قاد الفريق للقبين قاريين، هما الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي عام 2012، وفي دوري الأبطال هذا الموسم تفوق على منافسيه بملعبهم، حيث فاز على بورتو في البرتغال وأوستريا فيينا في النمسا في دوري المجموعات، وفاز على ميلان ذهاباً وإياباً في دور الـ16.
وأعرب تشافي صانع ألعاب برشلونة عن قلقه من مواجهة أتلتيكو مدريد لأن الأخير يعرف أسلوب فريقه عن ظهر قلب. وقال تشافي: «لا أحبذ فكرة مواجهة فريق إسباني في دوري الكبار، لأنهم يعرفوننا جيداً. أتلتيكو خصم غير سهل على الإطلاق لأنه يدافع بشكلٍ منظم ويجيد شنّ الهجمات المرتدة السريعة. التفاصيل الصغيرة ستحدد مصير الفريق المتأهل إلى نصف النهائي».
واستعاد برشلونة مستواه المعهود في الأسابيع الأخيرة وتزامن هذا الأمر مع استعادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي كامل لياقته البدنية وشهيته التهديفية. وفاز رجال تاتا بمبارياتهم الخمس الأخيرة على التوالي ودخلوا في صلب المنافسة خصوصاً بعد حسمهم الكلاسيكو ضدّ الغريم التقليدي ريال مدريد 4-3 في عقر دار الأخير.
وأضاف تشافي: «نحن في حالة جيدة جداً، وبعد الكلاسيكو ارتفعت معنوياتنا بشكلٍ كبير. مشكلتنا الوحيدة تكمن بأننا سنخوض مباراة الإياب على ملعب فيسنتي كالديرون، وبالتالي مفتاح تأهلنا يكمن في عدم دخول مرمانا أي هدف ذهاباً».
ويعوّل أتلتيكو مدريد بشكلٍ كبير على مهاجمه البرازيلي الأصل الإسباني الجنسية والذي تألق بشكلٍ لافت هذا الموسم بتسجيله 33 هدفاً في مختلف المسابقات بينها سبعة أهداف في خمس مباريات في باكورة مشاركاته في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
ويخوض برشلونة المباراة في غياب حارسه فيكتور فالديس الذي أصيب في الرباط الصليبي وسيغيب عن الملاعب لفترة ستة أشهر.