المرصد
هنادي عيسى
أثار تصريح المخرج السوري سيف الدين سبيعي بحقّ الممثلين اللبنانيين امتعاضاً كبيراً في الوسطين الفني والإعلامي، إذ وبحسب الكلام الذي نُقل عن لسانه، اعتبر سبيعي أنّ الممثل اللبناني غير موهوب، وأنّ المخرجين يستعينون بالفتاة اللبنانية لأنّها جميلة. وطبعاً هذا الكلام أقام الدنيا ولم يقعدها فوق رأس سبيعي، الذي اضطرّ لأن يعتذر على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر أن كلامه حُرّف، واستُعمل تحريفه للتحريض. وأنّ الصحافية غدرته، إذ نقلت ما دار بينهما من نقاش حول الدراما كان «مش للنشر».
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فعلاً قدرات الممثل اللبناني أقلّ من زميله السوري؟ وتحديداً في عصرنا الحالي. الجواب الحتميّ: نعم. فمعظم الممثلين السوريين، نساءً ورجالاً، هم من متخرّجي معهد التمثيل في دمشق. أي أنّهم أصحاب موهبة حقيقية وصقلوها بالدراسة. لذلك، هم يتقمّصون الشخصية التي يقدّمونها بإحساس صادق ونابع من الداخل. أما صنّاع الدراما اللبنانية في الوقت الراهن، فهم من يسيئون إلى الممثل اللبناني الحقيقي. إذ اعتمدوا للأسف على ملكات الجمال وعارضات الأزياء والمذيعات والمغنّيات المغمورات، لتقديم أعمال تبدو سطحية، وتُبرز قدراتهن الضعيفة في الأعمال العربية المشتركة. إذ إنّ الممثلين السوريين والمصريين أمثال تيم حسن وباسل الخطيب وباسم ياخور وماجد المصري وقصي الخولي وديما قندلفت وسلاف فواخرجي وغيرهم، يبدون متمرّسين في المهنة التي أحبّوها. أما اللبنانيون، فمعظمهم من أصحاب الأداء الضعيف، ولا يملكون أدنى مستوى من الموهبة، أمثال: سابين وميرفا القاضي ويمنى شري وجوزف حويك وريتا حرب ووسام صليبا وآخرين. وهذا الاستهتار يُلام عليه المنتجون الذين يبحثون عن وجوه معروفة في مجالات أخرى بعيدة عن التمثيل، من أجل جذب المشاهدين، لكنهم اخفقوا. فهل يعي المنتج اللبناني خطأه ويعيد لكلّ ذي حق حقه. علماً أن في لبنان ممثلين محترفين من الجيل السابق أثبتوا مواهبهم، أمثال: رولا حمادة وفادي ابراهيم وورد الخال وعمار شلق غيرهم.
لا يحقّ لسبيعي أو غيره أن يلغي تاريخ الدراما اللبنانية التي كانت متسيّدة في الخليج قبل الحرب الأهلية في لبنان. لذا، نتمنى أن تعود إلى رونقها وتبقى الأعمال العربية المشتركة منبراً للتلاقي لا للتباعد.