الرئيس الأسد يتلقى برقيات تهنئة لمناسبة انتخابه
تلقى الرئيس السوري المنتخب بشار الأسد أمس عدداً من برقيات التهنئة لمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، بنسبة تجاوزت 88 في المئة من عدد أصوات المقترعين. وقد تلقى الرئيس الأسد برقية تهنئة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين أكد فيها الأخير «أن نتائج التصويت تظهر بوضوح ثقة الشعب السوري بالرئيس الأسد»، متمنياً له «دوام النجاح في قيادة سورية إلى ما فيه خير السوريين».
كما تلقى الرئيس الأسد برقية تهنئة من الرئيس كيم جونغ أون رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، أكد فيها «أن هذه الانتخابات تشكل خطوة مهمة في كفاح الشعب السوري للتغلب على كل التحديات التي يتعرض لها من قبل القوى المعادية له وصولاً إلى حماية السيادة الوطنية وإعادة الأمن والأمان إلى البلاد».
هذا وتلقى الرئيس الأسد برقية تهنئة من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أكد فيها «أن نتائج الانتخابات الرئاسية الشرعية في سورية والفوز الذي حققه الرئيس الأسد فيها تجدد التأكيد على زعامته لقيادة سورية».
ووصف مادورو في بيان نشرته وزارة الخارجية الفنزويلية في وقت سابق، الانتخابات الرئاسية في سورية بأنها «تشكل خطوة مهمة جداً في تاريخ سورية وتعبر عن رغبة الشعب السوري في الوصول إلى حل للأزمة التي يعيشها»، معرباً باسمه وباسم الشعب الفنزويلي «عن تهنئته الرئيس بشار الأسد على هذا الفوز الذي حققه».
وجدد مادورو الدعم الكامل للحكومة الفنزويلية لسورية في سعيها للوصول إلى السلام مستنكراً من جديد أعمال المرتزقة الإرهابيين المدعومة من بلدان عدة من حلف الناتو وحلفائهم والساعين لزعزعة الاستقرار في سورية. وكرر إدانته لأعمال المرتزقة الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في سورية مندداً بموقف الغرب بعدم الاعتراف بالانتخابات في سورية والدعوة إلى مواصلة الحرب ضدها.
جاء ذلك في وقت اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي «أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى لبنان مؤخراً كانت رد فعل على الانتخابات الرئاسية السورية».
وقال في تصريح أمس لدى وصوله إلى طهران قادماً من دمشق حيث ترأس الوفد الإيراني لمواكبة الانتخابات الرئاسية في سورية: «إن واشنطن بعثت وزير خارجيتها إلى بيروت كتعبير عن انزعاجها من التحول السياسي الديمقراطي في سورية»، مؤكداً «أن هذه الانتخابات هي أحد أهم الأحداث في تاريخ سورية المعاصر».
جاء ذلك في وقت أشارت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أمس إلى أن واشنطن «تقدم مساعدات فتاكة إلى فصائل مختارة من المعارضة السورية المسلحة»، ملمحة في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية إلى أن الدمار الناجم عن الحرب الأهلية السورية هو الذي دفع إدارة أوباما إلى زيادة دعمها لـ«المعارضة المعتدلة». وأضافت: «إن بلادها تقدم مساعدات فتاكة وغير فتاكة حيثما أمكن لدعم المعارضة المدنية والمعارضة المسلحة».
إلى ذلك، اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مقابلة تلفزيونية، «أنه من الضروري استغلال المرحلة لإعطاء ديناميكية جديدة لتسوية أزمة سورية سلمياً حتى لو كان الغرب لا يعترف بالانتخابات الرئاسية فيها».
وقال تشوركين: «هذا ما نحاول إقناع زملائنا الغربيين به حتى لو كانوا لا يعترفون بشرعية الانتخابات الرئاسية التي أجريت… وإن كان من الممكن استخدام هذه اللحظة المرحلية في الحياة السياسية السورية لمحاولة إعطاء ديناميكية جديدة للتسوية السياسية، فمن الضروري فعل ذلك».
وذكر تشوركين «أن الجميع اعترف بنتائج الانتخابات الأفغانية في حينها على رغم أنها أجريت في ظروف الصراع المسلح»، مؤكداً: «نحن اعترفنا ونعترف بالانتخابات الأفغانية والسورية بينما هم لا. وفي هذا ازدواجية معايير يستخدمونها مراراً. وبتعاملهم مع المسائل الإنسانية وغيرها يسترشدون بالنفعية السياسية».
وأضاف المندوب الروسي أن الشركاء الغربيين «يؤيدون ما يوافق مصالحهم السياسية»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «لا داعي للمقارنة بين الانتخابات الرئاسية في سورية وأوكرانيا، مع أن الاثنتين أجريتا في ظروف الحرب الأهلية»، واستدرك تشوركين: «لكن سأكون حذراً هنا، إذ أن الصورة مختلفة تماماً، لكن إذا اضطررنا لعقد مقارنة ما فأتصور أنه من الأفضل مقارنة ظروف الانتخابات السورية بنظيرتها الأفغانية».
وبالرجوع الى موقف الشركاء الغربيين من انتخابات الرئيس في سورية، أكد تشوركين: «أنها لم تشهد تغييراً جذرياً لأنه، كان الرئيس الأسد في السابق بالنسبة للغرب غير شرعي»، وقال: «تحدثوا مسبقاً عن رفضهم الاعتراف بهذه الانتخابات»، لكن من المهم جداً ماذا سيحصل بعدها، وأتصور هنا أن المبعوث الإبراهيمي المستقيل كان يعرب عن وجهة نظر مثيرة للاهتمام في تصريحاته الأخيرة، وفي كلامه الأخير مع أعضاء مجلس الأمن إذ كان يقول، بشكل رسمي وغير رسمي، «أنه من الممكن تقريب نهاية الأزمة إذا ما أبدت دمشق لفتة عريضة واقترحت إصلاحات سياسية جدية».
وأشار تشوركين إلى أن روسيا تصر على ضرورة استئناف مفاوضات جنيف، وتدعو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تعيين مبعوث جديد إلى سورية بأسرع وقت. وأكد الدبلوماسي الروسي مختتماً حديثه «من الممكن أن تظهر إمكانية حقيقية لتسوية هذه الأزمة الصعبة جداً التي طال أمدها سياسياً».
ميدانياً، واصلت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة عملياتها العسكرية، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين في محيط منطقة الثورة التي سيطر عليها الجيش السوري منذ يومين، تركزت في مناطق عين البيضا وعين السودا جنوب دمشق على طريق درعا القديم، في حين واصلت وحدات الجيش السوري استهداف آخر تجمعات المسلحين في محيط المليحة، وسط قصف مدفعي وجوي مركز وعمليات تطهير موضعية في مناطق جسرين وزبدين ودير العصافير ووادي عين ترما وسقبا وحمورية وزملكا ومحيط دوما.
فيما استهدفت وحدات أخرى من الجيش السوري مسلحين في جوبر وعربين وحرستا وداريا وخان الشيح ومحيطها ومناطق عدرا البلد وعدرا العمالية ومزارع عالية.
وفي حلب، واصل الجيش عملياته العسكرية مستهدفاً تجمعات للمسلحين في المنطقة الصناعية والمسلمية والانذارات والوضيحي والمنصورة والأتارب وهنانو ومارع وعندان والحاضر وحريتان وفافين وباشكوي وكفر حوم وتل رفعت وكفر حمرة والصاخور والعويجة والاشرفية وعبطين وبستان الباشا وصلاح الدين والراشدين والأنصاري وضهرة عبدربه والشيخ سعيد وباب النصر ومخيم حندرات.
وفي ريف إدلب، استهدف الجيش مسلحين في سرمين وبشلامون والسرمانية وجبل الأربعين ومزرعة بزي والرامي وكفر شلايا ومزرعة بروما قرب بلدة بنش، بينما صدت وحداته المنتشرة في حمص محاولة تسلل مجموعات مسلحة من قرية الغجر وقرية حوش الطالب إلى قرية الوعرة في الرستن بريف المدينة، واستهدفت مسلحين في كيسين بالرستن وبرج قاعي بالحولة وسلام شرقي.
وقد ضبط الجيش السوري أمس 80 كلغ من مادة «تي أن تي» المتفجرة ومواد تدخل في التفخيخ وصناعة العبوات الناسفة في سيارة على أطراف حي الوعر بمدينة حمص.