من وادي الحجير: 14 الانتصار 14 آب… «فداك يا سيد»
من أرض وادي الحجير تتحدّث المقاومة عن بطولاتها وتحكي أشجارها ووديانها عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا. من وادي الحجير يعلن السيد حسن نصرالله أنها مقاومة لا تقهر، وأنها على الوعد والعهد باقية، وانّ الإسرائيلي في الظلمات يلملم هزيمة الطاغية.
سيّد المقاومة يختار هذه الأرض لرمزيتها، ليحتفل بالسنوية التاسعة لانتصار عام 2006، وليعلن أنها بداية نهاية هذا الكيان بكلّ أشكاله، تماماً كما انتهت وسحقت دباباته وتحطمت معنويات جنوده وضباطه على هذه الأرض التي تعمّدت بالدماء التي تمتزج اليوم هي نفسها اليوم بأرض الشام وحمص وحلب، وتؤكد أنها ماضية نحو حيفا وما بعد حيفا.
من أرض الحجير يؤكد أمين عام حزب الله انّ المقاومة انتصرت وتنتصر، وأنها اليوم تعلن فجراً جديداً من العلاقات مع الدول وكافة الأطراف، نعم فحزب الله لم يعد قوة محلية عادية، انه اليوم صانع الحدث ومحور القضية.
لا هدايا مجانية بعد اليوم للعدو وحلفائه في هذه المنطقة، لا مساومة ولا انهزام ولا انكسار، فإيران تدخل ويدخل معها حلفاؤها مرحلة تغيير الواقع الذي فرضته السياسات السابقة، بعدما أيقنت الولايات المتحدة ضرورة اللجوء اليها والتعاون معها في مجالات عديدة أبرزها مكافحة الإرهاب.
محور الشرّ هذا الذي يمتدّ من حزب الله وسورية الى ايران كما يصفه خصومه، هو المحور المقبل على المشاركة والتعاون من أجل مكافحة الأرهاب في هذا العالم، وهو المحور الوحيد الذي واجه القوى التكفيرية رجلاً لرجل بعدما عصيت الأمم عن إرسال رجالها رافضة تحمّل أعباء وأكلاف هذه الحرب.
من أرض الحجير يذكّر السيد نصرالله كيف كان جنود العدو ينتحبون ويبكون ويصرخون «ان كفى»، ومن نفس الأرض يؤكد انّ ايّ لقيط يواجه المقاومة وأهلها سيسمع صراخه في وادي الشرّ السحيق «داعش» و«النصرة» والجيش الإسرائيلي كلهم سواسية كلهم أعداء الله والأوطان والإنسانية.
14 آب هذا العام ليس كأيّ عام، فهو عام الانتصارات الميدانية لدخول التسويات السياسية، عام تتويج إيران قوة يُحسب لها ألف حساب وحساب، ومن أرض الجنوب تستمع «إسرائيل» الى حجمها الجديد وقدرتها المحدودة العاجزة عن مواجهة المدّ الأكبر لعدوتها إيران وكابوسها الأكبر حزب الله، من ارض الحجير تستمع «اسرائيل» وحلفاؤها العرب انّ مشروعهم الهادف إلى إسقاط الرئيس الأسد زال وتلاشى، وبفضل سواعد الجيش السوري ورجال المقاومة صار نسياً منسياً…
يا أرض الحجير هللي فقد صدح صوت الحق من بين أشجارك التي زفت شهداء وقدّمتها قرابين فداء للوطن و«فدا السيد»…
«توب نيوز»