أمن الجزائر يتخبط في ولادات المنطقة العسيرة

توفيق المحمود

لم يرق للإرهاب الذي يضرب المنطقة بكاملها بقاء الجزائر بعيدة من أحداثها على رغم بعض المحاولات، فها هي ظاهرة تهريب الأسلحة تعود من جديد إلى الواجهة عبر الحدود، فقد أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية نجاح الجيش الوطني في إحباط محاولة لإدخال كمية من الأسلحة والمتفجرات عبر الحدود مع مالي.

هذه المحاولة ليست الأولى إزاء أمن الجزائر لا سيما أن الوطن العربي يشهد تخبطاً لولادات عسيرة، فالإرهابيون يحاولون تهريب السلاح إلى الجزائر عن طريق شريط الحدود، إن كان من تونس أو ليبيا أو باقي الدول التي ترتبط بها الحدود الجزائرية بغية ضرب الأمن والاستقرار فيها، بعد ضرب ليبيا وكذلك المحاولات التي تستهدف تونس وبخاصة الهجمات الإرهابية التي تتربّص بالجزائر من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث تعدّ الجزائر من بين الدول التي وضعها التنظيم الإرهابي في قائمة أهدافه، غير أن الخطّة الأمنية المُحكمة التي تبنّتها الجزائر في مكافحة الإرهاب جعلتها إلى حدّ الساعة في مأمن، لكن هذا لا يمنع من أن تعيد حساباتها، خصوصاً أنها كانت بالمرصاد للدواعش ومنعتهم من التوغّل على ترابها من خلال توجيه ضربات قاضية لهم تمثّلت في القضاء على أمير «جند الخلافة» الموالي له وتوقيف عدد من الإرهابيين في غرب البلاد أعلنوا انتماءهم إليه

الجيش الجزائري لم يقف مكتوف الأيدي بل كثف محاولاته لضبط هذه الظاهرة التي تعصف بأمنه واستقراره فأعلن في حزيران الماضي نشر 25 ألف جندي على الحدود مع تونس لتأمين الحدود الشرقية مع الأخيرة ضمن سلسلة إجراءات أمنية اتخذتها القيادة الجزائرية استباقاً لأي عملية إرهابية أخرى، إبان الهجوم الإرهابي الذي استهدف منتجعاً سياحياً في ولاية سوسة وأدى إلى مقتل 39 سائحاً فكان الرد على هذه الإجراءات مقتلُ 9 جنود وإصابة آخرين بمنطقة عين الدفلى في تموز الماضي الذي تبناه حينها ما يسمى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ومن المعروف أن منطقة عين الدفلى تمثل أحد أبرز المعاقل للجماعات الإرهابية في تسعينات القرن الماضي، كما شهدت بعض المناطق في الجزائر مثل بومرداس وتيزي أوزو والمنطقة القبلية، اعتداءات تنسب إلى مجموعات تعلن انتماءها لتنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» أو تنظيم «داعش» الإرهابيين.

محاولات عديدة كانت تريد ضرب الجزائر ونقل ما يحصل في سورية وليبيا إليها لضرب أمنها في الداخل عن طريق جهات عربية وغربية تريد أن تضع الجزائر في سيناريو سورية وتحت دموية الجماعات الإرهابية بهدف الاستيلاء على الثروات وإشعال الشرق الأوسط بكامله فهناك محاولة واضحة لضرب أمنها لكن السلطات الجزائرية دفعت بعشرات الآلاف من الجنود إلى حدودها الجنوبية مع ليبيا ومالي والنيجر وتونس لمحاربة تهريب السلاح وتسلل الإرهابيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى