ولايتي: سورية حلقة ذهبية في محور المقاومة ولن تسقط

استؤنفت الاشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في مدينة الزبداني غرب العاصمة دمشق، في حين عاود تنظيم «جيش الفتح» الإرهابي هجومه على بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب بعد انهيار مفاوضات تمديد الهدنة أمس.

وأكدت مصادر متابعة بأن الاتفاق حول الزبداني انتهى وتوقفت الهدنة، وقرار الجيش السوري والمقاومة بات نهائياً بالحسم عسكرياً.

وأوضحت المصادر أن القرار النهائي بالحسم هو نتيجة تراجع المسلحين عن بعض نقاط الاتفاق الأولي، الذي كان يقضي بانسحاب المسلحين إلى إدلب في مقابل سحب المدنيين من كفريا والفوعة، وأن مسلحي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» كانوا موافقين على الانسحاب لكنهم تراجعوا بضغوط من جهة خارجية.

وأكدت المصادر أن المسلحين من «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» طالبوا بانسحابهم الى درعا بدل إدلب وهو طلب تم رفضه، كما طالبوا أيضاً بأسرى منهم لدى الجيش السوري والمقاومة.

وكانت الخطوة الأولى من الاتفاق تقضي بإخراج المسلحين 213 جريحاً منهم في مقابل إخراج جرحى مدنيين في كفريا والفوعة، حيث كان انسحاب المسلحين سيتم بالتوازي مع خروج المدنيين من كفريا والفوعا مع بقاء اللجان الشعبية لحماية البلدتين.

واتهم تنظيم «أحرار الشام» الارهابي الطرف الأخر برفض معظم المطالب التي تلخصت بتسليم السلاح في المكانين للطرف الآخر مع احتفاظ مقاتلي الزبداني بسلاح فردي خفيف لخروجهم من المنطقة. وإخراج أهالي مدينة الزبداني وبلدات بقين ومضايا وسرغايا إلى درعا وليس إلى إدلب. أضافة للإفراج عن 40 ألف معتقل من السجون السورية، وخروج 10 آلاف فوراً كبادرة حسن نية.

وكان أحمد قره علي، المتحدث باسم «أحرار الشام» أعلن السبت إنهاء وقف إطلاق النار المتفق عليه مع الجيش السوري قبل يوم من انتهاء المهلة.

وأطلق الجيش السوري مدعوماً بوحدات من حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي «نسور الزوبعة» هجوماً جديداً أمس، تمكنوا من خلاله من السيطرة على 15 كتلة بناء متقدمة من دوار بردى باتجاه ساحة الجسر في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة.

كما تقدمت وحدات المشاة بحي النابوع شمال المدينة، في حين تقدمت وحدات أخرى في حي الكبري شرق الزبداني، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة في حي الزهرة من الجهة الغربية للمدينة.

وفي السياق، نفذ الطيران الحربي السوري غارات عدة على أهداف للمسلحين في الزبداني ومحيطها، في حين استهدفت المدفعية الثقيلة تحركاتهم وتحصيناتهم، ما أسفر عن تدمير ثلاثة عربات مصفحة مجهزة برشاشات ثقيلة.

الى ذلك، صدت اللجان الشعبية المدافعة عن بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب هجوماً جديداً للمسلحين على محور الصواغية – طعوم شرق مدينة الفوعة، وهجوماً على محور حاجز الكهرباء، ما أسفر عن تدمير عربتين مصفحتين للمسلحين ومقتل العشرات منهم.

وفي السياق، استهدف الطيران الحربي السوري تحركات المسلحين في مناطق محمبل ومرج الزهور وقرقور وأورم الجوز وجسر الشغور وبنش وشمال طعوم وغرب تفتناز ورام حمدان في ريف ادلب.

هذا وقصف المسلحون بلدتي كفريا والفوعة بـ300 قذيفة إثر إعلان المتحدث باسم «أحرار الشام» إنهاء الهدنة في الزبداني.

سياسياً، أكد مستشار قائد الثورة الايرانية علي اكبر ولايتي، ان هناك مؤامرة لإسقاط سورية المقاومة وتدميرها وتقسيمها، لأنها تمثل إحدى حلقات السلسلة الذهبية للمقاومة في المنطقة، وقال: «إن هناك مخططات لتقسيم سورية والعراق لكنها لن تتحقق».

وأضاف المسؤول الإيراني «كان التصور انه خلال ثلاثة اسابيع ستسقط الحكومة الشرعية في داخل سورية، ولكن بتوجيهات من القيادة السورية وشخص الرئيس بشار الأسد تمكنوا على مدى أربع سنوات من ان يصمدوا امام الهجمة التي تتعرض لها البلاد، وان الشعب السوري يزداد أملاً يوماً بعد يوم من الايام السابقة». مضيفاً «أنه ليس من المناسب أن يترك الأسد السلطة و«داعش» لن يرحم أحداً إذا سيطر على دمشق».

ولفت ولايتي الى عمليات تدريب للمرتزقة في دولة جارة ومن ثم يتم إرسالهم الى سورية، مشدداً على ان محور المقاومة من ايران وسورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين يتصدون لهيمنة الاجانب.

وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن دمشق تتمسك بقراءتها لبيان «جنيف1» وأولوية مكافحة الإرهاب ووقف دعمه وتمويله، مضيفاً أن دمشق ترحب بجهود عمان في ما يتعلق بمبادرة للحل السياسي وأكد أن ايران تخطط لمبادرة ايضاً.

الى ذلك، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، أمس تسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري.

وأعرب أوبراين عن استعداده للتعاون مع الحكومة السورية، وبذل جهوده للاستجابة لاحتياجات الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية. وقال إن زيارته ترمي إلى تكوين تصور واقعي لاحتياجات الحكومة السورية، والوضع الميداني وبذل جهود إضافية لتلبية احتياجات الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية، مضيفاً أن هدفه ليس «التسييس».

وكان مكتب أوبراين، الذي خلف فاليري آموس في شهر أيار، قال في وقت سابق إنه سيزور سورية في إطار السعي لتحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى هذا البلد.

وذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية أن المعلم أكد حرص حكومة بلاده على تأمين احتياجات الشعب السوري الذي يخوض معركة ضد الإرهاب والمتشددين، وأن ولاءات بعض العاملين في المجال الإنساني تؤثر سلباً على العملية الإنسانية وبالتالي تؤثر أيضاً على التعاون بين الحكومة السورية والأمم المتحدة.

وأشار المعلم إلى أن الكثير من المساعدات التي قدمت لسورية، كانت تهدف إلى تقديم خدمات لبرامج تلك الدول والقوى وأدواتها أكثر مما يقدم للشعب السوري.

وفي شأن متصل، كشف كيان العدو «الاسرائيلي» مسؤوليته عن اغتيال 4 من أنصار حزب الله في الجولان في نيسان الماضي.

وقال المتحدث باسم جيش العدو إن الأربعة هم من «الطائفة الدرزية» وجندهم حزب الله لزرع عبوات ناسفة على الحدود الشمالية مع «إسرائيل».

وأضاف المتحدث أنه تم اغتيال الأربعة الذين ينتمون إلى قرية حضر السورية خلال محاولتهم زرع ثلاث عبوات عند السياج الحدودي قرب مجدل شمس. مشيراً إلى أن حزب الله وإيران قاموا بتجنيد الأربعة بهدف توجيه ضربة قاسية للقوات البرية في «الجيش الإسرائيلي» بالمنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى