الراعي: لحوار عميق مشترك لا يستبعد أحداً
توجه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «إلى الجيش اللبناني وإلى سائر الأجهزة الأمنية اللبنانية على الإنجازات التي تحققها وعلى التضحيات والجهود التي تبذلها في سبيل صون الحدود وحفظ الأمن في الداخل، وتعقب الإرهابيين والمجرمين الذين يهدّدون أمن المواطنين».
وقال في عظة ألقاها بعد ترؤسه قداس الأحد في الصرح البطريركي في الديمان: «تتجه أفكارنا إلى الأسرى من العسكريين الذين بلغت مدة احتجازهم السنة وهم يواجهون المصير المجهول، فيما تتواصل معاناة عائلاتهم وأهلهم الذين لا يتردّدون حتى بتعريض سلامتهم للخطر من أجل إلقاء، ولو نظرة اطمئنان عليهم من قريب أو بعيد. وإننا نجدّد تضامننا معهم في هذه المأساة العائلية ونكرّر مطالبتنا بإخلاء سبيلهم وهذا حقهم الطبيعي الذي تضمنه شرعة حقوق الإنسان».
وسأل «القيمين اليوم على السلطة والعمل السياسي: أي خير عام تؤمنون للشعب اللبناني، وأي مستقبل لأجيالنا المقبلة، وأنتم تتخاصمون وتتراشقون التهم، وتحجمون بالتالي عن انتخاب رئيس للبلاد منذ سنة وخمسة أشهر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، سواء بالمقاطعة أم بعدم اتخاذ أي مبادرة فعلية تسهل إجراء الانتخابات؟ وقد عطلتم المجلس النيابي، واليوم تنذرون بشلّ الحكومة، وتسهلون انتشار الفساد والرشوة في الإدارات العامة، وتكبلون القضاء، وتستبيحون حرمة القوانين، وتلوثون لبنان الجميل بالنفايات؟
وختم الراعي: «ندعو ذوي الإرادات الحسنة إلى وقفة ضمير معاً، وحوار عميق مشترك لا يستبعد أحداً، للتفكير جدياً في البحث عن سبل إعادة التوازن والشراكة الحقيقية بين جناحي لبنان المسيحي والمسلم، انطلاقاً من الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية والدستور، من أجل الخروج مما نحن فيه من مأساة وطنية تفكك مقومات البلاد وتعطل دوره ورسالته المنتظرين منه في محيطه العربي، وفي تعزيز قضايا السلام والعدالة وحقوق الإنسان على الضفة الشرقية من المتوسط».
وكان الكاردينال الراعي ترأس قداس عيد انتقال السيدة العذراء في بلدة قنات قضاء حدث الجبة، عاونه فيه النائب البطريركي العام على الجبة المطران مارون العمار وخادم الرعية الخوري فادي شمعون والخوري جاك نقولا.