أوروبا العجوز تهدّد… فيزمجر الدبّ وينهض التنين
نصّار إبراهيم
بسبب الغطرسة، أو الوقاحة، لا فرق، أثاروا عش الدبابير في أوكرانيا فجاءهم الرد سريعاً.
أميركا طلبت إلى أوروبا فرض عقوبات على روسيا وأوروبا امتثلت.
أوروبا تهدّد روسيا إذا لم «ترفع» يدها عن أوكرانيا، فطارت القرم، وشرق أوكرانيا خارج السيطرة.
أوروبا تهدد روسيا! لكنها في الوقت ذاتها تطلب إليها في الواقع تتمنى عليها الالتزام باستمرار تزويد أوروبا الغاز… يا سلاااام!
التبادل التجاري بين أوروبا وروسيا بحدود 300 مليار دولار سنوياً، والتبادل التجاري بين الولايات المتحدة وروسيا بحدود 40 مليار دولار، ومع ذلك أوروبا تهدّد روسيا!
أوروبا تهدّد وتتمنى أو ترجو ، لكنّ روسيا وحلفاءها يردون بمؤتمر منتدى شنغهاي للتعاون نصف سكان الكرة الأرضية + 35 في المئة من مساحة الأرض ، هذا من دون الحديث عن دول البريكس. في لحظة وقعت روسيا والصين عقداً لتبادل الغاز والطاقة بقيمة 400 مليار دولار، وبخط أنابيب طوله 1500 ميل، هذا من دون ميادين التجارة الأخرى ومن دون الدول الأخرى. الصين وروسيا فحسب، والغاز وحده، ومع ذلك تهدد أوروبا روسيا!
تناقش أوروبا والولايات المتحدة منذ بداية الأزمة إرسال دعم مالي عاجل إلى أوكرانيا، وحتى اليوم لم يصل «الشحن» بحسب غوار الطوشة. ردت روسيا في كوبا فشطبت في لحظة واحدة 30 مليار دولار من ديون كوبا عليها، وحوّلت الباقي 4 مليارات إلى استثمارات، وبعد أيام من انضمام القرم إلى روسيا ارتفع التقاعد في القرم بنسبة 50 في المئة.
تهدد أوروبا روسيا بعقوبات اقتصادية فيما هي تتلوّى تحت أثقال الأزمة المالية والبطالة، فترد روسية بفصل تجارتها عن عملة الدولار معلومة: يصل حجم تجارة روسيا فى الهيدروكربونات إلى نحو تريليون دولار سنوياً، بحسب الباحث أحمد عز العرب، ويضيف الباحث إلى ذلك ما أعلنه التليفزيون الروسي يوم 19 نيسان من أن الصين ستعيد فتح طريق الحرير كطريق تجاري جديد يربط ألمانيا وروسيا والصين .
أوروبا تطالب روسيا الالتزام بالعقوبات على إيران، في حين تفاوض إيران وتعترف بها كدولة نووية تطالب روسيا، لكنها تهددها بالعقوبات، فترد روسيا بأنها ليست معنية بالعقوبات الأوروبية- الأميركية ضد إيران حجم التبادل بين روسيا وإيران 100 مليار دولار ، ومع ذلك تصرّ أوروبا على تهديد روسيا.
مندوب فرنسا ومن يقف معها يتقدّمون بمشروع قرار لإحالة سورية على محكمة الجنايات الدولية يبتسم الجربا… لا أدري لماذا؟ فيرد المندوبان الروسي والصيني: بسيطة! فيتوووو! فتهدّد مندوبة أميركا بمحاسبتهما… ومالو… « يلّلا يا فرنسا».
يعبثون في عقدة أعصاب روسيا ويهدّدون، فترد روسية في سائر الميادين الجيوستراتيجية بحزم. فهل سمعتم زمجرة الب الروسي وغضب التنين الصيني في شنغهاي. آسيا آتية بكامل جبروتها البشري والاقتصادي والجغرافي والحضاري الثقافي. العالم يتغيّر، فقط الحمقى لا يرون ذلك.
أوروبا العجوز تهدّد وتتوعّد ولكنها في الوقت نفسه تتمنى ألاّ يكون هناك ردّ… عجيب! فقط ألمانيا تحاول جاهدة عقلنة العجوز المتصابية. لكن إلاّ الحماقة أعيت من يداويها.