سلامة لـ «أل بي سي»: لبنان إلى الفراغ الطويل إذا لم ينضج الاتفاق السعودي – الإيراني

اعتبر الوزير السابق الدكتور غسان سلامة «أن لبنان ذاهب نحو أشهر طويلة من الشغور الرئاسي إن لم ينضج الاتفاق السعودي – الإيراني إلا إذا قرر اللبنانيون عكس ذلك»، لافتاً إلى «أن السعودية وإيران هما الطرفان الأساسيان للحسم في موضوع الرئاسة في لبنان، إضافة إلى أن الملف السوري يشكل الأولوية لدى إيران».

وأشار إلى «أن تعود اللبنانيين على فكرة عدم وجود رئيس ساعدت في تقبل الشغور الحاصل»، داعياً إلى «عدم الخلط بين تعزيز موقع الرئيس ووضع المسيحيين بالبلد»، مؤكداً «أن الرئيس القوي هو الذي يحترم حكمه وهو من يلعب دور الحكم».

ورأى سلامة «أنه من المبكر الحديث عن تأليف حكومة جديدة وعلينا تجاوز عقبة الفراغ الرئاسي وانتخابات مجلس نواب جديد مستبعداً ذلك قبل أيار».

ولفت سلامة إلى «أن الحوار بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري جدي لكن هذا لا يعني أنه مثمر»، معتبراً «أن هناك عقبة هي المجلس النيابي الحالي الذي يجب أن ينتخب رئيساً وأيضاً عدم انتخاب مجلس نواب قبله، وهذا الاستسهال بالأمر يؤدي لضرب منصب رئاسة الجمهورية».

وحول اجتماع مجلس الوزراء للاتفاق على جدول أعمال اعتبر سلامة «أن الدستور غير واضح ويعطي مجلس الوزراء مجتمعاً صفتين هما صفة السلطة التنفيذية وصفة القيام بمنصب رئاسة الجمهورية في حال الفراغ»، مؤكداً «أنه يجب تغليب العنصر السياسي التوافقي في داخل الحكومة، والرئيس تمام سلام ليست لديه رغبة بتأليب أحد ضده بفرض بحث أو جدول معين على الوزراء».

وتحدث عن الجدال الدائر في مراكز القرار في الإدارة الأميركية في شأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ولفت إلى «أن عقيدة الرئيس أوباما هي اختصار حالات استخدام القوة العسكرية لحدها الأدنى واللجوء إلى الدبلوماسية والضغط»، معتبراً «أن إيران لم تذهب للتفاهم مع أميركا إلا بسبب الوضع الاقتصادي، وذهاب الرئيس بوتين أيضاً للتفاهم كان بسبب أوكرانيا».

كما أكد أن الدعم بالمال والسلاح للمعارضة في سورية أدى إلى دخول فئات مسلحة لم تقرأه ولم تراه أميركا مشدداً على ضرورة الحل السياسي في سورية.

ورأى سلامة «أن الخلاف السعودي والقطري يتجه نحو الحلحلة بسبب وجود وساطة كويتية وهناك مآخذ متبادلة بين الطرفين ومآخذ على قطر لدعمها الإخوان وإعطاء الجنسية للخليجيين من دون استئذان حكوماتهم».

أما في ما يخص تركيا أشار سلامة إلى «أن هناك تطوراً إيجابياً للسياسة الداخلية التركية في السنوات العشر الفائتة، خصوصاً إنجاز الملفين الكردي والاقتصادي وغيرهما»، مؤكداً «أن أردوغان أحبط الشعب التركي بشخصيته المثيرة للجدال مما أدى لتبدل في المزاجية التركية الكارهة لأردوغان بسبب فشل سياسته الخارجية القائمة على سياسة صفر مشاكل مع جيران تركيا في ظل صراعه مع ثمانية جيران له».

واعتبر سلامة «أن ليبيا مشكلة كبيرة وحلها بالمنطق سهل بعكس اليمن بسبب مواردها التي يمكن أن تساعد مصر، وفي ظل غياب سلطة معنوية للاتفاق على عملية سياسية منتظمة ووجود حكومتين ومشروع انقلابي لم ينجح ولم يفشل، وفي ظل هذا الانقسام فالأمور تتجه نحو مأزقين عسكري كبير واقتصادي خطير».

وتوقع سلامة لحركة حماس أن تحيا من جديد، وهي تواجه مشاكل مالية ممكن أن تصل حد الإفلاس، وهذا ما دفعها لأخذ السلطة في غزة والحل مرتبط بقدرة الرئيس محمود عباس على دعم حماس مالياً».

وأكد «أن التعاون قائم لمحاربة «الجهاديين» في سورية والمراقبة والمتابعة مستمرة ولكن هناك بعض الدول الغربية والعربية تبقي الباب مفتوحاً أمام المجموعات الإرهابية على المستوى المالي والتسليحي والإعلامي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى