خامنئي: لن نسمح بأي تغلغل أميركي في إيران بعد الاتفاق النووي

أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، السيد علي خامنئي أن الاتفاق النووي لن يؤدي إلى خضوع البلاد للنفوذ الأميركي سياسياً أو اقتصادياً.

ونقل الموقع الرسمي للسيد خامنئي أمس عن المرشد قوله خلال لقاء إعلامي إن الأميركيين «ظنوا أن هذا الاتفاق، الذي لم يتضح ما إذا كان سيجرى إقراره في إيران أو في الولايات المتحدة، سيفتح إيران أمام نفوذهم».

وأكد: «لن نسمح للتغلغل الاقتصادي الأميركي في البلاد ولا التغلغل السياسي ولا الثقافي، وسنتصدى له بكل قوة»، معتبراً أن «الأميركيين يحاولون بسط نفوذهم في المنطقة وتمرير مخططاتهم، ولكننا لن نسمح لهم بذلك، وهم يسعون إلى تقسيم العراق وسورية وهذا لن يتحقق».

وأشار خامنئي إلى أن إيران تدعم المقاومة في المنطقة والمقاومة الفلسطينية التي تشكل حقبة لامعة في التاريخ الإسلامي مشدداً بالقول: «إن جمهورية إيران الإسلامية تقدم أشكال الدعم كافة لكل من يناضل ضد الكيان الصهيوني ويستهدفه أو يؤيد المقاومة».

وفي سياق متصل، أكد مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن إيران تحتاج إلى بناء 11 محطة نووية جديدة خلال الاثنتي عشرة سنة المقبلة، مشيراً إلى أن بلاده ستدعو دولاً أوروبية إلى بناء هذه المحطات في حال إقرار الاتفاق النووي.

وقال كمالوندي: «إيران تتحرك وفقاً لثلاثة نماذج معروفة عالمياً تسمى «ليب» و«اتساب» و«مسج»، وهذه ثلاثة نماذج دولية تعرفها الوكالة الدولية للطاقة الذرية جيداً، وهذه النماذج تحدد النسبة المئوية من الطاقة الكهربائية التي تنتج عن طريق الاحتراق النووي، وبناء على هذه النماذج يجب أن يكون إنتاجنا ضمن 8 في المئة إلى 12 في المئة من إنتاجنا للطاقة الكهربائية نووياً».

وأضاف: «من الناحية الاقتصادية ومن ناحية تأمين منابع الطاقة، خلال العشر سنوات المقبلة يجب أن نصل إلى 120000 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، وبأخذ معدل 10في المئة من الطاقة النووية تطون كهربائية، فيجب أن ننتج 12000 ميغا واط، وبما أننا ننتج الآن 1000 ميغا واط فقط، فنحن الآن بحاجة إلى بناء 11 مفاعل آخر مثل مفاعل بوشهر خلال 10 أو 12 سنة المقبلة».

وتابع المسؤول الإيراني: «بناء كل مفاعل يستغرق 8 إلى 10 سنوات، أي إذا بدأنا من اليوم، وبسبب التكلفة المالية لا يمكن عملياً بناء هذه المفاعلات بشكل متزامن، إذاً نحن متأخرون، ولكننا نحاول حالياً أن نعوض هذا التأخير، وقمنا بتوقيع عقد مفاعلين نوويين مع روسيا، وبحسب توقعاتنا سيبدأ العمل عليهما هذا العام في بوشهر بنفس المفاعل الحالي، لأنه تم تصميم 4 مفاعلات من أجل مدينة بوشهر، ومع هذين المفاعلين الذين سوف نبنيهما هناك سوف يصبح المجموع ثلاثة مفاعلات. كذلك لدينا محادثات مع الصين من أجل بناء مفاعلات صغيرة».

وأضاف أن «هذه المفاعلات ستبنى في المنطقة الجنوبية، في مناطق لم تشهد تطوراً كبيراً، مثل تشابهار وسواحل مكران، وسوف تنتج هذه المفاعلات ماء حلواً أيضاً، بناء على حاجة هذه المناطق، وسنعلن عما قريب بعد تنفيذ الاتفاق مع مجموعة 5+1، للدول الأوروبية بأننا على استعداد ليأتوا ويقوموا بالاستثمار في إيران، فإذا قاموا بالتمويل من أجل بناء مفاعلات في إيران بإمكاننا أن نضمن أن نشتري منهم الطاقة الكهربائية، وحتى إذا كانت لديهم الرغبة بإمكاننا أن نضمن لهم أن يصدروا الطاقة الكهربائية لدول كأفغانستان والعراق وأذربيجان وأرمينيا لأن هذه الدول بحاجة لهذه الطاقة وإيران تصدر حالياً الطاقة الكهربائية لهذه الدول».

وقال مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: «نحن بصفتنا وكالة الطاقة الذرية الإيرانية عندما تقرر أن ندخل هذه المحادثات كنا نعلم بأننا سوف ندخل محادثات نقبل من خلالها ببعض القيود من الناحية الفنية، ونستطيع أن نقول إننا قبلنا بعض هذه القيود».

وأضاف: «خطتنا كانت مبنية على أن لا يحدث أي خلل في برنامجنا النووي على المدى البعيد ونلتزم ببعض القيود لفترة ما، ولكن أن لا يسبب ذلك بأن نبتعد من أهدافنا الرئيسية خلال فترة زمنية طويلة، ودخلنا هذه المحادثات بهذه الاستراتيجية، وكلما كان يطرح موضوع ما، كان لنا اجتماعات عديدة مع مختصين في ذلك المجال، وفي النهاية كنا نتوصل إلى خلاصة، وهذه الخلاصة كانت تحدد مواقفنا، وكانت مواقفنا تتخذ بطريقة تشعرنا بالاطمئنان ونستطيع أن نقول بأن هذه القيود لم تؤخر صناعتنا النووية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى