بوتين يوعز بتعزيز حماية الحدود مع أوكرانيا
أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هيئة الأمن الفيدرالية باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز نظام حماية حدود الدولة الروسية مع أوكرانيا من أجل استثناء عمليات العبور غير الشرعية.
جاء ذلك بعد أن أغلقت سلطات كييف بشكل موقت 8 معابر حدودية من أصل 32 نقطة عبور في مناطق لوغانسك ودونيتسك على الحدود مع روسيا، إثر شن مقاتلي الدفاع الشعبي هجمات على نقاط حدودية أوكرانية عدة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أوعز في وقت سابق بسحب القوات الروسية التي شاركت في المناورات بمقاطعتي روستوف وبريانسك عند الحدود مع أوكرانيا وإعادتها إلى إماكن مرابطتها الدائمة.
وكان الرئيس بوتين قد رحّب في وقت سابق بتصريح الرئيس الأوكراني المنتخب بيوتر بوروشينكو الذي أكد فيه ضرورة الوقف الفوري لسفك الدماء في شرق البلاد.
وشدد بوتين على ضرورة فتح حوار مباشر بين السلطة في كييف والممثلين عن جنوب شرقي أوكرانيا من دون مشاركة موسكو، وقال «روسيا ليست طرفاً في النزاع الأوكراني».
من جهة أخرى قال سكرتير الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف إن علاقة بلاده مع بوروشينكو ستعتمد على الإجراءات المحددة التي سيتخذها، مضيفاً أن موسكو تريد أن يتوقف سفك الدماء في أوكرانيا، وشدد على ضرورة إيقاف الجيش الأوكراني لعملياته العسكرية التي تتسبب بإبادة الشعب.
بوروشينكو الذي أدى اليمين الدستورية يوم السبت الماضي أكد أنه لا يمكن تحقيق السلام في بلاده من دون تسوية العلاقات مع روسيا، مطالباً المقاطعات الشرقية بإلقاء السلاح ومشدداً على أنه ضد الفيدرالية، معلناً عزمه زيارة منطقة دونباس الصناعية في أقرب وقت. وأكد ـ متحولاً في كلمته من اللغة الأوكرانية إلى الروسية مخاطباً سكان المنطقة الشرقية المطالبين بالفدرلة ـ أنه سيأتي إليهم «حاملاً السلام، ومشروع لا مركزية السلطة، وضمان حرية استخدام اللغة الروسية في منطقتكم، وعزماً ثابتاً على عدم تقسيم الأوكرانيين إلى من هم على صواب ومن هم على خطأ».
ومع ذلك اعتبر بوروشينكو أن اللغة الأوكرانية كانت وستبقى لغة رسمية وحيدة للبلاد، وتابع قائلاً: «جاهزون لإجراء انتخابات مبكرة محلية في دونباس لتشكيل فريق نستطيع إجراء المحادثات معه، إذ نحتاج اليوم إلى شريك شرعي للحوار، ولن نتكلم مع قطاع الطرق»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «أوكرانيا كانت وستبقى دولة موحدة، ولن تكون هناك أي فدرلة». وأكد بهذا الصدد عزمه الحفاظ على وحدة أوكرانيا وتعزيزها، وأضاف: «أنا لا أريد حرباً ولا أسعى إلى الثأر»، داعياً إلى «إلقاء السلاح لمن حمله بطريقة غير شرعية». وتابع «أقترح عفواً عاماً عن سكان دونباس ممن يقاتل الآن ولم تتلطخ يديه بالدماء، أما المرتزقة الروس، فممر رجوع إلى روسيا».
وفي ما يخص شبه جزيرة القرم، رأى بوروشينكو أن «القرم كانت وستبقى أوكرانية، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يمكن تحقيق سلام في البلاد من دون تسوية العلاقات مع روسيا. وفي موضوع السياسة الداخلية، اقترح بوروشينكو حكماً برلمانياً- رئاسياً في أوكرانيا، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وأشار في كلمته كذلك إلى أنه يريد توقيع الشق الاقتصادي من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
ورداً على تصريحات بوروشينكو حول القرم، اعتبر فلاديمير قسطنطينوف رئيس مجلس الدولة لجمهورية القرم أن تصريحات بوروشينكو حول عودة القرم إلى أوكرانيا «هراء ومن محض الخيال»، مشيراً إلى أن سياسة القيادة الأوكرانية الجديدة تريد أن يصطدم الشعبان وجهاً لوجه فيما بينهما، وعلى هذا التناقض تجني هي الفوائد. وقال: «سمعنا أن اللغة الرسمية للدولة هي الأوكرانية فقط، على رغم أن أوكرانيا على مدى آلاف السنين كانت ضمن قوام العالم الروسي، هذه كلها أشياء مصطنعة تكنولوجياً ومستوردة من الغرب وتهدف إلى دفع الشعبين نحو الاصطدام وجهاً لوجه ولكي يقوما بإطلاق النار نحو بعضهما بعضاً».
من جانب آخر أعلن القائم بأعمال رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف للصحافيين أن القرم لن تكون أوكرانية أبداً، وقال: «ما يقوله هؤلاء السياسيون هو بمثابة تطفل على مواضيع هامشية، فلا احد يستطيع حملنا، رغماً عن إرادتنا، على الانضمام إلى دولة أخرى هذا لن يحدث أبدا»، مشيراً إلى أنه سيقرّ في الأيام القريبة قانون ستجرى بموجبه «شرعنة» قوات الدفاع الذاتي في الجمهورية. وفي حالة الاعتداء على وحدة أراضي روسيا الفدرالية فإن قوات الدفاع الذاتي ستكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن القرم وبشكل نظامي.
من ناحية أخرى رأى وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن غالبية الدول الأوروبية لا ترغب برؤية أوكرانيا في صفوف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وتابع: «عندما أتحدث مع زملائي الأوروبيين فإنني ألحظ أن فكرة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لا تجد تأييداً لدى أحد منهم. وهذا واضح».
وأقر فابيوس بأن كلمة الرئيس الأوكراني الجديد بوروشينكو خلال تنصيبه كانت من الواضح أنها مؤيدة لأوروبا بحسب مضمونها، وهي حتى أوروبية أكثر «مما أرادته دول الاتحاد الأوروبي». ولفت إلى أن لا أحد من «الزملاء الغربيين يريد انضمام أوكرانيا إلى الناتو» مؤكداً أن «الأميركيين حتى لا يريدون ذلك».