مراد: المشكلة في النظام الفاسد

رعى رئيس أساقفة زحلة والفرزل للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش ندوة عن التعايش الإسلامي المسيحي بعنوان «التعايش المسيحي حقيقة أم وهم»، في دارة غسان خوري في صغبين في البقاع الغربي، شارك فيها إضافة إلى درويش رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، وغسان خوري في حضور نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، النائب السابق فيصل الداوود وفاعليات.

درويش

بداية تحدث درويش مؤكداً أن «كل الناس أبناء الله ووجودي يكتمل بالآخر، والله هو القاسم المشترك لكل تعايش حقيقي. الله محب للبشر الحنون العادل صانع السلام، الغفور ومصدر كل خير، وهو الذي يشكل المساحة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين وهو الذي يهدم حائط العداوة بين البشر ويزيل الحواجز ويشفع للمتخاصمين».

وقال: «إن الانغلاق على الذات هو كالجحيم والموت ودخول الانسان في نفق الظلام، فالتعايش هو قضية اجتماعية أكثر مما هي روحية، والمرتكز الحقيقي لمستقبل الناس يكون وفق العدالة والمستقبل لا يبنى على الظلم وهضم حقوق الناس، وما نشهده في مجتمعنا اليوم هو رغبة عند الإنسان في التطاول على حقوق الآخرين وأن تحب لقريبك كما تحب لنفسك. هذا هو أساس التعايش».

مراد

ورأى مراد «أن سبب الخلل في التعايش مرض سرطاني داخل الجسم اللبناني منذ تكوينه، وقد آن الأوان لأن نقول لماذا ذهبنا إلى محطات جنيف ولوزان والدوحة واستعملنا كل الأدوية المهدئة لهذا المرض السرطاني، فالسبب هو هذا النظام الفاسد الذي لم ينتج تمثيلاً حقيقياً للناس، كما آن الأوان لكي لا نورث أولادنا عدم الاستقرار والحل بالمبدأ بقانون انتخابات وفق النسبية وبلقاء كل القوى السياسية لتتناقش بجرأة حول الحل. ولماذا لم يطبق الطائف ورئيس مسيحي هو صمام الأمان للبنان، فحرام أن نصل إلى إنهاء الدور المسيحي على الساحة اللبنانية».

وشدد «على انتخاب رئيس جمهورية من الشعب وإعادة بعض الصلاحيات للرئيس واعتماد قانون النسبية وبذلك نقضي على الطائفية».

قبلان

أما قبلان فأشار إلى «أن التعايش مفهوم ديني عقائدي ديني، إذا لم أؤمن بالمسيحية كمسلم فإسلامي ناقص، وإذا لم أؤمن بالسيد المسيح فإسلامي ناقص أيضاً، فالتعايش هو أن أقبل الآخر كما هو، والمحبة والتواصل هما قمة التعايش وهي ناقصة إذا لم أؤمن بالسيد المسيح».

وقال: «في لبنان نعيش أزمة سياسية وليس أزمة دينية، وما يميز لبنان هو التنوع وللأسف، الإسلام يشوهه البعض اليوم والمسيحية في خطر و«إسرائيل» المستفيدة، وعالم غربي ينتظر لكي يعمّر من جيوبنا وبأموالنا. وعلينا أن نأخذ التعايش بمفهومه الديني وليس بالإيماني، ومن خلال الاهتمام بقضايا الناس والمجتمع بدل أن نصنف النفايات لهذه الطائفة أو تلك بدل رميها هنا وهناك».

وتحدث خوري عن التعايش في مرحلته التاريخية، وقال: «إذا اتكلنا في الحل على الكبار، فنحن واهمون، علينا أن نعتمد على الوعي لما له من أهمية، فهو يحرّك الجبال ويغير قوانين وليس المسيحي هو المستهدف، نحن نستهدف أنفسنا ونبيع أرضنا ونهاجر إلى الخارج».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى