فيلم «جنة الليمون» عن تضحيات الأمّ السوريّة وبسالة أبنائها
اللاذقية ـ بشرى سليمان
لقي الفيلم السينمائي القصير «جنة الليمون» لمخرجه سليمان بدور إقبالاً واسعاً خلال عرضه في درعا واللاذقية وجبلة، إذ يعكس جانباً من الحوادث الاجتماعية والوطنية التي تشهدها سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وأهدت حملة «هنا سورية» هذا الفيلم إلى «رجال الله الذين استشهدوا لكي نبقى وإلى حماة الديار في الميدان وإلى أمهاتنا جميعاً الذين لا يماثلهن أحد في الفداء والتضحية».
انليل حداد، مؤسس حملة «هنا سورية» التي أنجزت الفيلم، أوضح إن الفيلم يصور عدداً من الحوادث المهمة التي تشكل جزءاً من صمود الشعب السوري وتنامي قدرته على التحدي والمواجهة، رغم الظروف الصعبة التي يشهدها، وخاصة فئة الشباب الذين يبذلون الغالي والرخيص دفاعاً عن كرامة بلدهم الأغلى سورية وعزته وسيادته، لافتاً إلى أن فكرة الفيلم مأخوذة من أفكار شاب مبدع يدرس الهندسة في جامعة تشرين ويملك موهبة في مجال التصوير إذ صور الفيلم وأنتجه من حسابه الخاص ودعمت «هنا سورية هذا المنتج السينمائي وساهمت في ترويجه وتسويقه من خلال عرضه في أكثر من مكان بالتنسيق مع جهات ثقافية مختلفة.
أضاف حداد أن الفيلم يتحدث عن شجاعة الأم السورية في حربها على الإرهاب مقدمة إلى الوطن تضحيات عظيمة لا تضاهيها تضحية، باذلة فلذات اكبادها الذين يرتقون يومياً شهداء إلى العلا ذوداً عن حياض الوطن ودفاعاً عن استقراره وسيادته وما تشعر به هذه الأم من فخر وعزة وهي تزف ابنها الشهيد إلى الخلود.
يعكس الفيلم الروح السورية ذات القيم النبيلة مثل الصبر والشجاعة والكرم والفداء، وهي قيم نشأ الانسان السوري عليها منذ تاريخه القديم حتى اليوم، ما أكسبه مجداً وعظمة تحدث عنهما التاريخ ووثقهما في أسفاره وكتبه ومراجعه، فلا خوف على هذا الإنسان مهما اشتدت عليه المحن طالما أنه ينشأ في أحضان أمهات فطمن على عشق التراب والحفاظ على منعته. ويعتبر حداد أن كل أم سورية هي مثل شجرة الليمون تنجب طفلاً يدافع عن وطنه وبلاده وشعبه، ما يجعلنا قادرين على الصمود وواثقين بالمستقبل وبنصرنا القريب، فكل أم مستعدة للتضحية بجميع أولادها كي لا يضام الوطن ويستبيحه الإرهابيون والقوى التي تحرّكهم. مؤكداً الحملة تسعى من خلال عرض هذا الفيلم إلى تأكيد الأهمية الكبيرة للفعل الثقافي والإبداعي الذي يقوم به الشباب السوري في مختلف مجالات الحياة كسلاح ماض وفتاك ضد الإرهابيين الذين يحاولون القضاء على روحنا المتقدة وعزيمتنا الراسخة لمواصلة حياتنا الاجتماعية والثقافية على نحو طبيعي وفاعل، من خلال ممارسة أنشطتنا وإبداعاتنا الفكرية في الظروف كلّها ورغم جميع التحديات المحيطة.