صحافة عبرية
نشرت صحف عبرية عدّة، دراسةً لـ«مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي»، التابع لـ«جامعة تل أبيب»، جاء فيها أنّ «إسرائيل» هي لاعبة الوضع الراهن التي تُريد منع التغييرات غير المتوافق عليها على أرض الواقع، وكذلك منع تشكل التهديدات. وبناءً عليه، فهي تقف أمام صنفين من التحدّيات، الأول: اللاعبون الذين يريدون فرض تغيير غير متوافق عليه بقوة مباشرة أو غير مباشرة أو قوة ناعمة، هؤلاء اللاعبون يضمون اليوم دولاً وطنية مثل إيران، وبمستوى أقل تركيا، واللاعبون المعروفون بكونهم غير حكوميين ولكنهم يمثلون جزءاً من المنظومة فوق الحكومية، مثل حزب الله والتنظيمات الفلسطينية، ولاعبين هم في الواقع نتاج قلقلة دول وطنية عربية. التهديد الثاني أنّ مبنى المنظومة السياسية في الشرق الأوسط مهتز وسريع التغير، في مثل هذا المحيط هناك تحدٍّ لكل الفرضيات ولا مسلمات.
وتابعت الدراسة قائلةً إنّ أهداف «إسرائيل» والتهديدات عليها تضعها الآن في مصلحة مشتركة مع لاعبي وضع راهن آخرين مثل مصر، السعودية والأردن، ولكن هناك خطر وقوع ثورة ثالثة في القاهرة، وخطر سقوط الملوك في الرياض وعمّان، ولذلك من المحظور الاتكاء على هذه الفرضية. وعلى رغم ذلك يمكن أن نزعم أنّ خط الصدع الإقليمي المركزي حالياً ليس العرب ضدّ «إسرائيل»، ومن الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» تبقى في الأساس الصراع مع الفلسطينيين. ولفتت الدراسة، إلى أنّ «إسرائيل» لديها نقص نسبي في الهندسة السياسية خارج حدودها، وعندما حاولت فعل ذلك فشلت، لذلك حتى وإنْ خلق تزعزع الدول الوطنية العربية وضعف الهيمنة الأمريكية فراغاً يدخل من خلاله لاعبون كثر من الإيرانيين والأتراك وحتى الجهاديين والروس، إلّا أنّ «إسرائيل» ليست بحاجة إلى محاولة تصميم المناطق التي خارج أسوارها، لهذا الاعتبار ولاعتبارات التكلفة ليس على «إسرائيل» أنْ تشارك في لعبة كبيرة شرق أوسطية موضوعها الإمساك بمناطق نفوذ ومواقع، ولكن لعبة من هذا النوع قد تصل إلى مناطق قريبة لـ«إسرائيل» فيها مصالح حيوية. وبناءً عليه، فـ«إسرائيل» أيضاً لا تستطيع إغماض عينيها عمّا يدور خارج حدودها.
ورأت الدراسة أنّ «إسرائيل» بحاجة إلى العمل على كبح لاعبين يريدون أن ينفذوا بالقوة تغييراً على المنظومة الإقليمية وكبح تشكل تهديدات من خلال متعاونين من بين أمور أخرى، ولو موقتة وهشة وسرية، مع باقي اللاعبين المحتملين، يجب طبعاً مواصلة التعاون مع المصريين، والمساهمة في حفظ أمن الأردن في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية، واستغلال تماهي المصالح مع السعودية، كما ذكرت.
وقالت الدراسة أيضاً إنّ لـ«إسرائيل» وروسيا مصالح متناقضة قليلة، ومن الممكن إجراء حوار حول سبل فرض الاستقرار في سورية بطريقة لا تمس بالمصالح الروسية أو «الإسرائيلية»، يجب الاعتراف بإمكانية التوصل إلى التوازن، ولو موقتاً وبشكل هشّ، حتى مع مجموعات محلية مثل «جبهة النصرة» في جنوب الجولان، سواء لـ«إسرائيل» أو لـ«جبهة النصرة» في جنوب الجولان يبدو أنّ الأهم هو منع تمركز إيران وحزب الله في هذا القطاع، ولذلك ربما من الممكن التوصل على الأقل إلى تجاهل متبادل أعداء غير متقاتلين .
في المحيط غير المستقر يجب عدم الافتراض أنّ أي عملية تخلق واقعاً مستقراً ومحدداً. لكن سلسلة خطوات موقتة من شأنها أن تهدئ من القلاقل. القوة العسكرية هي أيضاً بحاجة إلى التواؤم مع واقع ما بعد «سايكس ـ بيكو».
إنّ الجيش «الإسرائيلي» قد نفذ عمليات بعيدة المدى، غير أنها مركزة ومحدودة في مواردها وأهدافها، ربمّا يكون المطلوب من الجيش «الإسرائيلي» إلى جانب القدرات التقليدية استعراض قوته، وربما للمرة الأولى، إلى أن يجري معركة واسعة ضدّ إيران، دولة وطنية قوية لا تحدّ «إسرائيل»، وقوس الأعداء غير الحكوميين يتّسع أيضاً، من الجهة الأولى حزب الله الذي يملك قدرات دولة قوية لا قوة تنظيم عصابات، والذي يعمل من عمق المنطقة اللبنانية التي تتحول يوماً بعد يوم إلى مستنقع آسن، لذلك فالحرب ضدّ حزب الله لها مغزى جديد من حيث مناطق العمل والتهديد الذي يمثله الحزب لـ«إسرائيل».
مع ذلك، استدركت الدراسة قائلةً إنّه يجب الاعتراف أيضاً بمحدودية القوة ضدّ التهديدات غير الحكومية من النوع الجهادي، القوة العسكرية قادرة على إزالة تهديدات بعينها ولكنها تستصعب بخلق أوضاع نهائية ينتج عنها واقع مختلف، عندما يكون جذر المشكلة هو تداعي المنظومة الدولية والتهديد الناهض هو مجرد نتاج لهذا التداعي القوة العسكرية تستطيع معالجة الأعراض، ولكن ليس بناء المنظومة الدولية خارج الحدود من جديد. وإضافة إلى هذا، فبسبب تخلخل البنى السياسية وبسبب كثرة عدد اللاعبين، من الصعب أنْ تُقدّر مسبقاً نتيجة العملية العسكرية وأيّ واقع سياسي سيتمخض عنها. ولذلك، هناك شك في شأن جدوى العمليات العسكرية التي نريد لها تغيير الواقع.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ الاستراتيجية «الإسرائيلية» لكبح إيران يجب أن تتضمن ثلاث أذرع، أولاً: استغلال الفرصة الجديدة للتعاون مع لاعبين من المنطقة لكبح انتشار الهيمنة الإيرانية، ثانياً: هناك حاجة للتلويح بالقوة المباشرة تجاه إيران، والى تطوير قدرة إدارة معركة واسعة ضدها. ثالثاً: يجب إحباط التهديدات الملموسة المحددة في المناطق التي لـ«إسرائيل» فيها مصالح حيوية من خلال هجمات حركية.
موظفو الخارجية «الإسرائيلية» يرفضون إصدار جوازات سفر دبلوماسية
أعلنت لجنة موظفي وزارة الخارجية «الإسرائيلية» أن موظفي الوزارة لن يصدروا جوازات سفر دبلوماسية للسفراء الجدد الذين عيّنهم رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو، وذلك في إطار تشويش العمل الذي يقومون به.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أنّ لجنة الموظفين في الوزارة أقدمت على هذه الخطوة احتجاجاً على شروط العمل في الوزارة وظروفه، وفي إطار نزاع العمل.
يشار إلى أنه من بين السفراء الجدد، الوزير داني دانون، الذي عيّنه نتنياهو سفيراً في الأمم المتحدة من أجل إبعاده عن طريقه داخل مؤسسات حزب «الليكود».
وأعلنت لجنة الموظفين أيضاً، أن موظفي الوزارة لن يعتنوا بأمور بيروقراطية تتعلق بالاعتناء بتمديد جوازات سفر مواطني «إسرائيل» في السفارات والقنصليات «الإسرائيلية» في أنحاء العالم.