وحشية وظلامية
محمد نظير عوض
الكلام لا يعبّر عن قيمة الدكتور خالد الأسعد المتخصّص بتاريخ تدمر وآثارها. وقد بدأ حياته العملية في الخمسينات من القرن الماضي في دمشق، في الجامع الأموي، وكان مديراً لمدة خمسين سنة، وأمضى حياته في التنقيب والترميم وإنجاز المشاريع في مدينة تدمر. وهو مسؤول عن ترميم عددٍ من المعالم الأثرية فيها، والتي جعلتها في أبهى حلّة. كما أنه من الرعيل الأول، وهو محطّ احترام لدى كل من عرفه، لكن كل هذا لم يشفع له لدى هؤلاء القتلة، ولم يشفع له عمره الذي قارب 82 سنة، ولا خدماته للمدينة والوطن، فقتلوه بطريقة وحشية في المدينة التي لطالما أحبّها وقدّم لها الخدمات حتى اليوم الأخير في حياته.
الجريمة مستنكَرة ووحشية وظلامية، فقد طاولت أحد المفكرين الكبار، المشهور بأخلاقه ونبله وكرمه. والهجمة تطاول المثقف والمواطن والحضارة والهوية وكلّ شيء. لذا، على الجهود المحلية والوطنية والعالمية أن تحمي المثقف والمفكر. فمن أهم أهداف هذه الحرب نشر التخلّف والدمار، والقضاء على الحضارة والثقافة. نتمنى أن تنجلي هذه الأزمة ليعود المجتمع إلى وضعه الطبيعي والحضاري، ونحن نعتمد على محبّي الوطن للدفاع عن المثقفين والعلماء، لتقديم يد العون لهم وحمايتهم.
معاون مدير عام هيئة الآثار والمتاحف في سورية