أبو فاعور: نحن أمام كارثة والحلّ بالمطامر مجدلاني: لتنفيذ المخطط التوجيهي بشفافية

عقدت لجنة الصحة النيابية جلسة قبل ظهر أمس، في المجلس النيابي برئاسة النائب عاطف مجدلاني وحضور النواب: ميشال موسى، عماد الحوت، قاسم عبد العزيز، وليد خوري، انطوان ابو خاطر، ناجي غاريوس، باسم الشاب، عاصم عراجي وكاظم الخير.

وحضر وزير البيئة محمد المشنوق، وزير التنمية الإدارية نبيل دو فريج، وزير الصحة وائل أبو فاعور، نقيب الأطباء انطوان البستاني، مستشار وزير البيئة غسان صياح.

إثر الجلسة قال أبو فاعور: «تقدمت بتقرير مفصل من قبل وزارة الصحة إلى الدكتور مجدلاني وأعضاء اللجنة حول كلّ المخاطر الصحية، تقرير تقييمي، بالإضافة إلى توصيف دقيق لكلّ طريقة التعامل حالياً مع قضية النفايات في كلّ المناطق اللبنانية، تقرير تفصيلي لأنني أعتقد أنّ من واجبنا كسلطة تنفيذية أن نطلع مجلس النواب كسلطة رقابة على كلّ ما نقوم به وواجب الزملاء النواب أن يكونوا على اطلاع على كلّ ما يحصل».

وأضاف: «التقرير الذي رفعته يشمل كلّ المناطق اللبنانية، وما يتم اكتشافه من هذا التقرير هو أننا على شفير كارثة بيئية وصحية، هذا ما ثبت من كلّ التقارير التي جاءت من الأطباء في الأقضية، الأمر الآخر هو أننا نعتقد أنّ المشكلة الأساسية هي في بيروت وضواحيها، بينما فعلياً المشكلة هي عامة في كلّ لبنان حتى المناطق التي تعتقد أنها أوجدت حلولا خاصة فهي تحفل بمشاكل صحية وبيئية كبرى. الذي يحصل هو أنه أصبح لدينا كما يقول وزير البيئة حوالى ألفي مكب عشوائي، وعملية حرق عشوائي ورمي عشوائي للنفايات، علاجات بدائية، رش مبيدات، ما يضاعف المخاطر، إضافة إلى التقارير الأسبوعية التي ترد من أطباء الأقضية والمربين في المناطق ومسؤولي الصحة، وأنشأنا آلية لرصد التداعيات الصحية في المستشفيات والمستوصفات».

ورأى أبو فاعور أنّ الحلّ «بأن ينعقد مجلس الوزراء وأن يقرّ مطامر في كلّ المناطق اللبنانية، يقر يعني أن يأخذ قراراً، مطامر وليس مطمراً وحيداً، يعني أن لا نعود ونحمل منطقة وحيدة كل نفايات لبنان، هناك مخطط توجيهي لدى وزارة البيئة، ولدى وزارة البيئة دراسات علمية حول المطامر، يقر مجلس الوزراء، يأخذ قراراً سياسياً بمطامر في أكثر من منطقة لبنانية».

نفايات المرفأ

وبالنسبة إلى موضوع النفايات في المرفأ، قال أبو فاعور: «للأسف كأنّ هناك تعاملاً مع المرفأ باستسهال وليس من يدافع عنه، مساحة المرفأ هي مساحة سلامة اللبنانيين وطائفة المرفأ هي صحة المواطنين وحزب المرفأ هو حزب سلامة اللبنانيين، لا يمكن أن يقبل بأي ظرف من الظروف على بعد عشرات الأمتار من أهراءات القمح أن نذهب ونرمي النفايات».

ورأى مجدلاني، بدوره، «أنّ حل المشكلة الحقيقي هو فرز النفايات ومن ثم طمر ما يمكن طمره وتدوير ما يمكن تدويره، هذا هو الحلّ الواقعي والحقيقي ولا نريد أن نختبىء في خيال إصبعنا. النفايات موجودة لدى كل الناس علينا أن نرى كيف نتفادى خطرها. الخطر الصحي لهذه النفايات والأخطار الصحية ليست سهلة، اليوم نرى حالات إسهال كثيرة وهناك خطر ظهور أمراض التيفوئيد والكوليرا وأمراض التهابات القصبة الهوائية والحساسية والأمراض الجلدية وحساسية العين، هذا الموضوع هو موضوع صحي بامتياز وهو موضوع خطر وخطره على كلّ اللبنانيين، هناك مشكلة يعانيها كل اللبنانيين وعلينا حلها بكلّ روح مواطنية وصدقية وحزم».

وختم: «المطلوب من الحكومة تنفيذ المخطط التوجيهي ومصارحة الناس بشفافية وصدقية لكيفية معالجة موضوع النفايات وأعود لموضوع الحلّ الأبعد المدى وهو موضوع المناقصات والشركات التي قدمت عروضاً إلى مختلف المناطق، وكانت هناك رسالة سلبية بالأمس نتيجة عدم فض العروض ونتيجة هذا الغموض بموضوع العروض، سمعنا أنّ هناك قراراً من مجلس الوزراء أن يكون هناك رأيان لاستشاريين بكلّ منطقة، هناك أسئلة عديدة، علينا أن ننتظر إلى الأسبوع المقبل، لنرى كيف سيتم موضوع فضّ العروض، ونحن سنبقي اجتماعات لجنة الصحة مفتوحة لمتابعة هذا الموضوع وفضّ العروض وأعود وأؤكد ضرورة أن يكون هناك مصارحة للمواطن، مصارحة حقيقية وشفافية لنعيد الثقة للمواطن بحكومته، نحن مستمرون بمواكبة هذا الموضوع».

لقاء تنسيقي في عكار

وفي السياق، عقد في مكتب محافظ عكار عماد لبكي في سراي حلبا الحكومي، لقاء تنسيقي أولي بهدف تشكيل خلية أزمة لمتابعة قضية النفايات وعمليات الرمي العشوائية التي تحصل في غير منطقة عكارية لنفايات مستقدمة من بيروت وجبل لبنان بشكل متخف ومموه.

وشدّد لبكي على أنّ «ملف النفايات صار ملفاً ضاغطاً على الجميع، ولكن من غير المقبول ولا المسموح استقدام النفايات ورميها بهذه الطريقة اللامسؤولة وبهذا الشكل العشوائي في الأملاك العامة وعلى جوانب الطرق الدولية وفي الأملاك الخاصة»، طالباً من قوى الأمن الداخلي «التشدّد في مراقبة هذا الامر ومتابعته وتوقيف كلّ مرتكب».

وقال: «إنّ اللقاء اليوم مع ضباط قوى الامن الداخلي المسؤولين هو لمعالجة المشاكل التي نعيشها منذ فترة في ما يتعلق بأزمة النفايات والتعديات الحاصلة على قرانا وبلداتنا من غرباء عن المنطقة يقومون ليلاً وبطريقة غير قانونية وغير لائقة ويرمون النفايات بهذا الشكل المرفوض. اجتماعنا اليوم هو للبحث عن خطة نعتمدها وتبدأ بالتشديد على قمع هذه الظاهرة التي تحدثنا عنها ومحاسبة الاشخاص الذيم يقومون بها وتبليغ كلّ البلديات والأشخاص من خارج منطقة عكار بأننا سنتصدى لأي محاولة للمسّ ببيئتنا وطرقاتنا وخلاف ذلك».

وأشار لبكي إلى أنّ «ثمة لقاءات أخرى ستتبع هذا اللقاء الذي نحن في صدده مع رؤساء الاتحادات البلدية ومع عدد من رؤساء البلديات حيث لا اتحادات بلدية ولا مخاتير ولا ممثلين عن هيئات المجتمع الأهلي والمدني بهدف تشكيل خلية أزمة لإدارة هذا الملف ومواجهة تداعياته المحتملة».

وختم: «وجهت الدعوة إلى رؤساء الاتحادات البلدية للقاء يعقد يوم الاثنين المقبل في مكتب المحافظ في سراي حلبا، واللقاءات الأخرى ستحدّد تباعاً».

شكوى من سكان بشامون

من جهة أخرى، شكى سكان حي المدارس في منطقة بشامون، في بيان، «من الكارثة التي تهدد المجمعات السكنية والبيئة جراء استحداث مكب للنفايات في المنطقة من قبل شاحنات مجهولة».

واستغرب السكان «قيام شاحنات مجهولة برمي النفايات ليلاً في منطقة حرجية تصل بشامون بمنطقة عرمون، وهي منطقة نموذجية بيئياً وحرجياً».

ونبه السكان من «خطورة استحداث مكب للنفايات في المنطقة لما يشكله من ضرر بيئي»، لافتين إلى «أنّ الشاحنات التي تفرغ النفايات يفوق عددها الـ 10 في كلّ ليلة».

وأشاروا إلى أنّ «بعض الشاحنات ترمي ردميات وأتربة لطمر النفايات وعدم كشفها»، وناشدوا «وزير البيئة محمد المشنوق والجهات الأمنية والإدارية المختصّة بمعالجة هذه الكارثة المستجدة بين منازلهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى