غروبٌ… ولكن!

لو يعتبر الإنسان من الموت، لعرف قيمة الحياة! إنها رحلة قد تقصر أو تطول. لكن، لا محالة من انطلاق لها ووصول. بين هذين الحدّين نخوض غمار أيامنا، حلوها ومرّها، وما أكثر مرّها!

لكننا، على رغم ذلك نحب الحياة، ونتمسك بها. ولأنها وديعة الله فينا، متى أراد استوفاها، ولأننا لا نستطيع تغيير الأعمار والأقدار، فإن علينا أن نحيا الحياة فرصةً لا تعوّض، وهي تختفي بلا إنذار. فلماذا لا نسلك دروب الخير؟

أجمل الأسرار، تلك الدروب! إنما ليست إلا ضياءً في نفوسٍ لا تجافيها الأنوار. تماماً مثل ذلك الهدوء الصافي الذي يلفّ الذرى لحظة غروب، وقد بدت جليةً تخومها وكأنها تحاذي السماء، تلامسها، في أبدع شفقٍ تخلفه الشمس مع رحيلها! حزنٌ خفيّ، فرحٌ عابر، أحجية الحياة، وعشقٌ لا تكتب له نهاية! هذه الروعة، رسمت محياك وديعاً، باسماً في حنوّ غريب… الخير ما زال يملأ الدنيا، والحبّ يفيض في النفوس، على رغم الشرّ والحقد والرياء!

كيف لا؟ والصدق يرفض الأقنعة، ويسقط الملامح الزائفة، فتصفو النظرات، وتنقى الكلمات… وهناك في العلياء بعيداً، أحلامٌ وحبّ، ورأفة وعدالة، على رغم الغروب!

سحر عبد الخالق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى