الاحتجاجات الشعبية على تراكم النفايات وأخطارها تتواصل ونقابة محامي طرابلس تتقدم بشكوى على ناقليها إلى الشمال

بانتظار فض عروض فرز وجمع وإزالة النفايات المقرر يوم الثلاثاء المقبل كموعد أخير بعد تأجيلات عدة، بقي الشمال تحت هاجس تحويل عدد من مناطقه مكبّات لنفايات بيروت الإدارية والتي تنقل إليها ليلاً.

ولمنع تكرار هذا الأمر تقدمت نقابة المحامين بشكوى أمام المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود اتخذت فيها صفة الإدعاء الشخصي ضد من يدخل النفايات إلى طرابلس والشمال، طالبة محاكمة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك وإلزام الفاعلين بإزالة الضرر والتعويض عنه.

وقال نقيب محامي طرابلس فهد المقدم في مؤتمر صحافي، في مقر النقابة في طرابلس، في حضور رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال توفيق دبوسي، وممثلي نقابات المهن الحرة في الشمال: «إننا نعلن موقفاً صريحاً وواضحاً، وبصوت مرتفع، أننا لن نقبل الاستخفاف بمدينتنا العزيزة، وتحويل شوارعها وساحاتها مكبّاً للنفايات، عبر التسلل إليها ليلاً، تحت ستر الظلام، لارتكاب الجرائم الموصوفة، التي يعاقب عليها القانون، ويتغاضى عنها المسؤولون، وآخرها فضيحة النفايات، التي تحصل على مرأى من المولجين حفظ أمن هذه المدينة».

وأضاف: «نعم لقد طفح الكيل، فطرابلس لها رجالاتها، ولها تاريخها، وهي ثاني أكبر المدن اللبنانية بعد العاصمة بيروت، ولا يمكن استهدافها أو الاستهتار بحقوقها. فمشكلة النفايات هي مشكلة كل لبنان، ولا يمكن لطرابلس أن تتحملها إذ يكفيها ما تعاني من مشاكل على الصعد كافة، بدءاً من تدفق المجارير إلى شواطئها، إلى انقطاع الكهرباء عنها، وقد وعدنا في ما وعدنا ببواخر الكهرباء تحط على شواطئنا، وقد تكلفت خزينة الدولة المليارات من دون أي تحسن في حال الكهرباء، وقد علمنا بأن معالي وزير الشؤون الاجتماعية النقيب رشيد درباس قد تقدم بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية بموضوع هدر أموال ودفع المواطن الطرابلسي ما قيمته ملياري دولار سنوياً كلفة للظلام التي تعانيه طرابلس حسبما جاء في شكواه».

وتابع المقدم: «لقد تركت طرابلس سابقاً تعيش مرارة عشرين جولة من الاقتتال الداخلي حتى تحركت الأجهزة الأمنية، فماذا تنتظر الدولة اليوم كي تتحرك لتمنع الإضرار بصحة المواطن وتتخذ الإجراءات والتدابير الكفيلة لمنع تكرار جريمة رمي النفايات في طرابلس، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك. إن الحواجز الأمنية وحواجز الجيش اللبناني منتشرة على مداخل المدينة، فكيف دخلت هذه الشاحنات من دون التدقيق بحمولتها».

ودعا القوى الأمنية والبلدية إلى «القيام بالدور المطلوب منها توصلاً لمنع تكرار هذه الجريمة التي أضرت وتضر بطرابلس والشمال».

ودق النائب محمد كبارة ناقوس الخطر حيال الوضع البيئي في طرابلس، «لا سيما مع تجرؤ عدد من البلديات اللبنانية على ارسال نفاياتها الى المدينة، ومع عدم قدرة مكب النفايات عند مصب نهر أبو علي، على استيعاب كميات إضافية»، محذراً من «إنهياره الذي قد يؤدي الى كارثة بيئية سواء في البحر أو في البر».

كرامي

وتابع الوزير السابق فيصل كرامي هذا الموضوع، واستمع إلى شكاوى ومعاناة المواطنين في طرابلس والشمال، خلال استقباله في قصر آل كرامي في كرم القلة شخصيات سياسية وهيئات اقتصادية وتربوية وكشفية ورياضية ونقابات عمالية وأعضاء من المجتمع المدني ووفوداً شعبية. وتمحورت المطالب حول قضيتين أساسيتين يعاني منهما المواطن الطرابلسي والشمالي وهما مشكلة النفايات والتقنين القاسي في التيار الكهربائي.

وأعرب كرامي عن رفضه ورفض أهالي طرابلس والشمال «للسياسات المتبعة في معالجة قضية نفايات بيروت والمناطق المجاورة والتي وصل منها إلى طرابلس وبعض مناطق الشمال، وأيضاً التقنين في التيار الكهربائي الذي وصل الى 22 ساعة انقطاع».

وقال: «ماذا يقال عن موضوع النفايات أكثر مما قيل من المسؤولين ومن الشعب اللبناني، هذا الملف أصبح فيه الكثير من الفساد والسمسرات أكثر بكثير مما فيه من الروائح الناتجة من القمامة، وللأسف الشديد سمعنا الكثير من الوزراء يشكون همومهم، بالقول: إن موضوع النفايات يؤثّر على البيئة وعلى الصحة وعلى الاقتصاد، وعلى مالية الدولة. والسؤال ما هو المطلوب منا؟ إذا كان الوزراء يشكون لنا همّهم فماذا نفعل نحن؟ فمن لم يستطع حلّ هذه المشكلة، فعليه إما أن يشكل خلية أزمة لحل هذه المعضلة، أو يذهب إلى بيته، ليرحلوا وليفسحوا المجال لغيرهم لمعالجة هذا الملف».

وتابع: «لاحظنا في الأسابيع القليلة الماضية وتحت جنح الظلام، تأتي شاحنات من خارج طرابلس وترمي نفاياتها في الكثير من مناطق طرابلس، رأيت بأم العين منها في القلمون والميناء وأبي سمراء، البعض يتم حرقه والبعض الآخر يتم نقله إلى مكبّ طرابلس الذي انتهت صلاحيته منذ سنوات».

ورأى ان «هذا الأمر ما كان ليحدث لولا وجود غطاء من الحكومة اللبنانية ومن الوزراء»، وقال: «أحمل المسؤولية الى الحكومة ووزرائها، واستغرب صمت نواب المدينة حيال هذا الموضوع»، مطالباً بـ«وقف عملية رمي النفايات في مدينة طرابلس، ونحن كتيار سياسي لن نقف صامتين، وسندعم كل التحركات الشعبية ونمهل هذه الحكومة أسبوعاً لمعالجة هذا الموضوع، وإذا لم يعالج سنتحرك في الشارع لمنع الضرر عن مدينتنا، لأن الموضوع لو كان معاكساً، فإننا لن نجد أحداً يتحمّل نفاياتنا وما نتحمله حالياً من معاناة».

وأضاف: «أما في موضوع الكهرباء، فلا أحد يصدق أن التغذية الكهربائية تأتي فقط ساعتين من أصل 24 ساعة في طرابلس، العاصمة الثانية للبنان. والسؤال هنا: نفايات تنقل إلى طرابلس، حرارة طقس 36 درجة، رطوبة مرتفعة، لا كهرباء ولا إنماء، وغداً إذا وقعت أي مشكلة يقولون إن طرابلس خارجة عن القانون، فماذا تطلبون من أهل المدينة؟ أنتم تدفعوننا دفعاً إلى المشكل، لذلك، على الحكومة ان تتقي الله في المدينة وهذا البلد وتضع علاجاً جدياً لكل هذه المشاكل».

إقفال طريق في الإقليم

وفي إقليم الخروب أقفل عدد من شبّان حي السيّار التابع لبلدية الدبية طريق الدبية – السعديات عند مفرق مسجد النور، الطريق العام لبعض الوقت، احتجاجاً على تراكم النفايات وانبعاث الروائح الكريهة والانتشار الكثيف للحشرات.

وطالب الشبان المعنيين بـ«التدخل لرفع الأضرار والتلوث، خوفاً من إنتشار الأمراض وحدوث كارثة بيئية وصحية».

وعلى الأثر، تدخلت القوى الأمنية وعملت على فتح الطريق.

وتجدر الإشارة إلى أن بلدية الدبية في حكم المستقيلة بسبب وفاة رئيسها واستقالة أكثر من نصف أعضاء مجلسها.

تظاهرة لـ«طلعت ريحتكم» اليوم

ويتحضّر ناشطو حملة «طلعت ريحتكم» لتظاهرة جديدة الساعة السادسة عصر اليوم في ساحة النجمة.

وأشار مسؤولون في الحملة إلى التنسيق مع مجموعات في المناطق والبلديات والمعنيين في بيروت وصيدا وطرابلس وصور والجعيتاوي وجل الديب والمونتفيردي وبشامون وغيرها من المناطق المتضررة من أزمة النفايات، وهم سيشاركون في التظاهرة اليوم بالاضافة الى مواطنين من جميع المناطق اللبنانية وناشطين بيئيين، متوقعين إقبالاً كثيفاً». وأوضحوا أن التجمع سيكون في ساحة رياض الصلح وللإنطلاق منها في مسيرة تصل الى أمام البرلمان في ساحة النجمة.

نجاة المكلس من كارثة

من جهة أخرى، كادت النفايات أن تتسبب بكارثة في المكلس، إذ أقدم مجهولون على حرق نفايات في بورة للسيارات في محلة المكلس، ما أدى إلى اشتعال قارب مركون وسيارة تملكها المواطنة رانيا هاني. وتمكن أشخاص تجمعوا في المكان من سحب باقي السيارات قبل امتداد النار إليها وإلى المنازل المجاورة.

وكانت وصلت فرق الدفاع المدني الى المكان وعملت على اخماد الحريق. كما حضرت القوى الأمنية للتحقيق.

إلى ذلك، وعشية فض عروض النفايات أثارت مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية موضوع عمّال شركة «سوكلين» وطالبت بالإسراع في تعديل دفتر الشروط ليلحظ نقل هؤلاء العمال إلى الشركة التي ستفوز في المناقصة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى