«أحفاد عشتار»… وأمسية سينمائية عامرة في «كِندي» ـ دمشق
مجدّداً، كان النادي السينمائي التابع لمؤسسة «أحفاد عشتار»، على موعد مع عروضه، إذ احتفى أمس بفيلمين سوريين قصيرين هما «البرزخ» و«توتر عالي» للمخرج الشاب المهنّد كلثوم، وذلك في صالة سينما كندي دمشق.
ينتمي الفيلم الأول إلى نمط الأفلام التسجيلية، إذ يقدّم شهادة الفتاة رشا فياض التي شاركت آلاف الشباب الفلسطينيين والسوريين الاعتصام على حدود الجولان السوري المحتل في ذكرى يوم النكبة في أيار 2011، ثم العبور إلى الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتروي رشا اجتيازها الأسلاك الشائكة وتحدّيها مع زملائها الرصاص الحيّ والمطاطيّ الذي أطلقه جنود الاحتلال، وقيام أهالي بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل بإسعاف الجرحى، وصولاً إلى اعتقالها من قبل سلطات الاحتلال على مشارف بحيرة طبريا، ثم الإفراج عنها وعودتها إلى سورية بعد أيام قضتها في سجون الاحتلال «الإسرائيلي».
بينما ينتمي فيلم «توتر عالي» إلى الأفلام الروائية القصيرة. وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، والسيناريو لسامر إسماعيل، بينما لعب أدوار البطولة فيه كل من الفنانين أديب قدورة وعلي صطوف ومي مرهج. يروي الفيلم على مدى نصف ساعة، حكاية حبّ بين شاب يعمل كفنّي إضاءة في المسلسلات التلفزيونية، وفتاة تدرس التمثيل في معهد الفنون المسرحية في دمشق، وتنتهي هذه الحكاية بموت الشاب وهو يحاول إعادة التيار الكهربائي إلى بيت حبيبته.
وقالت الدكتورة أيسر ميداني رئيسة مؤسسة «أحفاد عشتار»، إن النشاط السينمائي في المؤسسة جزء من الجانب الثقافي الذي توليه «أحفاد عشتار» جلّ اهتمامها، لا سيما أن الأفلام المختارة اليوم نُفّذت بسواعد سوريّة شابّة، لتؤكد أن هذا البلد أرض ولّادة تتحدّى الموت وتحوّل دماء شهدائها إلى طاقة تجدّد فيها الحضارة والتطوّر.
وعقب عرض الفيلمين، دارت ندوة حوارية عنهما، إذ قال المخرج كلثوم إن فيلم «البرزخ» يحظى لديه بمكانة خاصة لكونه أولى تجاربه، فضلاً عن مشاركته الشباب الذين اجتازوا الأسلاك الشائكة إلى الأراضي المحتلة. أما فيلم «توتر عالي» فأُنجز وسط قذائف الإرهاب التي أطلقها أعداء الحضارة على أحياء دمشق، مؤكّداً أن المشاركين في هذه الأعمال جمعتهم الحرب على سورية وتشبثوا به لأنهم متعلقون بوطنهم.
أما الفنان قدورة فأبدى امتنانه لهذه الفرصة التي وفرتها له مؤسسة السينما في العودة إلى الشاشة الذهبية التي قدّم عبرها عدداً من الأفلام، والتي كانت علامة فارقة في تاريخ الصناعة السينمائية السورية. بينما تحدثت الفنانة مرهج عن تجربتها السينمائية الأولى التي تؤدّي فيها دور البطولة لفتاة ريفية بسيطة تحاول أن تدخل عالم التمثيل بصحبة حبيبها، ولكن الواقع يصدمها كما يصدم أحلام البسطاء.
وتمنّى الكاتب إسماعيل أن تكون هذه العروض السينمائية مقدّمة لعودة الحياة إلى الفن السابع في سورية، حتى يرجع الجمهور المتعطش للسينما إلى صالات العرض.
يشار إلى أن النادي السينمائي في مؤسسة «أحفاد عشتار» يقدّم دورياً عروضاً لأفلام سورية حديثة وقديمة حققت بصمة في الذاكرة السورية.