المرصد

هنادي عيسى

لا شكّ أنّنا نعيش عصر «السوشل ميديا» الذي قضى على حياة البشر الاجتماعية. إذ أضحى التواصل بين الناس عبر هذه المواقع، سواء «تويتر» و«فايسبوك» أو «إنستغرام» وغيرها. إنما للنجوم العرب استخداماتهم المختلفة لهذه المواقع. فهي، على رغم أنها صارت مقياساً لنجوميتهم عبر عدد متابعيهم على صفحاتهم الخاصة، إلّا أنها اعتُمدت من بعض الفنانين للكذب على الجمهور وإيهامه أنّ نجمه المفضل هو الأقوى في ذلك العالم الافتراضي.

واضطرّ الفنانون لاستعمال أساليب ملتوية يعتقدون من خلالها أنّها ستمرّ على أهل الإعلام والصحافة، وآخرهم كانت إليسا، التي أحيت حفلة مجانية ناجحة في السويد حضرها نحو 30 ألف شخص. ونشرت «ملكة الإحساس» مجموعةً من الصور والمقاطع المصوّرة التي أظهرت مدى تفاعل الجمهور معها. إنما اللافت كان أن إليسا في اليوم التالي، نشرت صورة على «تويتر» لحفلة فيها عشرات الآلاف، مأخوذة من الجوّ، وعلّقت عليها: «أجمل حفل لي في السويد». وبعد دقائق، تبيّن أن هذه الصورة لا تعود إلى حفلها، إنما للفنان العالمي ديفيد غيتا، والتي نشرها قبل ثلاثة أسابيع بعد حفله في مهرجان «tomorow land».

وهنا، شنّ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة هجوماً كبيراً على إليسا التي «استعارت» صورة ليست لها بهدف خداع محبّيها. وبعد هذا الهجوم اضطرت للاعتذار وكشفت أنّ أحد معجبيها أرسل لها الصورة، فاعتقدت أنها من حفلها في السويد، فنشرتها، وعندما علمت أنها لفنان عالميّ حذفتها.

أما رامي عيّاش، فلم يخجل مكتبه الإعلامي من استخدام صور زميله الفنان الأردني عمر عبد اللات الذي أحيا حفلاً ناجحاً جدّاً في مهرجان جرش المنصرم، وكانت المدرجات ممتلئة عن بكرة أبيها. أما هذه المدرّجات، فكانت في معظمها فارغة أمام عيّاش، فقرّر الاستعانة بصور عبد اللات. لكن الصحافة كشفت زيفه وبيّنت الصور المستخدمة من قبل مكتب عيّاش، والتي نشرها على صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. وإذ انتظر المتابعون أن يعتذر صاحب أغنية «الناس الرايقة»، فوجئوا أنّه اتّهم الصحافة بأنّها تحاربه.

وثمّة حادثة أخرى حصلت قبل أيام مع المطرب المصري تامر حسني، الذي يهوى إطلاق الإشاعات على نفسه. واستغلّ وجوده في لبنان حيث كان يصوّر برنامج «the voice kids» الذي يشارك فيه عضواً في لجنة الحكم إلى جانب نانسي عجرم وكاظم الساهر، فقرّر أن يطلق إشاعة على نفسه عبر المواقع الإلكترونية، وسرّب خبر تعرّضه لاعتداء من قبل مسلّحين. وبعد هجوم الصحافة عليه لعدم صحة الخبر، اعتذر عبر «فايسبوك» وقال إن الإعلام ضخّم الحدث. وفي اليوم التالي استأجر مجموعة من الشباب والصبايا وصوّرهم وهم يستقبلونه في مطار بيروت، ونشر الصوَر عبر «تويتر» وإنستغرام»، ليبرهن أنّه محبوب في لبنان. وكلّ ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت ـ للأسف ـ منبراً يهدف إلى النجومية الزائفة لدى عدد كبير من النجوم، الذين يعيشون اليوم في عالمهم الافتراضي. أما على أرض الواقع فهم… يضرسون.

«السوشل ميديا» مسيطرة حتماً في الوقت الراهن، لكنها موضة زائلة مع الأيام كما الموجات التي سبقتها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى