تعزيز العلاقات بين البلدين يصب في مصلحة المنطقة

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تركيا تتبوأ مكانة خاصة بين الدول المجاورة لإيران، وذلك خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره التركي عبد الله غول في أنقرة.

وقال روحاني الذي وصل في زيارة رسمية إلى تركيا أمس: «أنا والوفد المرافق لي فرحون بأننا ضيوف على الحكومة الجارة والصديقة تركيا، ونحن واثقون بأننا نسير بخطى تخدم تنمية العلاقات بين البلدين»، وأكد عزم حكومته على تطوير العلاقات مع الدول الصديقة لاسيما تركيا، «إنطلاقاً من الطاقات والموقع الجيوسياسي الخاص للبلدين».

إلى ذلك، رحب غول بروحاني مشيراً إلى تباحثه معه في سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وكذلك الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين، لافتاً إلى أن «هناك طاقات كبيرة كامنة في الحقل الاقتصادي بين البلدين، ونسعى إلى رفع مستوى التبادل التجاري بين الجانبين إلى 30 مليار دولار»، وشدد على أن تطوير العلاقات بين إيران وتركيا يسهم في تكريس استقرار المنطقة».

وتطرق الرئيس التركي إلى مواضيع الأمن في المنطقة ووقف الإرهاب وقال: «إنها من المواضيع المطروحة بين الجانبين، ونعتقد أن تكريس الحوار بين البلدين في مجال الاتصالات ومكافحة الإرهاب في المنطقة يخدم الاستقرار فيها».

وتفرض زيارة روحاني نفسها على الإقليم المشتعل رسالة إيجابية في زمن يكاد لا يهدأ من عصف الرصاص. وإنها زيارة ترسيخ العلاقات الإستراتيجية كما تقول طهران وأنقرة، لكنها أيضاً قمة تنظيم الخلافات حول الشؤون الخارجية، وتحديداً سورية.

رئيس لجنة الصداقة الإيرانية – التركية في البرلمان الإيراني مؤيد حسيني صدر

قال: إنه «من الطبيعي أن يتعاون البلدان لتوفير الأمن ولاستقرار للمنطقة، ولا سيما في ظل الأوضاع المتردية في سورية والعراق»، مضيفاً إن «الجميع يسعى لتطوير علاقات البلدين الاقتصادية».

وقبل أشهر قليلة فقط زار طهران رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. الزيارة توجت باتفاق تعاون استراتيجي بين البلدين. ويتوقع أن يتمخض عن زيارة روحاني أيضاً اتفاقات جديدة وتحديداً في إطار المساعي لرفع التبادل التجاري بينهما، إلى حدود الثلاثين مليار دولار مع عام 2015.

هذا ووقّعت إيران وتركيا، على 10 وثائق للتعاون الثنائي في مختلف المجالات، حيث ضمت الوثائق، انتاج الافلام السينمائية بصورة مشتركة والتبادل في الشؤون الثقافية والعلمية والتعليمية واتفاقاً حول التراث الثقافي والتعاون في القطاع البريدي وتعاون مؤسسات المواصفات القياسية وملحق الاتفاقية الجمركية ووثيقة التعاون في شؤون تسجيل النفوس لرعايا البلدين ووثيقة الاستثمارات في كلا البلدين.

وكان الرئيس روحاني قال في تصريح للصحافيين قبيل مغادرته طهران متوجهاً إلى تركيا صباح أمس: «إننا في الحقيقة يمكننا بسهولة ربط الخليج الفارسي وبحر عُمان في البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الهندي بالمحيط الأطلسي. ومن هنا فإن العلاقات بين البلدين تحظى بأهمية فائقة لتنمية المنطقة كلها».

وأشار روحاني، إلى العلاقات السياسية والاقتصادية الجيدة بين إيران وتركيا خلال الأعوام الأخيرة، مؤكداً اهتمام الحكومة بتطوير العلاقات مع الدول الجارة وقال: «إنه تم التخطيط منذ الأيام الأولى لتولي الحكومة الإيرانية الجديدة مهامها لزيارة كبار المسؤولين الأتراك إلى طهران.

ونوّه بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى طهران سابقا وأضاف، انه تم التوقيع خلال تلك الزيارة على وثائق للتعاون بين البلدين وجرى البحث في مجال تطوير العلاقات وتقرر مواصلة البحث فيها خلال زيارتنا إلى تركيا.

وأوضح أنه سيتم البحث خلال الزيارة الحالية في شأن العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية خصوصاً النفط والغاز والكهرباء، فضلاً عن قضايا كالطرق والجمارك والسياحة والثقافة إلى جانب التوقيع على وثائق للتعاون السياسي واللأمني.

ولفت الرئيس الإيراني الى انه جرى الاتفاق خلال زيارة اردوغان الى طهران على التطوير النوعي للعلاقات الثنائية وأضاف: «انه سيتم خلال الزيارة عقد أول اجتماع للجنة المشتركة العليا المؤلفة من وزراء إيرانيين وأتراكاً للبحث في القضايا المهمة للبلدين».

وقال: «إن هذا الأمر يعني توافر إرادة مهمة لدى إيران وتركيا لتنمية العلاقات الشاملة بينهما».

وأشار إلى مجاورة البلدين للعراق ومجاورة تركيا لسورية وأضاف: «لحسن الحظ فقد شهدنا خلال الاشهر الاخيرة تطورات ايجابية في المنطقة، ما يستوجب البحث في هذا المجال، ومؤكداً أن من أهداف ايران مكافحة العنف والتطرف والإرهاب، وإننا نتباحث مع الدول الصديقة في هذا المجال من أجل ارساء التعاون الميداني وإجراء التنسيق اللازم بين البلدين، حيث سيتم البحث خلال الزيارة في شأن مكافحة الارهاب والعنف».

وتطرقت الصحافة التركية إلى زيارة روحاني ووصفتها صحيفة حرييت التركية بالحساسة، وتحت عنوان «بين روحاني وأردوغان» قارنت الصحيفة بين الرئيسين التركي والإيراني وقالت: «إن روحاني قائد صريح مرن يمكن للعالم التعاون معه بينما أردوغان شخصية صعبة وبوجهين».

وكتبت الصحيفة: «يصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تركيا اليوم في زيارة توصف بالحساسة. وبين روحاني وأردوغان فروقات كثيرة. أردوغان سياسي عتيق محفظته ممتلئة بسلطة عمرها 12 عاماً بينما روحاني وجه جديد. أردوغان سياسي يعمل على تعميق الاستقطاب في بلده بينما روحاني يعمل على التخفيف منه في إيران. أردوغان يكمّ أفواه الإعلام المعارض بينما روحاني لا يتوقف الإعلام المعارض له عن انتقاده».

وتابعت الصحيفة إن «أردوغان متورط في قضايا الفساد بينما روحاني يعطي الأمل في هذه المسألة. روحاني قائد صريح مرن يمكن للعالم التعاون معه بينما أردوغان شخصية صعبة وبوجهين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى