غارات «إسرائيل» العدوانية على سورية لتعزيز علاقاتها السرية مع قطر والسعودية

جاك خزمو

شنت طائرات «إسرائيلية» غارات عدوانية على مواقع مدنية وعسكرية داخل سورية يومي الخميس والجمعة 20 و21 آب الجاري، بذريعة أنّ هذا هو ردّ على إطلاق أربعة صواريخ من الأراضي السورية نحو المناطق المحتلة من الجولان السوري. واتهمت «إسرائيل» حركة «الجهاد الإسلامي» بالوقوف وراء إطلاق هذه الصواريخ… وجاءت هذه الغارات بعد أقل من 48 ساعة من قيام رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بجولة على الحدود الشمالية مع سورية رافقه فيها وزير الدفاع موشيه يعالون، وقائد الجيش «الإسرائيلي». وادّعت أنّ هذه الغارات جاءت دفاعاً عن النفس… في حين أنها جاءت لتحقيق العديد من الأهداف الخطيرة غير المعلنة، علماً أنّ صواريخ عدة سقطت على الجولان المحتلّ عبر السنوات الماضية، ولم تَردّ بشن غارات، بل كانت تبرّر عدم الردّ بأنّ هذه الصواريخ سقطت عن طريق الخطأ، أما الصواريخ الأخيرة فقد أطلقت «عن قصد»، وأن استهدافها للمدنيين هو استهداف لمن أطلقها أو تحمل مسؤولية إطلاقها، لتبرير تصرفها الأرعن الذي قد يقود إلى مواجهة عسكرية ساخنة لاحقاً.

وليس من المستبعد أن تكون عناصر من «جبهة النصرة» الإرهابية المدعومة من قطر، هم الذين قاموا بإطلاق هذه الصواريخ، بعلم «إسرائيل» أو بأوامر منها، للقيام بهذه الغارات لتحقيق أهداف عدة. وما يؤكد ذلك أن الجهاد الإسلامي نفت قيامها بهذه العملية من الجولان، وأن لا عناصر لها يقيمون أو يوجدون في تلك المنطقة.

وهذا العدوان جاء بعد التوصل إلى اتفاق الدول الكبرى مع إيران حول ملفها النووي، والذي تعارضه «إسرائيل» وتتهم إيران بأنها تشعل النيران في العديد من المناطق عبر تدخلها بشؤون الآخرين. واتهام الجهاد الإسلامي يعني اتهام إيران، وذلك لتحريض العالم ضد ايران، وكذلك لتحريض أعضاء الكونغرس الأميركي على عدم المصادقة على هذا الاتفاق.

ويمكن القول أيضاً إن نتنياهو أصدر تعليماته بتصعيد وتسخين الوضع على الحدود مع سورية بعد أن مُنيت «جبهة النصرة» بخسائر كبيرة، وإنه يريد مساعدتها بصورة غير مباشرة من خلال هذا التدخل غير المبرّر… ومساندة «جبهة النصرة» تعني دعم قطر، وتعزيز علاقاتها معها لأنّ من يدعم هذه الجبهة الإرهابية هي دولة قطر التي وعدت بحماية أمن «إسرائيل»، ومع إضعافها وبدء العدّ التنازلي لتكنيسها من تلك المنطقة، قلقت قطر لأنّ جهودها لإسقاط الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد قد مُنيت بالفشل، وستحلّ مكانها في هذه المنطقة الحدودية الحساسة قوات الجيش العربي السوري والمقاومة، وهذا يقلق لا بل يخيف ويرعب «إسرائيل».

وجاءت هذه الغارات العدوانية في إطار تعزيز العلاقات السرية مع السعودية من خلال إرضائها وإبلاغها بأنّ «إسرائيل» ضدّ سورية، وتساهم في دعم مساعي السعودية في إسقاط قيادتها، وذلك بهدف واحد وهو توحيد الجهود والإجراءات «الإسرائيلية» السعودية لمواجهة الاتفاق النووي مع إيران.

خلاصة القول، إنّ «إسرائيل» تشارك في المؤامرة العالمية ضدّ سورية وضدّ محور المقاومة، وتشارك في تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، فعينها متجهة نحو دول الخليج لتعزيز العلاقات السرية معها، ولربما للقيام بمغامرة عسكرية مستقبلاً ضدّ إيران انطلاقاً من أراضيها… وهي مستعدة لعمل أي شيء يرضي السعودية وحلفاءها، لأنّ ما يجري في عالمنا العربي يخدم أولاً وأخيراً سياسة مساعيها الخبيثة لإبقاء العالم العربي عاجزاً وضعيفاً ومستجدياً! وفي وحل من الأزمات.

حتماً لن تجري الأمور كما تشتهيها السياسة «الإسرائيلية»، لأنّ محور المقاومة لها بالمرصاد، فهو قوي وقادر على إفشال هذه السياسة العدوانية، والزمن خير شاهد على ذلك.

رئيس تحرير مجلة «البيادر» السياسية ـ القدس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى