استئناف المفاوضات بين الكوريتين لتجاوز الأزمة
استأنفت الكوريتان الشمالية والجنوبية أمس مفاوضات رفيعة المستوى للتخفيف من حدة المواجهة العسكرية بين الجانبين، بحسب ما أفادت قناة «YTN» الإخبارية الكورية الجنوبية.
وكانت المفاوضات قد بدأت وراء أبواب مغلقة مساء أول من أمس واستمرت أكثر من 10 ساعات ليتفق الطرفان على تعليقها إلى حين دراسة المواقف المتبادلة، دون ورود أنباء عن نتائج اللقاء.
وعقدت الجولة الثانية من المفاوضات في بلدة بانمونجوم في منطقة عازلة بين الكوريتين، وترأسها عن سيول مستشار شؤون الأمن القومي في كوريا الجنوبية كيم كوان جيم وعن بيونغ يانغ نظيره الكوري الشمالي هوانغ بيونغ سو، الذي يعتبر الرجل الثاني في قيادة البلاد وأحد أقرب مساعدي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقرار استئناف المفاوضات، ودعا البلدين إلى «مضاعفة» الجهود. وقال في بيان إنه «يشجع الجانبين على العمل من أجل أن يفتح استئناف المفاوضات الطريق لخفض التوتر».
وكان اللقاء الأول في بلدة بانمونجوم الحدودية بدأ قبيل انتهاء مهلة الإنذار الذي وجهه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مهدداً الجنوب بـ«حرب شاملة» في حال لم توقف بث رسائل دعائية عبر مكبرات الصوت على الحدود.
وعلى رغم التشكيك في إمكان تنفيذ التهديدات الكورية الشمالية، فقد أدى الإنذار إلى تفاقم حالة التوتر التي بلغت أعلى مستوى لها منذ سنوات على الحدود بين الكوريتين.
وبالتزامن مع استئناف المفاوضات أمس أفاد الجيش الكوري الجنوبي بأن الجزء الأكبر من نحو 70 غواصة شمالية توجهت إلى مياه البحرين الأصفر والياباني، إلى جانب ورود أنباء عن تعزيز قوات المدفعية الشمالية بطول المنطقة العازلة بين الدولتين.
وكان الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية تفاقم في الـ 20 من هذا الشهر، عندما أعلنت كوريا الجنوبية تعرض أراضيها لقصف مدفعي من قبل الشمال، وذلك على خلفية التدريبات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن.
وردت المدفعية الجنوبية على ذلك بإطلاق نحو 30 قذيفة باتجاه مصدر إطلاق النار الشمالي، في حين أعلنت كوريا الشمالية أن الجنوبيين قصفوا أراضيها من دون مبرر. وتبادل الطرفان الاتهامات بالاستفزاز وهددا بعضهما بعضاً بالانتقام.
والكوريتان في حالة حرب تقنياً منذ 65 سنة، إذ أن الحرب بينهما 1950-1953 انتهت بوقف لإطلاق النار ولم يوقع اتفاق سلام رسمي.
وفي تعليقها على بدء المفاوضات بين بيونغ يانغ وسيول أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن الحديث يدور عن أول اتصال بين ممثلي الشمال والجنوب بعد انقطاع طالت مدته.
وأعربت الوزارة عن أمل موسكو في أن تثمر المفاوضات الثنائية عن استئناف الحوار بين البلدين وتسهم في تطبيع الوضع في شبه الجزيرة الكورية، في حين تراقب الأسرة الدولية عن كثب التطورات في شبه الجزيرة الكورية.
من جهة أخرى، دعت الصين الدولة الرئيسية الداعمة لكوريا الشمالية، إلى الهدوء وضبط النفس، ودعت إلى تجنب أي تصعيد بينما تحاول جذب قادة العالم لحضور الاحتفالات بذكرى هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية في أيلول المقبل.
كما دعت الولايات المتحدة التي تنشر حوالى ثلاثين ألف عسكري في كوريا الجنوبية، الشمال إلى ضبط النفس.