انتصار أميركا في سورية يعني… البدء في تنفيذ استراتيجية الاستدارة نحو آسيا.. مع العبث بأمن الفدرالية الروسية والصين فهل يحدث هذا؟
محمد احمد الروسان
ما يُسمّى بالتحالف الدولي بقيادة ثقافة الماكدولند تحالف الأمر الواقع وخارج قرارات الشرعية الدولية لمحاربة عصابة داعش في العراق وسورية، فشل فشلاً ذريعاً بعد مضي عام كامل على عمله، وتقرير وكالة المخابرات المركزية الأميركية الأخير، والذي أكّد على قوّة العصابة وتماسكها وأنّها ما زالت بنفس العدد ولكنها في حالة سكون كاتب هذا التحليل يعتقد أنّ داعش في حالة نزف جهادي عميق، لذلك جاءت كلمة «سكون» في تقرير المخابرات الأميركية كونه يُراد أن يكون لها ما بعدها في إسناد عمل الوكالة لذات العصابة الإرهابية ، يؤشّر على أنّ السفلة الأميركان يعملون على تقويتها من جديد، ومدّها بالمورد البشري من كافة الساحات الدولية بما فيها دواخل الساحات العربية، ودواخل بلاد القوقاز من الشيشان وغيرها.
فما يجري في المنطقة الآن هو إدارة للأزمة والبؤر الساخنة ولعصابة داعش الإرهابية، لحين نضوج الظروف المساعدة على تقسيم المنطقة وتقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ، هذا هو المشروع الأميركي في المنطقة مشروع التقسيم، وهو ما أشار اليه أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله في خطابه الأخير في الذكرى التاسعة لانتصار المقاومة في حرب تموز2006، وقد علّقت عليه في مداخلتي على قناة «الميادين» بعد الخطاب مباشرةً في 14 أب. واشنطن لا تريد إنهاء عصابة داعش الإرهابية، بل العمل على إعادة هيكلتها من جديد مع عمق بناء مفاصلها الإرهابية، ليُصار إلى إعادة توجيهها نحو ساحات ودول أسيوية أخرى تتمدّد نحو الصين وروسيا، لا بل عبرها ها هم يعودون سفلة خلق الله الى العراق من جديد، عبر قولهم إنّ عصابة داعش استخدمت السلاح الكيميائي في شمال العراق، كلّ ذلك كمسمار جحا متميّز لعودتهم الى العراق من جديد، بل تعميق وجودهم حيث هم لم يغادروا أصلاً ليعودوا! لكن عبر دواعش الماما الأميركية يعمّقون وجودهم ومفاصلهم في المنطقة، دون أن يخسروا جنديا واحدا، فعصابة داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام ثلاثة أطفال لقطاء، غير معترف بهم من خصوم الدولة الوطنية السورية في المنطقة.
السياسة الأميركية لا تفرغ مساميرها بالمطلق، تماماً كأفلام الأكشن الأميركية حيث الأبطال فيها لا تفرغ أسلحتهم من الذخيرة، انّها الصفاقة الأميركية في أبهى صورها وتمحورها، بعبارة أخرى هي الوقاحة الأميركية بثقافة الماكدونالد والبرغر وأفلام الأكشن، وهي تستخدم مساميرها كحجّة واهية للوصول الى المبتغى والمرجو من وقاحاتها لتقسيم المنطقة واسقاط أنظمة ورسم خرائط جديدة، والأندى من ذلك إظهار الإسرائيلي بأنّه يحمي الأقليات في المنطقة هل يفسّر هذا سرّ العشق الجنبلاطي لها؟ فآخر مسامير جحا الأميركي كان بشعبتين، اعلام السوريين عبر لقاء الجعفري ـ باور في نيويورك بإدخال ستة أفراد ممن درّبتهم السي أي ايه في تركيا مما تسمّى بالمعارضة السورية المعتدلة، مع تهديدها بحمايتهم جوّاً، وهذه حالة هوليودية بامتياز، ثم جاء القرار 2235 هو أكبر من شعبة بمسمار جحا الأميركي، وأقلّ من مشهد الختام الهوليودي في جدار التسوية السياسية في المنطقة عبر المسألة السورية إنْ حدثت أصلاً.
الدولة الوطنية السورية وعلى ما أؤمن به وأعتقد بقوّة، ترى وبعمق رأسي وعرضي، أنّ أي تعديل على الدستور السوري يجب أن يدفع بفكرة الدولة الجامعة الواحدة الضامنة الى الأمام، لا أن يلبنن أو يعرقن الدولة، فدسترة وجود الأقليات في الداخل السوري هو تشريع يعني ببساطة ربط كلّ أقلية بدولة خارجية، كما هو في لبنان الآن الحالة اللبنانية ، لذلك هذه من ملاحظاتنا النقديّة على ما تمّ تسريبه كمبادرة إيرانية، والتي تتعامل معها موسكو على أنّها مبادرتها، وهذا ما أوضحته في تحليلي الأخير والذي جاء بعنوان: تسويات سياسية تلفح الجميع لخلق نظام اقليمي جديد أساسه ايران، وموسكو تصنع معادلة سوساي لخلق أنصاف استدارات.
هذا وقد أشار السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير الجمعة 14 أب 2015، على لبنان ترك قاعدة التفكير بقاعدة الطائفة القائدة وهذه فكرة واستراتيجية سورية بامتياز، يجب نسخها في الداخل اللبناني للوصول الى دولة الشراكة الحقيقية الكاملة وعبر الحوار والحوار فقط، وسورية الجديدة لن تقبل بالطائفة القائدة.
تتحدث المعلومات تؤكد حقيقة قصة مسامير جحا التي كرّست استخدام الحجّة الواهية للوصول الى المبتغى عن وجود أكثر من مائتين جندي انجليزي، ينتمون إلى فوج قوات النخبة البريطاني، وهم الآن في الداخل السوري يرتدون سرًا ملابس عناصر اللقيط داعش، ويرفعون راياته السوداء، وبعضهم ملتح وبعضهم أمرد، يشاركون في مهاجمة أهداف سورية بحجة محاربة داعش، مشيرة إلى أنّه «ربما تعمل القوات الخاصة الأميركية وعناصر وكالة الاستخبارات الأميركية «سي أي آي» بالطريقة نفسها». وتضيف المعلومات «خلال الحرب على ليبيا نشرت بريطانيا المئات من عناصر القوات الخاصة المظلية، وكان هناك في ليبيا على أهبة الاستعداد 800 من قوات المارينز الملكية وأربعة آلاف من نظرائهم من الولايات المتحدة للتدخل في وقت قصير إذا أعطيت الأوامر». وتأتي هذه المعلومات الاستخبارية والتي سرّبت الى صحيفة «صنداي اكسبرس»، بعد أسبوعين من إعلان رئيس الوزراء البريطاني كاميرون الموافقة على انضمام الطائرات الحربية البريطانية للولايات المتحدة في قصف سورية، رغم رفض البرلمان في آب من عام 2013 هذا الأمر.
وبحسب المعلومات المسرّبة، فإنّ جزءًا من عمل تلك القوات البرية المنتشرة في سورية، خاضع لأمرة القيادة الأميركية في مهمة مسماة «SMASH» تهدف إلى سحق الوحدات والمجموعات القتالية الصغيرة، التي تنتقل في سيارات الشحن الصغيرة البيك أب ، علمًا أنّ هذه القوات قادرة في سياق أهدافها، تسيير الطائرات الصغيرة بدون طيار لمسح التضاريس وتحديد أهداف للهجوم دون الحاجة لعمليات برية. وأوضحت المعلومات أنّ أكثر من 250 متخصصًا بريطانيًا، وربما أميركيًا هم مشاركون في سورية في تقديم خدمات الدعم في مجال الاتصالات للمجموعات التي تقاتل تنظيم داعش والنظام السوري.
أمّا في خارج سورية فتقوم قوات SAS البريطانية الموجودة في السعودية حسب المعلومات الاستخبارية المسرّبة للصحيفة اياها، بمهمة تدريب الإرهابيين المناهضين لنظام الأسد ويقوم الضباط الأميركيون بالغاية ذاتها في كل من تركيا والأردن وقطر- وربما «إسرائيل.»
تدعي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الأمر، أنّها تدرّب ما تسمّيه المتمردين المعتدلين لتعكس غطاء ضبابيا على المشهد الحقيقي، حيث التعاون والعمل المباشر مع إرهابيّي داعش المدرّبين والمسلحين والمموّلين من الخارج، عبر تسهيل تسريبهم عبر الحدود إلى سورية لمحاربة الجيش العربي السوري، والآن أضيف الدعم الجوي الأميركي والبريطاني والكندي جنبًا إلى جنب مع القوات الخاصة السرية على الأرض.
وهنا نشير الى قول الجنرال المتقاعد في الجيش البريطاني والرئيس السابق لهيئة الأركان ديفيد ريتشارد: أنّ الدبابات سوف تتدفق كجزء من عمليات المملكة المتحدة في سورية، وأنّ الضربات الجوية الأميركية إنّما هي تدافع عن مقاتلي داعش الإرهابيين، الذين يخدمون كقدم للجنود الأميركيين ضد الجيش العربي السوري.
وللعودة الى ما تم تسريبه أيضاً في فترة سابقة، الى صحيفة «وول ستريت جورنال»، ما يبدو أنّه ينذر بالشؤم كمشابه للتمهيد لليبيا 2 كاشفة زيف تخويل أوباما للقوات الجوية الأميريكية بضرب القوات السورية إذا هاجمت تلك القوات المتمردين المعتدلين المدعومين أميركيًا غير الموجودين عمليًا .
كل هذه المحاولات الغربية تصطدم بالعائق الروسي والصيني الكابح بقوة لكل هذه التدخلات، وهو ما يمنع مصير على الطراز الليبي للأزمة السورية. فعلى سبيل المثال، بينما ذكرت وسائل الإعلام التركية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إنّ بوتين قد يليّن موقفه من الأسد، بمعنى أنّه قد يتخلى عنه، وقوله إنّ أوباما تشجع من حقيقة أنّ بوتين قد خابره في أواخر حزيران، وفي أنّه بدأ المخابرة بالحديث حول سورية، معتقدًا أنّه صار لديهم إحساس أنّ نظام الأسد يفقد قبضته عن مساحات أكبر وأكبر من الأراضي داخل سورية، وأنّ احتمال استيلاء «الجهاديين» على السلطة أو هزيمة النظام هي ليست وشيكة، ولكنّه يغدو تهديدًا أكبر يومًا بعد يوم، وهذا يقدم للأميركيين فرصة لمحادثات جدية مع الروس حسب اعتقاد أردوغان والسعوديين في حينه، فإنّ الناطق بلسان بوتين ديمتري بيسكوف قال إنّ الزعيمين بوتين وأوباما ناقشا مكافحة الإرهاب وخاصة المتمثل بـ«تنظيم الدولة الاسلامية»، موضحًا أنّ وجهة النظر الروسية هي معروفة جيدًا وقد كرّرها بوتين خلال محادثته مع أوباما وأنّها لن تتغيّر: «بوتين يعارض أي تدخل خارجي من قبل أية دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويدعم الحق السيادي للسوريين كما لغيرهم من الشعوب في الدول الأخرى في اختيار قادتهم والمشرعين لبلادهم»، بينما قال مساعد بوتين أوشاكوف إنّ قوات القيادة الحالية في سورية هي واحدة من القوات الحقيقية والفعالة في مواجهة الدولة الإسلامية»، وتخلص الصحيفة إلى القول: ليس هناك ما يشير إلى أنّ الروسي يتجه نحو دعم أقلّ للرئيس الأسد ونسقه السياسي ونظامه.
البلدربيرغ الأميركي ونواة الإدارة الأميركية الحالية، وأي نواة لأيّ إدارة مقبلة ولو كانت جمهورية، يدركون جيداً أنّ سورية بنسقها السياسي الحالي ونظامها وديكتاتورية جغرافيتها، هي مفتاح السلم والحرب في العالم، ومن ينتصر في الحرب الدائرة في سورية وعلى سورية الآن، هو من يحق له إعادة رسم خرائط المنطقة وتوازانات القوى في كينونة النظام العالمي الجديد، لذلك نرى أنّ الفيدرالية الروسية والصين معاً وبتشاركية ايرانية عميقة، يدركون أنّ انتصار واشنطن في سورية سيكون مقدمة لتنفيذ استراتيجية الاستدارة نحو آسيا، للعبث بأمن روسيا والصين ومحاصرتهما لإضعافهما حدّ الانهيار الكامل، من هنا روسيا أيتها الدواعش السياسية والاستخبارايتة المخابراتية في بعض الدواخل العربية، لم ولن تتخلّى عن سورية بنسقها السياسي وبأسدها بإسناد صيني كبير، وإصرار إيران على إفشال المشروع الأميركي، وحاجة روسيا والصين إلى إيران لدورها في سياقات النظام العالمي الجديد، بسبب موقعها الجيواستراتيجي، كونها طريق الحرير الجديد بين الشرق الأوسط وآسيا، بجانب قوّتها العسكرية والاقتصادية والبشرية، وتقاطع أديولوجيتها الثورية مع المبادئ القانونية والأخلاقية، التي يؤمن بها هذان البلدان جعلهما يدعمان سورية بنسقها السياسي ونظامها وأسدها بلا حدود وبلا قيود.
وواضح أنّ روسيّا لن تسمح لواشنطن أن تعربد في العالم على هواها، ولن تسمح لماثلات حقبة بوريس يلتسين وفريق الليبراليين الجدد في الداخل الروسي ذوي البناطيل الورديّة القصيرة بالعودة من جديد وبلباس آخر ومختلف للتعمية السياسية على عودتهم، فهذا زمن ولّى ولن يعود بعد تعاظمات في الشعور القومي الروسي الذي أعاده بوتين وفريقه الى وجدان الشعب الروسي المتعاظم. أميركا بعربدتها ومتاهاتها المقصودة كسياسة ونهج، تريد ضرب الخاصرة الروسية الرخوة في القوقاز، فاذا تحقق لها ما تريد في المسألة السورية والحدث السوري، فانّ العبور سيكون في غاية السهولة الى الجنوب القوقازي، خاصةً في ظلّ أنّ ايران تعتبر الخاصرة الروسية الضعيفة بالمعنى الاستراتجي الجغرافي كمجال حيوي للأمن القومي الروسي. فميزة الروس أنّهم يوزّعون جلّ بيضهم في أكثر من سلّة بأكثر من مكان وساحة في منطقة كمنطقتنا الشرق الأوسطية، رمالها متحركة تنزلق نحو المزيد تلو المزيد من الكوارث.
اللقيط داعش والذي هو نتاج تلك الليلة الحرام تحت السقف الحرام في الفعل الحرام لوكالة الاستخبارات الأميركية ومجتمع المخابرات الإسرائيلي الصهيوني في فراش الوهابية ونتاجات فكر ابن تيمية، وصل هذا اللقيط الى باكستان وأفغانستان ومجمل شبه القارة الهنديّة، وهنا قرون استشعارات مجتمعات المخابرات الروسيّة والصينيّة والهنديّة كانت ترصد كل شيء، بل وقبل وصول هذا اللقيط داعش الى تلك المناطق والساحات، فاستدعى كل ذلك تدخلاً من هذه الأطراف لرصد النوايا الأميركية من الحرب على دواعش الماما ذاتها ومدى جدية ماما أميركا لمحاربة فيروساتها، لخلق متاهاتها ومنها المتاهة الأميركية المقصودة في شبه القارة الهنديّة.
لعبة الفوضى الخلاّقة الأميركية الغربية الصهيونية فشلت حتّى اللحظة في تغيير موازين القوى على الأرض، من خلال سلاح الإرهاب الذي انقلب على رعاته وتمدد وصار يهدد الجميع بالجميع، لذا طالبت روسيّا والصين والهند، من باراك أوباما وادارته والتي اقتربت من دخولها في مرحلة البطة العرجاء لجهة اتخاذا القرارات بدايةً من شباط 2016، من تحديد موقفه من محاربة الإرهاب بوضوح، وذلك في إشارة واضحة الى مخطط البلدربيرغ الأميركي للاستدارة نحو آسيا بهدف زعزعة الاستقرار في دولها، وتم رفع كارت أحمر رابح في وجهه وهو يتموضع في التالي: تقويض الدولار الأميركي كعملة مرجعية دولية واستبداله بعملة جديدة في اطار منظمة دول بريكس، كمعادل دولي اقتصادي وعسكري ومدني بجانب منظمة شانغهاي، حيث من شأن ذلك أن يصيب الاقتصاد الأميركي في مقتل، خاصةً أنّ الصين هي البلد الكبير الذي يشتري سندات ديون واشنطن بمئات المليارات من الدولارات، وفي حال طرحها في السوق الأممي فسينهار اقتصاد أكبر دولة في العالم، ليجرّ معه قاطرة كل الدول المرتبطة به عضويّاً الى الهاوية وما أدراك ما الهاوية.
الغرب لا يفهم الاّ لغة المصالح والاقتصاد، لذلك قرّر حبيبنا باراك أوباما بإيعاز من البلدربيرغ الأميركي جنين الحكومة الأممية وعبر إدارته حكومة الأتوقراطية الأميركية، وذراعها العسكري المجمّع الصناعي الحربي، تعديل الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط من خلال الرهان على التقارب مع ايران من مدخل ملفها النووي، كمقدمة لتحسين علاقات بلاده معها ومحاولة احداث التغيير الهادئ من داخلها، تنفيذاً لتوصيات مجتمع المخابرات الأميركي ومفاده: أنّ مفتاح التغيير في المنطقة يمر من البوّابة الأيرانية، وأنّه لا حلّ لاحتواء إيران سوى الانفتاح عليها والرهان على مخطط تثويري بعيد المدى لزرع ثقافات الماكدونالد بديلاً عن ثقافات الثورة، في وجدان وعقول الأجيال القادمة في ايران نفسها، واللعب بالطبقة الوسطى الإيرانية والتغلغل داخل مفاصل الدولة الإيرانية للتفجير الناعم لها من الداخل، فالتطبيع مع ايران هو أحد آليات تنفيذ هذا السيناريو هذا ما كشفه وزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي .
محام، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
www.roussanlegal.0pi.com
mohd ahamd2003 yahoo.com