هدوء حذر في مخيم عين الحلوة بعد اشتباكات عنيفة بين «فتح» و«جند الشام»
تواصلت قبل ظهر أمس الاشتباكات بين «حركة فتح» و«جند الشام» داخل مخيم عين الحلوة والتي كانت بدأت يوم السبت الماضي، وأسفرت في حصيلة أولية عن سقوط ثلاثة قتلى و25 جريحاً.
ولم تنجح الاتصالات الكثيفة أول من أمس في لجم الاشتباكات التي تواصلت طوال ليل السبت الأحد واستخدمت فيها القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، إضافة إلى الأسلحة الرشاشة. وأجبرت الاشتباكات العديد من سكان المخيم على النزوح باتجاه صيدا، كما طاولت الاشتباكات الجيش اللبناني المتواجد عند مداخل المخيم الذي ردّ على مصادر النيران، وعمد إلى تعزيز قواته وإجراءاته الأمنية، حتى أنّ بعض القذائف طاولت دوار الأميركان في المدينة.
وذكرت مصادر فلسطينية أنّ «الاشتباك وقع بعد تعرض قائد الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة أبو أشرف العرموشي لمحاولة اغتيال أثناء مشاركته في تشييع العنصر في حركة «فتح» يوسف جابر في حي حطين من دون إصابته، بينما أصيب ثلاثة عناصر من مرافقيه.
وأُفيد بأنّ الاتصالات التي جرت أثمرت عن الاتفاق على وقف إطلاق النار داخل المخيم ابتداء من الساعة السابعة والنصف من غروب أول من أمس، في حين أُفيد لاحقاً عن توقف الاشتباكات في المخيم، بعد الاتفاق المبدئي على وقف إطلاق نار، لكنّ رصاص القنص استمر في شكل متقطع قبل أن يعود الوضع إلى الانفجار.
وأكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب أنّ العرموشي «تعرض لكمين مسلح»، مشيراً إلى أنّ هناك مجموعات داخل المخيم «تسعى إلى توتير الأجواء عبر استهداف قيادات فتح».
وتعرض حي البعاصيري وحي النجاصة وساحة الشهداء في صيدا صباح أمس، لرصاص قنص غزير، طاول أيضاً المنازل والطرقات والأبنية المقابلة للمخيم، كما طاول دوار الأميركان والأوتوستراد الجنوبي وطريق الحسبة.
وإزاء هذا التدهور، عقدت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على أمن المخيمات في عين الحلوة اجتماعاً طارئاً للبحث في الوضع المتفجر في المخيم، وتمّ الاتفاق على وقف النار، ليسيطر بعد ذلك هدوء حذر على أرجاء المخيم.
واستغلت العائلات الفلسطينية، ولا سيما منها التي نزحت جراء الأحداث، الهدوء الحاصل لتفقد منازلها.
وفي مقرّ سفارة فلسطين، عقدت القيادة السياسية الموحّدة للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان، اجتماعاً طارئاً في حضور السفير أشرف دبور، وأصدرت بياناً دانت فيه محاولة اغتيال العرموشي وأكدت «معاقبة كلّ من يعمل على ضرب الأمن والاستقرار في المخيم»، كما أكدت «تثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع».