عون لـ«الجديد»: لبنان يحتاج إلى رئيس ميثاقي يترجم فعلياً اتفاق الطائف
قال النائب السابق سليم عون إن «وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب يقوم بواجبه في ما يتعلق بموضوع إضراب الأساتذة والمعلمين ولا يمكن لأحد أن ينتقده في ذلك بل يجب شكره على القيام بواجبه».
وعن انتخاب رئيس الجمهورية، قال عون: «لا فائدة من حضور جلسة مجلس النواب فلم يتغير شيء منذ 23 نيسان حتى الآن لذلك لا يحق لأحد الإدعاء بأن فريق 8 آذار السياسي يعطّل انتخاب رئيس الجمهورية، فالفريق الآخر يريد حرق ورقة العماد ميشال عون بترشيحه لرئاسة الجمهورية قبل التوافق، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يعرف أنه مرشح محروق ويسعى للحصول على ثمن مقابل ذلك»، مشيراً إلى أن «لبنان يحتاج إلى رئيس ميثاقي يترجم فعلياً اتفاق الطائف الذي يتضمن أن الفريق المسيحي الوازن هو من يسمي رئيس الجمهورية كما هي الحال في منصبي رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب. ونحن لا نسعى لفرض رئيس للجمهورية على الآخرين، لكن نسعى لوصول رئيس يملك حيثية فلا يجوز من أجل إرضاء البعض أن نأتي برئيس لا يمكنه أن يكون نائباً في منطقته».
ورأى أن «هناك نقطة أخرى تحول دون انتخاب سمير جعجع بسبب القطيعة بينه وبين المقاومة التي هي لاعب إقليمي معترف به سواء شاء جعجع أم أبى، فلا يمكن فرض شروط الخاسر على حزب الله».
وأضاف: «هناك إجماع خارجي على أن لبنان لا يحكم من طرف واحد، والأولوية بالنسبة للبنان هي الإجماع على الاستقرار، الذي تمثل في إنجاح الخطة الأمنية والالتفاف اللبناني حول الحكومة وإنهاء خطر الإرهاب»، مشيراً إلى أن «لبنان لا يستطيع العيش كجزيرة منعزلة عن خارجه، فثمة أمور يجب مناقشتها مع الجيران، لذلك فلا يمكن أن يكون لدينا رئيس جمهورية لا يعترف أصلاً بمن يحكم سورية الذي هو شأن داخلي».
وأشار إلى أن «اليوم نتيجةً للتحولات الدولية وبعد أن صنفت أميركا حزب الله على لائحة «المنظمات الإرهابية» يأتي وزير خارجيتها ليناشد حزب الله المساعدة في حل الأزمة السورية ويضعه في مصاف روسيا وإيران».
وتابع: «لا أعتقد أن الرئيس سعد الحريري يضيع الوقت في حواره مع التيار الوطني الحر لأن لا خيارات أخرى أمامه ولا شيء يراهن عليه، وهو تابع في الخارج لا يستطيع العودة إلى لبنان بسبب انتظار الخارج»، مشيراً إلى أن «نواب المستقبل يتحدثون عن تعطيل الانتخابات والكل يعرف كم سعى التيار الوطني الحر لمنع الوصول إلى الفراغ، ومن ضمن تلك المساعي هي اللقاءات مع المستقبل»، مؤكداً أن «فريق 8 آذار مع التواصل مع الجميع وبالأخص وليد جنبلاط لكن ليس على حساب مبادئه، وكل ما يقوله الفريق الآخر شعارات حق يراد بها باطل، فهو يريد عدم تكرار الأخطاء الماضية وأن يكون المسيحي شريكاً حقيقياً في البلد».
وأوضح أن «في كل الدساتير العالمية عندما يوضع مفهوم تحقيق النصاب فهذا يعني أن الحضور وعدم الحضور من حق النائب، وإلا لما ذكر موضوع النصاب من الأصل وكان الحضور فرضاً دستورياً على النائب تحت طائلة اسقاط نيابته».
وتساءل عون: «لماذا لا يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشرة فيما يتم المطالبة بدور المواطن»؟
وختم عون: «البطريرك بشارة الراعي لم يطلق مواقفه الأخيرة من باب النية السيئة وإنما من باب حرصه على الموقع الماروني الأول من وجهة نظره، وهو يبقى مرجعيتنا الدينية ولكن قد لا نوافقه في الخيارات السياسية».