إلى متى ستستمرّ وقاحات الجبير؟
غسان يوسف
بعد خروج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الأعراف الديبلوماسية عندما قال في حضور نظيره الروسي سيرغي لافروف إنه «لا يوجد مكان للرئيس السوري في مستقبل سورية لأنه جزء من الأزمة»، وبالتالي «لا يجب ان يكون جزءاً من حلها»، في حينها ردّ الوزير لافروف بكلام مهين عن السعودية وانشغل عن ضيفه السعودي بمتابعة بريده الالكتروني على هاتفه النقال.
وعلى الرغم من أنّ الموقف الروسي لم يتغيّر سواء من خلال تصريحات الرئيس بوتين أو وزير الخارجية سيرغي لافروف من أنّ مستقبل الرئيس السوري يحدّده الشعب السوري، وأنّ الدولة السورية لاعب رئيسي في أيّ حرب على الارهاب في المنطقة، لكن يبدو أنّ وزير الخارجية السعودي مصرّ على متابعة لعبة الغباء هذه ليجدّد من لندن على الموقف السعودي الرافض لاستمرار الرئيس السوري في السلطة، مضيفاً «انّ رحيل الاسد عبر عملية سياسية أو هزيمة عسكرية هو تحصيل حاصل»!
ما قاله الجبير في كلّ من موسكو ولندن يؤكد ثلاث حقائق…
الأولى: انّ السعودية جزء من التحالف الدولي الداعم للإرهاب، وهذا بالطبع ليس بحاجة إلى إثبات كون أكثر الفصائل المقاتلة في سورية ضدّ الحكومة السورية كانت وما زالت تتلقى المال والسلاح من السعودية، أما الجامع بين هذه الفصائل فهو تبنّيها للفكر الوهابي الذي تتبناه الفصائل القاعدية الموجودة في جميع أنحاء العالم !
الثانية: انّ دماء الأبرياء في السعودية وغيرها من البلدان العربية ليس لها قيمة عند آل سعود، وهم الذين يتباهون بأنهم يستطيعون وخلال أيام تجنيد آلاف الإرهابيين للقتال في أي مكان من العالم، ألا تتذكرون كم مرة هدّد بندر بن سلطان بضرب الألعاب الأولمبية الروسية وإغراق روسيا بالإرهابيين؟ ألم تتّهم السعودية بأنها من مدبّري الحادي عشر من أيلول، وأنّ أغلب من نفذوا الهجمات هم سعوديون؟
الثالثة: إنّ السعودية اللاهثة وراء موسكو للحصول على أسلحة متطوّرة ينقصها العقل المنفتح والمتطور ويخشى من أن تستخدمها ضدّ حلفاء روسيا أو ضدّ شعوب بريئة كما تفعل في اليمن.
ومن هنا فإنّ أيّ حديث عن تسوية سياسية مقبلة تكون السعودية جزءاً منها هو ضرب من الخيال وانتظروا لتروا سُعاراً سعودياً في دعم المجموعات الإرهابية في كلّ بلدان المنطقة وليس في سورية فقط!
تخيير الجبير لروسيا بين بقاء الرئيس الأسد أو الحرب يدل على عقلية شخص متخلف لا يعرف للديبلوماسية مكاناً أو للديمقراطية معنى، لأنّ المشكلة تكمن في عقلية السعودي المتعطش لسفك الدماء تماماً كـ»داعش» و«النصرة»، وليس ما نشاهده من قتل وذبح وتقطيع ببعيد عما تقوم به السعودية تجاه أبنائها، أليست عقوبة الإعدام تنفذ بضربة من سياف؟ والعياذ بالله. فلو قال عادل الجبير لنحتكم جميعاً إلى رأي الشعب السوري في بقاء الأسد أو رحيله لكان عبّر عن ذهنية حضارية في حلّ الأزمات كما فعل نظيره سيرغي لافروف.
فمن خوّل الجبير لينطق باسم الشعب السوري؟ ومن قال إنّ طرحه بخروج الرئيس من الحكم يحظى بقبول الشعب السوري؟ أو صناع القرار في العالم؟ لذا سيجد الجبير نفسه وبلده في ورطة كبيرة لافتقادهم الحكمة والديبلوماسية. ولعلّ الردّ الأدقّ على الجبير جاء من الخارجية الإيرانية على لسان الناطقة باسمها مرضية أفخم التي قالت إنّ الجبير اختار لبلاده العيش في الأزمات…