لقاء موسّع لرؤساء الطوائف الروحية في الجنوب في مطرانية مرجعيون
مرجعيون ـ رانيا العشي
بهدف التشديد على التواصل الإيماني والوطني مع أبناء الجنوب، عقد رؤساء الطوائف الروحية في منطقة الجنوب لقاء موسعاً في دار مطرانية الروم الاورثوذكس في جديدة مرجعيون، حضره إضافة إلى المتروبوليت الياس الكفوري راعي ابرشية مرجعيون، وتوابعها، صيدا وصور للروم الاورثوذكس، كل من راعي ابرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، أصحاب السماحة: مفتي صيدا وجوارها الشيخ سليم سوسان، مفتى صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران، مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ حسن دلى، قاضي المذهب الدرزي الشيخ سليم العيسمي. ممثل عن راعي ابرشية صور الرمارونية المطران شكر الله نبيل الحاج، والقس فؤاد انطون رئيس الطائفة المشيخية الإنجيلية في مرجعيون.
وتداول المجتمعون بشؤون المنطقة وما يجري في لبنان حالياً، وتحدث بداية المطران كفوري عن اهمية هذا اللقاء وقال: «نجتمع اليوم هنا لنقول لأبنائنا جميعاً «أحبوا بعضكم بعضاً». انظروا إلينا كيف نجتمع إخوة متحابين. نتبادل الآراء ونشترك في تناول لقمة العيش كعائلة واحدة. أيها المسلم أحبّ المسيحي لأنّه أخوك. أيها المسيحي أحبّ المسلم لأنه أخوك وشريكك في الوطن». وأضاف: «العيش المشترك القائم على المودة والإحترام المتبادل والإنفتاح الكامل هو عماد مجتمعنا وأساس كياننا». مشيراً إلى أنه «ما زلنا وللأسف الشديد نسمع خطاباً طائفياً.
وفي الختام اصدر المجتمعون بياناً شددوا فيه «على العيش المشترك الذي يميّز منطقة جنوب لبنان، ذات التنوع الديني والمذهبي والثقافي، حيث يعيش المسيحيون والمسلمون والدروز عائلة واحدة متجاوزين كل الإعتبارات الطائفية والمناطقية والمذهبية».
وناشد المجتمعون «مجلس النواب انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن. لأن استمرار شغور الكرسي الرئاسي يسبب المزيد من الخلل والاضطراب في إدارات الدولة ومؤسساتها». وأكّدوا «أن مهمة القيادات الروحية هي العمل على إصلاح المجتمع، وبث روح المحبة والوئام في قلوب المواطنين. والتشديد على العيش المشترك في ظل العدالة والشراكة الوطنية والمساواة والأمن والإستقرار، وأن تنصب الجهود على تربية جيل جديد على مبادئ الأخلاق الحسنة وحبّ الوطن. وأن تشجع على الحوار ونبذ التطرف الديني والمذهبي ورفضه من حيث أتى».
كما ناشد المجتمعون «المعنيين متابعة العمل على إطلاق سائر المخطوفين في لبنان وسورية، وبخاصة المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم مطراني حلب . كذلك متابعة العمل على إحلال السلام العادل». محذّرين «من استمرار تهويد القدس التي هي قِبلة المسيحين والمسلمين ورمز وحدتهم».
وهنّأ المجتمعون «الشعب الفلسطيني على التوصل الى الإتفاق، على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتمنوا متابعة العمل الجاد للوصول الى السلام العادل والشامل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». وأكدوا: «الحرص على إنهاء التلامذة العام الدراسي وإنجاح وإجراء الإمتحانات الرسمية في موعدها، ويشيرون إلى إقرار حقوق المعلم والموظفين في ظل التوازن المالي والإقتصادي اللبناني، والحرص على مالية الدولة وشفافيتها من دون هدر أو فساد».
كما عبروا عن التطلع «الى هذا الجنوب الذي هو نموذج مشرق لأرض حررت من العدو «الإسرائيلي» والمنطقة أكدت وحدة وجودها وحضورها. منتظرة إنمائها وتعزيز الخدمات لأبنائها على المستوى الصحي والتربوي وغيرها من ماء وكهرباء وفرص عمل للجنوبيين على كل المستويات في هذا البلد». وختم المجتمعون بيانهم بالقول: «فليكن خطابنا وطنياً جامعاً، لأنه لا يمكن أن تسيطر أو تهيمن طائفة واحدة على سائر الطوائف. بل يجب أن نعتمد لغة الحوار القائم على المحبة سبيلاً لتوحيد الرؤى والمواقف إزاء الأخطار الجمة المحدقة بنا. «بالمحبة غلبت العالم» قال السيد المسيح وليس بأي سلاح آخر. فلنحبّ بعضنا بعضاً كما أحبنا الرب».