فهد: الحقيقة آتية والقضاء لن يرهبه اعتداء
أكد الرئيس الأول لمجلس القضاء الأعلى في بيروت القاضي جان فهد إن الحقيقة آتية حتماً والقضاء سيبقى شامخاً لا يرهبه إعتداء ولا يثنيه إرهاب.
كلام فهد جاء خلال احتفال أقيم في قاعة الجنايات في قصر العدل في محافظة الجنوب لمناسبة الذكرى الخامسة عشرة على استشهاد القضاة الأربعة في صيدا وذلك بحضور، الرئيس الأول الإستئنافي في محافظة الجنوب رئيس محكمة الجنايات القاضية رلى شفيق جدايل، رئيس التفتيش القضائي اكرم بعاصيري، النائب العام التمييزي الرئيس سمير حمود، المدعي العام الإستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج ونقابة محامي الجنوب وقضاة وأهالي الشهداء.
جدايل
بداية ألقت القاضية جدايل كلمة قالت فيها: «إنه حقاً يوم مختلف في محافظة الجنوب، إنه يوم مميز تستقبل فيه صيدا رموز العدل في لبنان، جاؤوا يستعيدون مع قضاة الجنوب وحاملي لواء القانون فيه، ذكرى استشهاد قضاة أربعة خطفتهم يد الغدر». وأشارت إلى أن «عطاء العمل القضائي في محافظة الجنوب قد أخذ يحقق منذ أشهر تطوراً ملحوظاً نتيجة تزويده بموظفين جدد يتميزون بكفاءات علمية عالية، وبنزاهة يقدمون في كل يوم دليلاً جديداً عليها، وباندفاع للعمل ينعكس دقة في ممارسة مهماتهم والمسؤوليات المناطة بهم». وقالت: «إننا اليوم، وبحضوركم، نتطلع بأمل جديد لملء بعض الشواغر في محاكم الإستئناف في الجنوب، وأعني بذلك تعيين رئيس أصيل للهيئة الإتهامية، كما نتطلع الى تسريع العمل القضائي من خلال التعاون بين القضاة والمحامين للالتزام بتطبيق نظام تبادل اللوائح قبل المحاكمة، ونطلب الإسراع في اعتماد المكننة، وفي تسهيل إجراءات التبليغ وتأمين سوق الموقوفين الى المحاكم».
شهاب
وألقى المحامي شهاب كلمة نقابة المحامين قال فيها أنه «بعد خمس عشرة سنة من حادثة الإغتيال لم تتوصل العدالة الى تحقيق العدل لقضاة قضوا في سبيل العدالة. وأملنا أن تحل الذكرى المقبلة، وقد أعدنا لأسر الشهداء، بل وللقضاة والمحامين ما يحقق العدالة، الإقتصاص من المجرمين، مشيراً إلى أن «كل القضاة والمحامين يحملون الشعور نفسه تجاه ذلك الإغتيال الشنيع وتجاه استشهاد أربعة من خيرة قضاتنا».
فهد
وقال القاضي فهد: «لقد كان زملاؤنا الشهداء، إبان حياتهم، نماذج تحتذى في المناقبية والعلم والعطاء، وأضحوا، اثر استشهادهم، المثال الحي على بذل لا حد له وتفانٍ إلى أبعد الدرجات. لقد عاشوا قسمهم حتى آخر قطرة من دمائهم فانطبعت في استشهادهم كل رموز ردائهم القضائي من لونه الاسود المشير الى الزهد والمناعة، حتى اللون الاحمر رمز الاستعداد للتضحية حتى الشهادة». وتابع: «إن التحقيقات جارية، والحقيقة وان تأخرت آتية حتماً، فعسى متى جاءت تثلج قلوبنا من خلال كشف هؤلاء المجرمين في اقرب وقت وسوقهم الى المحاكمة وإنزال القصاص بهم، لا انتقاماً او ثأراً وانما احقاقاً للحق وتثبيتاً للعدالة وحكم القانون». وقال: «اذا تهاونت العدالة في كشف من اغتال حماتها ومحاسبتهم فمن تراه سيحمي الوطن ويدافع عن المظلوم؟». ورأى: «ان استقلالية السلطة القضائية ليست منة من أحد بل هي تؤخذ بالتضحية والعطاء وبذل الذات، وقمة تجليات التضحية هو الاستشهاد. تلك هي الطريق للدخول الى قلب شعبنا ولاستحقاق استقلال السلطة القضائية». وقال: «انها مناسبة للتأكيد على ان القضاء سيبقى واقفاً، شامخاً، لا يرهبه اعتداء، ولا يثنيه ارهاب ولا يقعده تهديد. ومناسبة لتوجيه الف تحية لصيدا ولجنوبنا الحبيب».
وختم فهد: «قضاتنا الشهداء، نعاهدكم ان نبقى اوفياء للقسم ولدمائكم خداماً للعدل منتصرين للحق متفانين باذلين في سبيل القضاء ولبنان كل مبذل. رحم الله شهداءنا، ووفقنا الى ما هو مرضٍ، عشتم، عاش القضاء وعاش لبنان».