بري يحدّد التاسع من أيلول موعداً لأولى جلسات الحوار ومزيد من المواقف المرحِّبة بمبادرته
بعد أن أطلق مبادرة حوارية في ذكرى تغييب الإمام الصدر ورفيقيه أواخر الأسبوع الماضي، حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الأربعاء في التاسع من أيلول الحالي موعداً للجلسة الأولى للحوار بين مختلف الأطياف.
من جهة أخرى، سلم النائب هاني قبيسي، موفداً من الرئيس بري نصّ الدعوة إلى الحوار للرئيس نجيب ميقاتي. وحمل عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي، موفداً من الرئيس بري أيضاً، لوزير الاتصالات بطرس حرب دعوة مماثلة.
وأمل بزي بعد اللقاء «من كلّ المسؤولين اللبنانيين التعامل، وهذا ما يبدو حتى الآن، بإيجابية وروح المسؤولية مع هذه المبادرة انطلاقاً من الأوضاع في لبنان والمنطقة، علنا كلبنانيين نتوصل أخيراً إلى صناعة لبنانية لتثبيت مؤسساتنا الدستورية وعملنا التشريعي والحكومي وانتخاب رئيس للجمهورية وبقية الموضوعات المدرجة على طاولة الحوار».
وقال حرب، من جهته: «أعتقد أنّ التأزيم والتعطيل الحاصلين في البلاد وتعريض النظام اللبناني هي ما دفعت الرئيس بري إلى اتخاذ هذه المبادرة التي شكرته عليها وعلى دعوته إياي، ورحبت بالمشاركة لتقديم ما يمكنني تقديمه مساهمة في إنجاح الحوار وإخراج لبنان من هذا المأزق الذي أدخل فيه، وأملي كبير بدخول المتحاورين المدعوين إلى طاولة الحوار بعقل منفتح دون أن يكونوا أسرى لواقع سابق متشنج، بحثا عن مخارج لأزمتنا بعدما عجزت القوى السياسية عن الحلول».
وتوالت المواقف المرحبة بالمبادرة من مختلف القوى السياسية. وفي السياق، أكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، أمام زوّاره أنّ المبادرة «هي السبيل الوحيد للتفاهم ويجب الاستفادة منها والعمل على إنجاحها لبحث المشاكل المتراكمة وإيجاد الحلول لها وضرورة أن يكون هذا الحوار جامعاً لكلّ القوى ومجدياً وهادفاً»، آملاً من «جميع القوى السياسية التجاوب مع هذه المبادرة لتعزيز التواصل بين جميع اللبنانيين في ظلّ هذه الظروف البالغة التعقيد في لبنان والمنطقة العربية».
وشدّد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي في حديث لـ «المركزية» على «أنّ دعوة الرئيس نبيه بري فرصة أخيرة لإنقاذ لبنان والاتفاق في ما بيننا وسط الأزمات التي تتخبط فيها المنطقة».
وقال: «رؤساء الكتل النيابية أي ممثلو الشعب سيكونون موجودين. أما نحن ككتلة في الحكومة، فيمثلنا الرئيس تمام سلام».
وقالت وزيرة المهجرين أليس شبطيني، من ناحيتها، في تصريح: «إنّ تأييدنا للحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، ينبع من قناعتنا الراسخة بضرورة تعزيز التواصل بين جميع اللبنانيين، شرط أن يكون هذا الحوار جامعاً، ومن كلّ الأطراف ومجدياً وهادفاً، ويساهم بالتالي، في تسريع انتخاب رئيس جديد للجمهورية كأولوية لا تتعداها أولوية أخرى، وأن يكون امتداداً للحوارات السابقة والتمسك بإعلان بعبدا».
ورحبت كتلة المستقبل بعد اجتماعها أمس بـ «دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار على قاعدة التمسك بالشرعية الدستورية والميثاق الوطني وتدعيم السلم الأهلي الذي دفع اللبنانيون من أجله الغالي والنفيس».
ورأى النائب عاصم قانصوه في بيان، أنّ الدعوة إلى الحوار «فرصة جدية لإيجاد حلّ للأزمة السياسية في البلاد، ومعالجة كلّ ما يهدّد المواطن اللبناني»، مؤكداً «مشاركته كرئيس لكتلة نواب حزب البعث، في الحوار للعمل على إنجاحه».
وأمل النائب قاسم هاشم «أن يستجيب كلّ الفرقاء لهذه الدعوة، لأنّ الحوار هو الطريق السريع لمناقشة ومقاربة كلّ القضايا والأزمات مهما كان حجم التباعد حولها، فاللبنانيون محكومون بالتوافق والتفاهم بين مكوناتهم».
وأعلن عضو اللقاء الديمقراطي النائب نعمة طعمة، في بيان، أنّ «رئيس المجلس النيابي نبيه بري رجل حوار، وضنين على تلاقي وتواصل كلّ أطياف المجتمع اللبناني من دون استثناء، ويدرك ماهية دقة المرحلة وما يحيط بلبنان من مخاطر، إضافة إلى الظروف الداخلية المفصلية التي يجتازها البلد، على ضوء ما نشهده في هذه الأيام من انقسامات وخلافات وتظاهرات واعتصامات، ما يحتم جلوس جميع الأطراف على طاولة واحدة».
وأشاد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالمبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري، واعتبرها «ممراً إلزامياً للدخول في المعالجات الفعلية للأزمة السياسية المقفلة في لبنان»، محذراً «من مغبة الالتفاف عليها بهدف تمييعها وإفشالها».
ودعا جميع القيادات إلى «التجاوب مع هذه المبادرة، ووقف الصراعات السياسية والنزاعات الطائفية والمذهبية، والبحث جدياً في الحلول العملية لإنقاذ البلد»، لافتاً إلى أنّ «لعبة الوقت والرهان لم تعد لصالح أحد، وأنّ الصراع المفتوح على هذا النحو قد يأخذ لبنان واللبنانيين إلى طريق اللاعودة».
وتمنّى رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين، في تصريح، «أن يكون هذا الحوار صادقاً وأن تكون هناك تنازلات من كلّ القوى السياسية لإنقاذ البلد وأن يتم الاتفاق على قانون انتخابي يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية وهذا جزء من إصلاح الطبقة السياسية».
وفي المقابل، اعتبر الأمين العام للتيار الأسعدي المحامي معن الأسعد «أنّ أي حوار لا جدوى ولا فائدة منه لن يكون له أي أثر ايجابي مع أنه مطلوب في كلّ زمان ومكان. فقد بات واضحاً للجميع أن لا أحد من القوى السياسية أو الكتل النيابية يملك قراره الوطني المستقل وأصبح رهانه على الخارج وتابعاً له».
ورأى «أنّ الدعوة إلى الحوار وتوقيتها وقبول القوى السياسية بها تأتي لتنفيس الغضب الشعبي ومحاولة القوطبة على مفاعليه في مواجهة الطبقة السياسية وإلهاء اللبنانيين عن معاناتهم اليومية جراء هيمنة وفساد هذه الطبقة التي تعلم تماماً أنّ نتائج الحوار ستكون صفراً كما في السابق».