الحسيني لـ«الميادين»: سياسة تركيا المعروفة أوصلتها إلى صفر أصدقاء في المنطقة
أوضح الباحث السياسي الإيراني محمد صادق الحسيني أن «زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تركيا جاءت في توقيت دقيق جداً لأن لها علاقة بالمفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 والمستمرة إلى يوم الثلاثاء، والتي ستتبعها مفاوضات مع روسيا في روما يومي 11 و12 من الشهر الجاري، فالإيرانيون ذهبوا إلى تركيا لغير الالتزامات التاريخية والجيوإستراتيجية والجيوسياسية وغير الاقتصاد، فكل ما سبق هو مهم لذاته ولكنه ليس الهدف الأساسي للزيارة، فهذه جزء من البروتوكولات والشكليات التي لا بد منها»، مؤكداً أن «الإيرانيين يومياً يبدأون بكلمة أن علاقاتنا الاستراتيجية مع تركيا مفصلية وتاريخية ويجب أن تبقى، وهذا عمره مئات السنين، والإيرانيون لا يريدون أن يخسروا تركيا لأسباب مختلفة عن هذه الزيارة، لأن الهدف الأساسي منها يكمن في نقطة مفصلية وموضوع استراتيجي مهم وهو محاربة النفوذ «الصهيوني» في منطقة جنوب القوقاز أي جورجيا وأرمينيا وأذربيجان فمن خط باكو – تفليس – جيحان يذهب النفط من القوقاز إلى «إسرائيل» التي بدأت بنفوذها بشكل قوي جداً في هذه الدول الثلاث، وإيران تحاول عبر تركيا ومن خلال مجموعة من العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية أن تقف سداً منيعاً في وجه هذا الاستغلال الصهيوني لهذا التحول المتسارع في المنطقة».
وأضاف: «الهدف الثاني للزيارة هو منافسة روسيا على موضوع الغاز إلى أوروبا، فإيران تعتبر نفسها قادرة على إيصال الغاز إلى أوروبا عبر تركيا، لذلك جزء أساسي من النقاش مع الأتراك دار حول سعر الغاز، هل هو نفس السعر الروسي إلى أوكرانيا أم هو سعر آخر، فهي أيضاً جزء من المنافسة على السوق العالمية الاستراتيجية للطاقة»، مشيراً إلى أن «هناك أيضاً أمر مهم من هذه الزيارة وهو أن إيران جزء من كتلة أوراسيوية يعمل عليها الروس منذ فترة طويلة وعقدوا الكثير من المؤتمرات في موسكو وطهران وفي عدد من العواصم في آسيا الوسطى والقوقاز، فهم يريدون تشكيل أوراسيا ككتلة أساسية في العالم المتعدد الأقطاب الذي سينطلق مما يدور الآن من معارك، والتي جزء منها زيارة روحاني إلى تركيا، بالتالي تركيا أشبه بالكويت التي هي بين الثلاثي إيران والعراق والسعودية، وهي تشعر في خضم هذا الثلاثي بأنها يمكن أن تذهب فرق عملة أو أن تأخذ موقعاً لها فهي أصبحت قليلة التأثير على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية وبدأت تخسر من نفوذها بسبب سياستها المعروفة والتي أوصلتها إلى صفر أصدقاء في المنطقة، فلم يتبق لها سوى إيران كي تتمسك بها وتمر بسلام من هذه التحولات الكبرى التي تحصل على المستوى الإقليمي والدولي».
وأكد الحسيني أن «سبب طلب الأميركيين أن يجلسوا وجهاً لوجه مع الإيرانيين هو فشل آخر محادثات بين إيران ومجموعة 5+1 في فيينا، والسبب في ذلك هو طرح الدرع الصاروخية الإيرانية ضمن المفاوضات بسبب الضغوط «الإسرائيلية» والصهيونية العالمية لنزع سلاح إيران الصاروخي، وهو نفس المطلب المطروح على اللبنانيين بنزع سلاح حزب الله لذلك شكل الوفد القادم إلى جنيف من الولايات المتحدة يظهر بأنهم قادمون لمناقشة ثلاثة ملفات أساسية، وهي الدرع الصاروخية الإيرانية وحقوق الانسان ومكافحة الإرهاب، في حين أن وفد إيران المفاوض وخلاصة كلامه يقول إن هناك ملفاً نوعياً نريد أن نختبر نواياكم ونلقي الحجة عليكم، فأنتم تدعون بأننا نتسلح نووياً ونحن نقول إن هذه الطاقة للأغراض السلمية، ونحن لن نغلق اراك ولن نسمح بدخولكم إلى معسكراتنا بحجة البحث عن تربة ملوثة، فكل هذه حجج وذرائع لضرب مشروعنا النووي وهذا ما لن نسمح به».