محادين لـ«الميادين»: العفو يؤكد أن زمام الأمور اليوم بيد دمشق الرسمية وليس بيد «المعارضة»
أوضح الكاتب والباحث الأردني موفق محادين أن «كل التطورات الأخيرة على صعيد المنطقة من انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي والمفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة وزيارة الرئيس حسن روحاني إلى تركيا هي تطورات شديدة الصلة مع تطورات الموقفين السياسي والعسكري على الساحة السورية، ولو أن الأمور في سورية ذهبت باتجاه آخر لرأينا التحولات والانعكاسات السياسية في اتجاه وفي مذهب آخر».
وأضاف محادين إن «هناك صراعاً على الأوزان النسبية داخل المثلث الإقليمي التركي الإيراني – «الإسرائيلي» وعلاقة الأطراف المختلفة بهذا المثلث، لكن الملمح الأساسي في هذه المرحلة بالذات هو أن الطرف الإيراني هو الأكثر استقراراً وهو الطرف المستريح الذي يدير حوارات ومناورات وحسابات سياسية بدقة بالغة، فيما الطرف «الإسرائيلي» يعيش أزمة مستعصية ويحاول أن يبحث عن حلول وتصورات أمنية تجنبه أي تنازلات سياسية، أما الأتراك فهم يحتفظون بأوراق قوية هنا وهناك، لكنهم بدأوا يدخلون في أزمة سواء داخلية لها علاقة بالصراع بين فتح الله غولن وبين تلاميذه، خصوصاً رجب الطيب أردوغان، وكذلك هناك تصدع وانهيار في الرؤية السياسية التركية للإقليم. فهناك رسائل من الرئيس غول لتحسين العلاقات مع السعوديين مقابل أدوغان الذي يحتفظ بعلاقات وطيدة مع قطر وحلف الإخوان المسلمين».
أما في ما يتعلق بالسياسة الأردنية في هذه المرحلة فقد أوضح محادين الموقف قائلاً: «الأردن لا يمكن أن يتحرك وأن يأخذ موقفاً واضحاً هو فقط يحافظ على سياسة المواربة وسياسة الباب النصف مفتوح ونصف المغلق. والأخطر من كل ذلك أن الأردن يُنظر له من الزاوية «الإسرائيلية» ومن زاوية القوى الإقليمية والدولية من خلال علاقته بشكل أو بآخر مع الملف الفلسطيني بضغوطه وبتداعياته «الإسرائيلية». فهذه المسألة خطرة للغاية لأن الموقف «الإسرائيلي» يذهب إلى إغلاق ملف اللاجئين عبر إزاحته نحو الأردن، و«الإسرائيلي» دائماً يفضل الحل الأمني ويتعامل مع الأردن ومع المسألة الفلسطينيه انطلاقاً من ذلك».
وأضاف أن «الأردن يعيش أزمة اقتصادية ناجمة عن التبعية والفساد وهناك من يريد أن يقايض هذه الأزمة الاقتصادية بخلق أزمة سياسية للأردن سواء بتوريطه بالملف السوري أو بتوريطه مجدداً بالملف الفلسطيني».
أما حول الملف السوري فكان العفو الرئاسي سيد الأحداث، وأوضح محادين صداه كما يلي: إن «هذا العفو هو كما الانتخابات الرئاسية يندرج تحت بند الإمساك بزمام المبادرة، خصوصاً بعد تقدم الجيش العربي السوري في أكثر من مكان في ضوء الأزمات المتلاحقة وانفجار الأطراف المعارضة، فهو الآن قادر على طرح المبادرات في إطار التأكيد على أن زمام الأمور هي اليوم بيد دمشق الرسمية وليس بيد المعارضة، ولا حوار ولا تفاهمات إلا مع القيادة الحالية للجمهورية العربية السورية».
وفي الشأن المصري، أكد محادين أنه «إذا تمكن عبد الفتاح السيسي والفريق المحيط به من توظيف المخزون التاريخي والحضاري والشعبي لدى الشعب المصري ولدى الدولة العميقة فمن المؤكد يمكن هذه الدولة حينها أن توفر مناخات لتنافس مدني سلمي حقيقي يؤدي إلى بنائها».
وحول إمكانية دخول إيران كوسيط بين مصر وتركيا، أشار إلى أن «أي مبادرة لوضع حد لمثل هكذا خصومات مرحب بها، فالمنطقة والشرق يحتاجان لعلاقات جوار حسنة بين العرب وأصدقائهم وبين الدول المتجاورة، ولكن من المبكر الحديث عن مناخات مبشرة أو تنطوي على قدر أكبر من التفاؤل. فالعلاقة المصرية – التركية لن تتردى أكثر ولكنها لن تتحسن بالتأكيد».
وختم محادين حديثه بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن «هناك استراتيجية تعمل عليها أطراف إقليمية ودولية ومنها الدوحة لتفريغ القضية الفلسطينية من بعدها السياسي وتحويلها إلى مجموعة من الملفات الأمنية، فهذه الأطراف تبحث عن شخص أمني بحيث يصبح عنواناً أو رئيساً لبقايا السلطة الفلسطينية».