السعودية… وتداعيات الاتفاق النووي الإيراني
بشرى الفروي
ظهرت إيران وباعتراف دولي بأنها دولة حضارية ومتقدمة في كافة المجالات، وتوج هذا الاعتراف باتفاق نووي يدخل ايران الى نادي الدول النووية القوية ما جعل السعودية تشعر بأن هناك وضعاً استثنائياً يحملها على التصرف المنفرد لحماية مصالحها ولحفظ ماء وجهها ولو كان في هذا التصرف تعكير لجو الاتفاقات الدولية الذي اتى بعد الاتفاق، من خلال دعم الجماعات الارهابية في سورية والعراق واليمن وصولاً الى الحرب الكلامية وفتاوى الافتراء.
إن دور أو حجم إيران أثار حفيظة السعودية التي باتت تخشى سقوطها عن عرش العالم الإسلامي، بعد عجزها في اليمن، وافتضاح دورها في دعم وتمويل الإرهاب، بينما دعمت إيران الشعوب المستهدفة في العراق وسورية واليمن ضد الارهاب، ودعمها لحركات المقاومة ضد الكيان «الإسرائيلي».
الدعم الايراني حاضر ومستمر لدول المقاومة حيث عبر الرئيس الأسد خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته دمشق عن ترحيب سورية بالجهود والاتصالات التي تقوم بها إيران لحل الأزمة السورية مؤكداً أن الشعب السوري يثق بالدور الإيراني الداعم لشعوب المنطقة وقضاياه العادلة عبر التاريخ.
وأجرى عبد اللهيان اجتماعات مع المسؤولين السوريين وعبّر عن ثقته بأن النصر سيكون حليف الشعب السوري، مشيراً إلى رغبة إيران في تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائي في جميع المجالات والذي يعزز قدرات الدولة السورية على الصمود وتحقيق الانتصار النهائي، وأكد دعم ايران مكافحة الارهاب.
وأكد عبد اللهيان حرص الجمهورية الإسلامية على مساعدة الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب وفي تحقيق مصالحه وطموحاته من دون أي تدخل خارجي، وشدد على أن إيران لن تدخر أي جهد يرسي الاستقرار في سورية ويساهم في مكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم، مشيراً إلى أهمية استمرار التنسيق والتشاور مع الحكومة السورية لتحقيق هذه الأهداف.
الاعتراف الدولي بالدور الايراني سيسهل دخولها في حل ومعالجة قضايا المنطقة وهذا ما أكد عليه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أخيراً حينما أعرب عن أمله بقدرة إيران على الاندماج أكثر في معالجة القضايا الإقليمية والدولية، بما فيها حل الأزمة السورية.
السعودية صاحبة مشروع نشر وبث التيار الوهابي الذي نهش في اسلامنا وفي عقيدتنا في شكل كبير والذي أصبح يشكل خطراً على الدين الاساس في العالم العربي والاسلامي.
الحقد الذي أعمى قلب السعودية التي ترى خصمها ايران يتقدم من نجاح الى نجاح ومن تقدم الى آخر بالإضافة الى انفتاحها العربي والغربي، فالسعودية ترى نفسها مع الطرف المتوقع خسارته رغم دعمها اللامحدود للإرهابين، الخاسر في المواجهة يعلو صوته ويتصرف بحماقة ويحاول انتقاص الطرف الآخر، فالسعودية لم تجد سوى اصدار الفتاوى الكاذبة التي تحرض على الفتنة المذهبية للاقتصاص من أي عمل ناجح لإيران، والذي تمثل بمهاجمة المفتي العام في السعودية، الفيلم الإيراني «محمد رسول الله»، واصفاً إياه بأنه «عمل مجوسي فاجر معادٍ للإسلام». وقال إن عرض إيران الفيلم «أمر لا يجوز شرعاً»، وحذر من تداول الفيلم ومشاهدته.
السعودية حيدت خيار الواقعية والعقلانية امامها واختارت المكابرة والغطرسة، وهذا بالتالي سيؤدي الى إضعاف دورها الاقليمي وخسارتها الاستراتيجية في المنطقة، فالأحداث الراهنة ستجبر السعودية من أجل السعي والتوافق للوصول إلى حل سياسي للازمة في المنطقة التي كانت سبباً بإشعالها، لكي لا تبقى حجر عثرة أمام المبادرات الدولية.