لقاء تضامني مع مطران القدس والأسرى وكلمات ركّزت على دعم المقاومة
نظم لقاء تضامني مع مطران القدس عطاالله حنا والأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، في قاعة «نادي المستقبل» في بلدة طيردبا الجنوبية مسقط رأس الشهيد عماد مغنية، بدعوة من «اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين» و«جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني» و«نادي المستقبل» و«مركز الغد الثقافي التربوي». ويندرج اللقاء ضمن إطار خميس الأسرى 93 ووفاء للشهيد مغنية.
وتقدم الحضور منسق تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، وممثلون عن فصائل وأحزاب لبنانية وفلسطينية وحشد من الشخصيات والقوى اللبنانية والفلسطينية.
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت، ثم افتتح اللقاء رئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه بكلمة أكد فيها «أنّ قضية الأسرى وتحريرهم يجب أن تصبح قضيتنا جميعاً أحزاباً وقوى ومنظمات مجتمع مدني، وهؤلاء الأسرى الأبطال مقاتلون ومقاومون من أجل حرية فلسطين».
ثم ألقى رئيس الهيئة الإدارية لـ«نادي المستقبل» محمد فقيه كلمة أشار فيها إلى أنّ «هؤلاء الأسرى نذروا أنفسهم في سبيل القضية، ولا يسعنا في هذا المجال إلاً أن نعبر عن تقديرنا لجميع أسرانا، فنحن نحصد ثمرة جهدهم و ثباتهم في رسم حلم فلسطين وحلم لبنان والأمة».
وألقى بشور كلمة قال فيها: «أن تختار اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني بلدة طيردبا ساحة لاعتصام «خميس الأسرى 93»، لا تفعل ذلك وفاء للشهيد عماد مغنية، قائد الانتصارين اللذين حرّرا الأرض عام 2000، وحرّرا الأسرى اللبنانيين عام 2006 وفي مقدمهم عميد الأسرى العرب المناضل سمير القنطار فقط، بل أيضاً لتؤكد ذلك التلاقي الدائم والمستمر والرائع بين المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية والذين كان الشهيد الحاج رضوان أحد أبرز رموزه المضيئة».
ووجه تحية إكبار إلى «كلّ أسرانا الأبطال في فلسطين … والأسرى الخمسة من الجبهة الشعبية المضربين عن الطعام منذ أسبوعين وإلى المطران المناضل عطا الله حنا، أحد أنصع رموز المقاومة والوحدة الوطنية في فلسطين، ونقول له لو لم تكن مسيرتك الكفاحية حافلة بالمعاني الوطنية والوحدوية لما كان هذا التعرض المستمر لك من قبل قوات الاحتلال الصهيوني لوقف هذا الكفاح الذي يحمل شعلة المقاومة بيد ومشعل الوحدة الإسلامية – المسيحية بيد أخرى».
كما وجه التحية «لكلّ حراك مدني ومطلبي ضدّ الفساد والطائفية ورموزهما»، مؤكداً أنّ «مقاومة الفساد والتعصب الطائفي والمذهبي لا تنفصل عن مقاومة المشروع الصهيوني الاستعماري، كما أنّ مقاومة هذا المشروع لا تنفصل عن مقاومة الفساد والطائفية، فهم يشكلون ثالوث الشر في بلادنا، وأي ابتعاد عن هذا التلازم بينهم إساءة للمقاومتين معاً».
وألقى عضو قيادة حزب الله في الجنوب خليل الحسين كلمة حيا فيها تضحيات الشهيد عماد مغنية، وقال:»نتضامن اليوم مع الأسرى الذين يتحدون جلادهم ويضربون عن الطعام، وهذا ليس بجديد على أسرى فلسطين، وعن شعب عرف كلّ معاني التضحيات وجرب كلّ أساليب القهر».
كما تطرق إلى موضوع الطفل محمد التميمي واعتبره «مشهداً من التضحيات الفلسطينية، ولا يسعنا إلا أن نقول إنّ حزب الله مع قضية فلسطين لأنها القضية المركزية بالنسبة له».
وتحدث عضو قيادة حركة فتح في لبنان أبو أحمد زيداني باسم منظمة التحرير الفلسطينية فقال: «نجلّ ونحترم كلّ مواقف المبايعات لأجل فلسطين». أضاف: «الحديث عن الأسرى لا يختزل بأسطر قليلة لأنّ ما يُمارس بحقّ هؤلاء، وعلى مدار اللحظة، مجازر بكلّ معايير الإنسانية والدولية».
وقال الأب وليم نخلة في كلمته: «للأسرى عناوين كثيرة. أولاً يأسرونهم لأنهم يقاومون العدو الأرعن، ولأجل القضاء على الإنسانية، وكسر الإنسان كالإمام المُغيَّب السيد موسى الصدر، المغيب قسراً منذ 37 عاماً».
واعتبر عضو قيادة إقليم جبل عامل لحركة أمل صدر الدين داود «أنّ أي بندقية لم تتوجه إلى الكيان الصهيوني هي بندقية مشبوهة»، ودعا إلى «البقاء موحدين خلف مشروع المقاومة والممانعة لأنّ هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة».
وأكد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، «المكانة الكبيرة التي احتلها الإمام الصدر من خلال إطلاق شرارة المقاومة وعلى مواقفه التي قال فيها: بعمامتي ومحرابي ومنبري سأحمي الثورة الفلسطينية».
وأكد الوقوف إلى جانب المطران حنا «في مواجهة سياسة الاحتلال التي يتعرض لها صاحب المبادىء والقيم والمواقف الوطنية والقومية الذي يحمل فلسطين والقدس في قلبه ووجدانه ومسيرته».
وحيا عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني كايد بندر الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومواقف المطران حنا، مشدّداً على أهمية استنهاض كلّ الطاقات لدعم الأسرى والتضامن معهم.
وأكد المتحدث باسم الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة نبيل حلاق «أنّ قضية فلسطين ستبقى تحتل المكانة الأولى في حركتنا ونضالنا، كما احتلت هذه القضية المكانة لدى الشهيد القائد عماد مغنية»، وحيا وقفة المطران حنا وصموده في وجه الاحتلال ودفاعه عن القدس وعروبتها.
وبعد اللقاء، وضع الحضور إكليلاً من الورد على المعلم التذكاري للشهيد مغنية، ثم توجهوا إلى منزل والده أبو عماد، مؤكدين اعتزازهم بـ «هذا المنزل الذي قدم الشهيد تلو الشهيد».
وأكد أبو عماد مغنية «أنّ فلسطين كانت تسكن قلب الحاج عماد وفكره وروحه، وأنه اختار طريق المقاومة ليرى فلسطين حرة والقدس محرّرة».