أستراليا وبريطانيا تتعهدان استقبال آلاف اللاجئين
دعا البابا فرنسيس أمس كل أسقفية أوروبية إلى إيواء عائلة من المهاجرين في بادرة للتضامن قائلاً إن ذلك سيبدأ في الفاتيكان حيث يعيش.
وقال البابا بعد عظة الأحد المعتادة: «أناشد الأبرشيات والجماعات الدينية والأديرة والملاجئ في كل أوروبا أن تستضيف عائلة من اللاجئين».
وأضاف: «كل أسقفية وجماعة دينية ودير وملجأ في أوروبا يجب أن يأوي أسرة واحدة»، مشيراً إلى أن أبرشيتين في الفاتيكان سيستضيف كل منهما أسرة من اللاجئين خلال الأيام المقبلة.
من جهة أخرى، عرض رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا منزله الخاص لاستضافة طالبي اللجوء داعياً الشعب الفنلندي إلى التضامن مع الباحثين عن أوطان بديلة من تلك التي دمرتها الحروب.
ونقلت قناة محلية تصريحات رئيس الوزراء الفنلندي، بأنه سيفتح أبواب منزله الواقع في منطقة كيمبلي بشمال البلاد، لاستضافة طالبي اللجوء بدءاً من العام الجديد، مبدياً أمله في أن تكون فنلندا بلداً يحتذى به.
وأشار إلى أن خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع 120 ألف لاجئ وصلوا اليونان وإيطاليا والمجر ينبغي أن تكون طوعية وغير إلزامية.
وقبل يوم من هذه التصريحات، ضاعفت الحكومة الفنلندية تقديراتها لعدد طالبي اللجوء إليها هذا العام إلى نحو 30 ألف شخص بعد تدفق اللاجئين في غضون الأيام القليلة الماضية.
وكانت فنلندا قد رفعت قبل أسبوعين تقديراتها إلى 15 ألفاً، مقارنة مع 3600 طلب عام 2014، وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه، خلال الأسبوع الحالي، وصل الكثير من طالبي اللجوء آتين من السويد.
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، أن بلاده تعتزم استقبال مزيد من اللاجئين من المخيمات على الحدود بين سورية والعراق، متعهداً تقديم مزيد من المساعدات المالية، شرط اتخاذ تدابير أمنية.
وفي حديث صحافي، قال أبوت إنه من المهم أن تكون هناك استجابة إنسانية، لكن من المهم أيضاً أن توجد أيضاً احتياطات أمنية قوية، مشيراً إلى أن وزير الهجرة الأسترالي، بيتر داتون، سيسافر إلى جنيف للاجتماع مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول طبيعة المساعدات الإضافية التي يمكن أن تقدمها أستراليا.
فرحلات الموت التي يخوضها اللاجئون الفارون من مناطق الحرب بالشرق الأوسط، أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر أو البر بشتى الطرق الخطيرة، حركت المشاعر في العالم لا سيما بعد غرق الطفل السوري إيلان الكردي في أحد قوارب الموت، ما أثار موجة تعاطف وتضامن مع هذا السيل البشري من اللاجئين.
ضغوطات دفعت بالحكومات إلى تغيير مواقفها الصلبة تجاه قضية اللاجئين، ففي بريطانيا تعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لحملة داخل المملكة المتحدة وخارجها للاهتمام بقضية اللاجئين.
وقالت صحيفة «صانداي» البريطانية، إن لندن تعتزم استقبال 15 ألف لاجئ سوري، وتوسيع برنامج إيواء الأشخاص الضعفاء وشن عمليات عسكرية على مهربي المهاجرين.
إلى ذلك، أبدى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تأييده لإنشاء مراكز إيواء للاجئين، مقترحاً شمال أفريقيا وصربيا وبلغاريا مواقع لهذه المراكز، لمنحهم اللجوء السياسي للمهاجرين قبل دخولهم منطقة «شنغن»، داعياً إلى إعادة تأسيس مجال التنقل الحر بين 26 بلداً أوروبياً.
ونقل عن ساركوزي قوله خلال كلمة في مدينة لا بول غرب فرنسا، إنه لا يؤمن بـ«إصلاح منظومة شنغن، بل يجب إعادة تأسيس شنغن وأوروبا»، مشيراً إلى أن «الشرط المسبق لذلك هو أن تتبع كل الدول الأعضاء سياسة واحدة للهجرة»، مضيفاً أن «وضع اللاجئ السياسي يجب أن يمنح أو يرفض قبل عبور البحر المتوسط».
ووصل 450 لاجئاً على متن قطار خاص إلى مدينة ميونيخ آتين من المجر، بحسب ما صرحت به الشرطة الألمانية.
وقالت وزيرة الداخلية النمساوية، يوهانا ميكل- ليتنر، إن النمسا لن تستخدم القوة لمنع آلاف من اللاجئين الذين تدفقوا على البلد آتين من المجر، وأشارت إلى أن «أكثر من 3000 لاجئ وصلوا إلى النمسا ليلة البارحة. كل لاجئ بإمكانه تقديم طلب لجوء في النمسا ويُخبر بهذه الإمكانية».
وأضافت الوزيرة قائلة إن «نحو 10 لاجئين تقدموا بطلبات لجوء في النمسا حتى الآن. الآخرون يرغبون في إكمال الرحلة، وأساساً باتجاه ألمانيا. أؤكد مرة أخرى أن أفراد الشرطة لن يستخدموا القوة لصد هؤلاء الأشخاص والأسر والأطفال».
وفي شأن متصل، كسرت جموع اللاجئين العالقين في بودابست الذين ينوون السير إلى النمسا على الأقدام خاطر السلطات الهنغارية، فأبدت استعدادها لتخصيص حوالى 100 من الحافلات لنقلهم إلى الحدود النمساوية.
وقال مدير مكتب رئيس الوزراء الهنغاري يانوش لازار، إن حكومة هنغاريا تنوي أن تخصص حوالى مئة حافلة لنقل اللاجئين، لكنها لم تحصل بعد على رد رسمي من الحكومة النمساوية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة، لو تحققت، لا تعني أن اللاجئين سيتمكنون من مغادرة هنغاريا فوراً.
وتأتي تصريحات لازار بعد أن توجه مئات اللاجئين من محطة ببودابست للقطارات باتجاه النمسا سيراً على الأقدام، فيما أغلقت السلطات الهنغارية المعبر الرئيسي على الحدود مع صربيا.
وذكرت وكالة «رويترز» أن مئات اللاجئين بدؤوا السير من محطة السكك الحديدية «كيليتي» في شرق العاصمة الهنغارية بودابست، قائلين إنهم يتجهون إلى النمسا.
وكان آلاف اللاجئين قد احتجوا أمام محطة «كيليتي»، حاملين لافتات كتب عليها «إننا نريد أن نعيش في سلام» و«اللجوء ليس جريمة»، مطالبين السماح لهم بالسفر إلى غرب أوروبا. ومن ثم ساروا عبر المدينة حاملين حقائبهم، يؤكدون أنهم متجهون إلى النمسا مشياً على الأقدام.
وفي هذه الأثناء، يواصل مئات اللاجئين احتجاجهم في مدينة بيتشكي الهنغارية لليوم الثاني على التوالي، وهم يرفضون مغادرة القطار الذي نقلهم من بودابست، فيما تصر السلطات على إرسالهم إلى مركز الإيواء المقام في المدينة.
وكانت السلطات في بودابست سمحت الخميس لمئات اللاجئين بدخول محطة القطارات المركزية «كيليتي» والصعود إلى قطار، قيل إنه سينقلهم إلى الحدود مع النمسا. لكن الشرطة أوقفت القطار في مدينة بيتشكي في الضاحية الغربية للعاصمة، وأمرت الركاب بالنزول والانتقال إلى مركز الإيواء. لكن جزءاً من اللاجئين رفض النزول مطالباً بالسماح بمواصلة الرحلة إلى النمسا ومن ثم إلى ألمانيا.
وتنص اتفاقية «دبلن» الأوروبية على أن يبقى طالبو اللجوء في الدولة التي وصلوا إليها أولاً في الاتحاد الأوروبي، قبل حسم طلباتهم. لكن ألمانيا ودولاً أخرى في غرب أوروبا، أعلنت استعدادها لقبول أعداد إضافية من اللاجئين، فيما علقت برلين العمل باتفاقية «دبلن» في ما يخص استقبال اللاجئين السوريين.
وكانت تركيا قد أعلنت في وقت سابق إيقاف 57 شخصاً حاولوا التوجه إلى جزيرة كوس اليونانية على متن قوارب.
وأوضحت أنها أوفقت 3 قوارب على متنها سوريون وأفغان وباكستانيون، وتم اقتياد الركاب إلى مقر خفر السواحل، حيث قضوا ليلتهم، قبل أن تعيدهم السلطات إلى الأراضي التركية.
وجاء هذا التصريح بالتزامن مع مثول 4 أشخاص يشتبه بتورطهم في تهريب اللاجئين السوريين عبر البحر إلى اليونان، أمام المحكمة، وذلك في أعقاب مصرع الطفل إيلان الكردي، الذي يبلغ من العمر ثلاثة أعوام غرقا، إضافة لشقيقه غالب 5 سنوات ، وأمهما ريحانة، أثناء محاولتهم العبور بحراً من تركيا إلى اليونان.