محور المقاومة والممانعة ومشروع المقاومة
حميدي العبدالله
ميّز الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح بين «محور المقاومة والممانعة»، وبين «مشروع المقاومة»، وأكد أنّ الجهاد الإسلامي جزء من مشروع المقاومة لكنها ليست جزءاً من محور المقاومة والممانعة.
قدم شلّح هذا التمييز في سياق الحرص على الحصول على أيّ دعم يقدم للقضية الفلسطينية من أي جهة كانت، وإقامة علاقات مع الدول والجهات، سواء كانت جزءاً من محور المقاومة والممانعة أم لا، مثل قطر وتركيا، وربما السعودية.
من غير المفيد الاستعجال في نقد هذا التمييز من دون أن يسبق ذلك تحليل عميق لواقع الصراع العربي «الإسرائيلي»، ومحورية القضية الفلسطينية، وإبقاء هذه القضية أولوية ومسألة إجماع إنْ كان ذلك ممكناً، ويمكن فهم هذا التمييز بشكل أكبر إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المناخ المذهبي السائد على مستوى المنطقة، والذي ينيخ بثقله على الساحة الفلسطينية، ويؤثر على الوعي السياسي والوطني والاصطفافات الحزبية داخلها.
لكن ذلك لا يمنع من طرح أسئلة ضرورية من أجل إجراء نقاش معمّق لهذه الأطروحة الجديدة في ساحة العمل الوطني الفلسطيني:
ـ الصراع بين منظومة المقاومة والممانعة والمحور المعادي في مساحته الأكبر، هو صراع حول الهيمنة الغربية وحول الدعم الذي يقدّم للعدو الصهيوني والإصرار على تصفية القضية الفلسطينية، فهل يمكن لمشروع مقاوم فلسطيني أن يحيّد ذاته عن هذا الصراع، وهل التحييد فائدته أكبر من دعمه لمحور المقاومة والممانعة الذي يخوض معركة تغيير توازن القوى مع المحور المضادّ، حيث في هذا السياق تأتي عبارة السيد حسن نصرالله المفتاحية حول أنّ طريق تحرير فلسطين يمرّ عبر سورية؟
معروف أنّ العداء لإيران ولسورية ولحزب الله من قبل المحور المناهض لمحور المقاومة سببه أنّ هذه الدول والقوى تدعم المقاومة وترفض الهيمنة الاستعمارية، وهل يمكن لأيّ جهة تؤمن بمشروع المقاومة، أن لا تتضامن مع أي دولة ضد الهيمنة الاستعمارية؟
ـ هل الانفتاح على الجهات الأخرى في المحور الذي يعادي محور المقاومة يؤمّن الدعم لمشروع المقاومة، مهما كانت طبيعة هذا الدعم، حتى لو كان إعادة إعمار بعض ما هدّمه العدوان الصهيوني، من دون مقابل سياسي من منظمات المشروع المقاوم؟ سواء كانت هذه الدول قطر أو تركيا أو أي دولة أخرى من الدول المعروفة بعلاقاتها مع الولايات المتحدة ومع الكيان الصهيوني؟