حردان: الوحدة الداخلية وحماية المقاومة خط أحمر بالنسبة لنا وحزبنا يناضل منذ تأسيسه لإزالة النظام الطائفي وتلبية مطالب الناس المحقة
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ الموقف واضح وجلي وثابت بالنسبة لكلّ القضايا المطروحة اليوم على امتداد ساحات الأمة، حيث الصراع بين معادلتين… الأولى التي نشكل جزءاً أساسياً منها وهي مواجهة الإرهاب والاحتلال على قاعدة ثقافة المقاومة، والثانية التي تخدم العدو «الإسرائيلي» على قاعدة ثقافة التفتيت.
وأشاد بالمبادرة الروسية لتشكيل تحالف دولي لمواجهة الإرهاب، تكون فيه الدولة السورية أساسية.
كلام حردان جاء خلال ترؤسه اجتماعاً لهيئات المنفذيات في لبنان، بحضور رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق ونائب رئيس الحزب توفيق مهنا وعدد من المسؤولين المركزيين.
وقد استهلّ حردان حديثه من الشأن اللبناني مؤكداً على ضرورة إيجاد الحلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتفاقمة، لافتاً إلى أنّ الحزب القومي يحمل منذ تأسيسه مطالب الناس المحقة والمشروعة.
النظام الطائفي لا ينتج وحدة
وقال: إنّ النظام الطائفي في لبنان لا ينتج وحدة حقيقية بين اللبنانيين ولا يؤسّس لإصلاح ولا يحقق عدالة اجتماعية، لذلك نحن نعمل من أجل زوال هذا النظام الطائفي، وهذا أمر مكرّس في كلّ أدبياتنا وسلوكنا وطروحاتنا ومواقفنا.
أضاف حردان: ما يطرح في السياسة وفي الشارع يمكن القول إنه عشوائي، فهناك شعارات متناقضة، لكننا نحرص دائماً على تبني مطالب الناس وننظر بحسن نية إلى هذه المطالب المحقة ونعتبر أنّ رفع الصوت أمر بديهي كردّ فعل على المعاناة والألم من الضائقة المعيشية والاجتماعية ومن شلل المؤسسات وعجز الحكومة عن تحمّل مسؤولياتها.
وتابع: نحن نتبنّى القضايا الاجتماعية ومطالب الناس، وندعو مؤسسات الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها لتحسين أوضاع الناس وتأمين متطلباتهم، والمطلوب هو البحث عن حلول إنقاذية، والحلول الإنقاذية، تتم من خلال إرادة التوافق، والقوانين الإصلاحية والإنماء المتوازن.
وقال: نحن من حمل راية الإصلاح والمطالبة بالخدمات الاجتماعية، ومكافحة الطائفية والمحاصصة والفساد، ونعتبر أنّ قانون الانتخابات على أساس النسبية يوحد اللبنانيين ويمثل القاعدة الحقيقية للإصلاح والنهوض، في حين أنّ هذه الخريطة المذهبية الطائفية التي توزع الناس عليها هي خريطة اقتتال داخلي.
الفوضى لا تؤمّن المطالب
وأردف حردان: نحن نعتقد أنّ الفوضى لا توصل إلى تأمين المطالب، بل قد ينسى الناس المطالب ويأخذوننا إلى نتائج الفوضى، نحن مع حرية التعبير والحراك والتظاهرات، على قاعدة عدم الفوضى. ونحرص دائماً على أن لا يقع لبنان فريسة الفتنة الداخلية. والحزب القومي يضع كلّ ثقله إلى جانب القوى التي تتمسّك بالاستقرار، فالفتنة في لبنان لا تخدم أحداً إلا العدو «الإسرائيلي».
وقال: بالنسبة لنا الوحدة الداخلية وحماية المقاومة خط أحمر، فقد بذلت دماء غزيرة لكي يتوحد اللبنانيون، والمقاومة بذلت الدماء وامتلكت قدرات لمحاربة هذا العدو «الإسرائيلي»، لذلك نحن نعتبر أنّ الوحدة الداخلية هي الوجه الآخر لدعم المقاومة والوقوف إلى جانبها ونحن في طليعة المقاومين. ولا يأخذنا الموج في هذا الاتجاه أو ذاك، وهذا لا يعني أننا لسنا مع المطالب المحقة أو لا نؤيدها، لكن علينا أن ندرس في مؤسساتنا كيف نعبّر عنها في التوقيت المناسب وبالحراك اللازم، ونعزز روحية المطالب.
لبنان في عين العاصفة
أضاف: في ظلّ ما تشهده المنطقة فإنّ لبنان في عين العاصفة، ولذلك المطلوب تحصين البلد، بالقوانين الجامعة والموحدة، ونحن نشدّد على أهمية الحوار، وسنشارك في الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، وسنطرح رؤيتنا ومعاييرنا بكلّ وضوح، نحن حريصون على وحدة لبنان واللبنانيين، ونتطلع إلى تطبيق البنود الإصلاحية في اتفاق الطائف، بدءاً من قانون الانتخاب، إلى الغاء الطائفية ونحن طرحنا قانون انتخاب على اعتبار لبنان دائرة واحدة، لأنه قانون يوحد بين اللبنانيين، ونحن مع دولة قوية وقادرة، ومع جيش وقوى أمنية تملك القدرة، ولا تحارَب في موازنتها أو عديدها أو عتادها. ونحن مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون حكَماً بين اللبنانيين وليس طرفاً مع فريق.
ورأى حردان أنّ الأشهر المقبلة ستشهد ضغوطاً كبيرة على لبنان وسورية العراق، إنْ من خلال تكثيف الهجمات على سورية لتجميع الأوراق، أم من خلال الضغط السياسي في لبنان، ونأمل ألا يتحوّل إلى ضغط أمني.
وقال: الولايات المتحدة شكلت تحالفاً دولياً لمحاربة الإرهاب، تحت شعار محاربة داعش، لكن هذا التحالف المزعوم لم ينسّق مع الدولة صاحبة السيادة على أرضها، وهذا يرسم الكثير من الشكوك، ويؤشر إلى عدم الصدقية في محاربة الارهاب، فلو كان هذا التحالف يرمي إلى القضاء على هذا الإرهاب المتفشي على أرضنا، الذي يقتل شعبنا ويهجّر أهلنا من قراهم ومدنهم، ويدمر البنى والحضارة والاثار، لما استمرت دول هذا التحالف في تغطية هذا الإرهاب وتمويله وتسليحه ويمرّرون هؤلاء المرتزقة لقتل شعبنا، لذلك نحن نشكك بهذا التحالف الدولي الأميركي.
نثمن الموقف الروسي
أضاف: نحن نثمن موقف القيادة الروسية وما تقوم به من مبادرات، لأنها تستند على حق الدول والشعوب في تقرير مصيرها، وروسيا تقف بصدق إلى جانب سوريا وإلى جانب قضايا المنطقة، ولذلك نقدر عالياً المبادرة الروسية التي تدعو المجتمع الدولي إلى اقامة تحالف دولي غير مبتور، تكون قاعدته سوريا وحكومتها. فسوريا تواجه الإرهاب وحيدة مع بعض الأصدقاء، وهي تدافع عن سيادتها واستقرارها ومن خلال ذلك تدافع عن الإنسانية، ومن الطبيعي ان تكون اساسية في اي تحالف ضد الارهاب الذي يتكاثر يوماً بعد يوم. إننا نحيي موقف روسيا وندعوها مع إيران ودول «البريكس» والمجتمع الدولي إلى تشكيل تحالف غير مبتور لمواجهة الإرهاب، ونعتقد أنّ موقف روسيا هذا سيشكل نقطة جذب للدول الأوروبية. فأوروبا تستنفر كلّ قواها خوفاً من أن ينتقل الإرهاب إليها، وخوفاً من عدم تمكّنها من استيعاب الهاربين واللاجئين من الحروب.
نعتز بشهدائنا ونقاتل دفاعاً عن وحدة شعبنا
وإذ دعا حردان إلى ضرورة التنسيق الكامل بين الجيشين العراقي والسوري، وإقامة غرفة عمليات واحدة للمواجهة، والتنسيق الكامل بين لبنان وسوريا والعراق لمواجهة الارهاب، اختتم كلامه بالاشارة إلى أنّ حزبنا يقاتل في سوريا على كلّ الجبهات دفاعاً عن الوجود، وعن الاستقرار والوحدة وعن أبناء شعبنا، من جسر الشغور وصولاً إلى الزبداني… ونقدّم الشهداء الأبطال الذين نعتز بهم، فنحن نقدّم كلّ ما نملك لشعبنا وبلادنا، وهذه التجربة خضناها في لبنان والآن نعيشها فوق أرض الشام، ونعتز بشهدائنا، ونحن نعرف طبيعة الحرب وأثمانها، وقد اندفعنا إليها من باب الواجب الذي ما توانى القوميون يوماً عن القيام به.