«إنانا السورية للمسرح الراقص» تفتتح أكاديميتها الخاصة في دبي
تعتبر فرقة «إنانا السورية للمسرح الراقص»، من أشهر الفرق العربية التي شقّت طريقها نحو العالمية، وقد افتتحت مؤخّراً أكاديمية الباليه الخاصة بها في مدينة دبي، في الإمارات العربية المتحدة.
اسم «إنانا» مرتبط بإلهة الحب والفن والخصب «عشتار»، وذلك عند شعوب الهلال السوري الخصيب، وهو الاسم ذاته الذي اختاره مؤسّسو هذه الفرقة المسرحية الراقصة عند بداية تأسيسها عام 1999، لتحمل معها رسالة الحبّ السورية وتقدّمها على خشبات المسرحين العربي والعالمي.
جهاد المفلح، مؤسّس الفرقة وأحد أهم الأسماء السورية في مجال المسرح الراقص، قال في لقاء أجرته معه «قناة RT» في دبي، إن فرقة «إنانا»، التي أصبح عمرها اليوم 17 سنة، تُعتبر من كبريات فرق الرقص في العالم العربي، إذ تضمّ أكثر من 100 فنان وفنانة.
وتفرّع عن الفرقة عدة شركات، منها «إنانا باليه أكاديمي» في الدوحة، والآن افتتحت فرعاً جديداً في مدينة الإعلام في دبي، إذ بدأت تستقطب فئة واسعة من الأطفال والأهالي من جميع الجنسيات.
وأضاف المفلح أن «إنانا أكاديمي»، تعتبَر أكبر تجمع لأطفال باليه في العالم العربي سواء على الصعيد الحكومي أو الخاص. مشيراً إلى أن سبب نجاح هذه التجربة يكمن في التعاون الوثيق مع أكاديمية موسكو للباليه، التي قدّمت مدرّسين وخبراء، وتكامل عملهم مع فريق «إنانا» الأساسي وفق برامج تعليمية تتوافق مع طبيعة الثقافة العربية.
وقال المفلح إن الرسالة اليوم، التي توجهها فرقة «إنانا» للعالم العربي، تتمثّل في عدم تأطير الأجيال الصاعدة وتركهم لينشأوا مع ثقافة العنف، ويتجلّى ذلك من خلال وضع الأطفال منذ نعومة أظافرهم في مكانهم الصحيح والمدروس. إذ يمكنهم الاطّلاع على الثقافة والفنون بكافة أشكالها ومشاربها من دون الالتزام بنوع معيّن من الفنون. فالاطّلاع والتعرّف يكفيان لتوسيع آفاقهم وانفتاحهم على الآخر.
من جهتها، قالت آلبينا بيلوفا مديرة «أكاديمية إنانا للباليه»، إن الفرقة أساساً قدّمت عروضاً كبيرة داخل سورية وخارجها، ووقفت على خشبات مسارح عالمية في مختلف دول العالم. إذ يمكن اعتبار «إنانا» فرقةً للمسرح الشامل، تشمل كافة أنواع الفنون من تمثيل وسينما وديكور وأزياء. وافتتاح فروع لها في كل من الدوحة ودبي يعتبر استكمالاً لهذه المسيرة الطويلة، وذلك من خلال تدريس الأطفال اعتباراً من عمر ثلاث سنوات وما فوق، وذلك بالتعاون مع مدرّسين وخبراء من روسيا وفرنسا وألمانيا.
أما عن فكرة الافتتاح في دبي فتقول بيلوفا إن الفكرة فرضتها دبي بحدّ ذاتها، وهي المدينة التي تتميّز بتنوّع جالياتها من كافة الجنسيات والثقافات، خصوصاً من الجنسية الروسية، والتي يهتم الأهالي فيها بفنون الباليه والمسرح الاستعراضي. وهذا ما دفع «فرقة إنانا» إلى هذه الخطوة، إذ شهدت تجربة ناجحة في العاصمة القطرية الدوحة، وأصبح لدى الأكاديمية هناك أكبر تجمّع لطلاب الباليه في منطقة الشرق الأوسط، إذ بلغ عددهم أكثر من 600 طالب وطالبة في كافة الفروع من باليه ورقص وتمثيل وموسيقى.
وأضافت بيلوفا أن الأطفال قدّموا أعمالهم الخاصة، إذ وصلوا إلى مرحلة العرض وإلى مستوى تدريب عالٍ، وذلك وفق المنهج الروسي لأكاديمية موسكو مع تعديلات تتوافق مع طبيعة المنطقة العربية.
وتتميّز فرقة «إنانا» بخطّها الفني الخاص، من خلال تطوير الفولكلور في بلاد الشام استناداً إلى فنون الباليه الروسي العريق، إذ قدّمت أعمالاً مسرحية ناجحة على خشبات المسرحين العربي والعالمي، ومنها: «صلاح الدين»، و«صقر قريش»، و«هواجس الشام»، و«أجراس القدس الدمشقية»، و«جوليا دومنا»، و«عاشقات المجد»، و«أبناء الشمس»، وغيرها من الأعمال والاستعراضات الأخرى، التي جعلت منها واحدة من أشهر فِرَق المسرح الراقص في المنطقة العربية.