طفلان سوريان في المغترب يتبرعان بمدخراتهما لأسر الشهداء
سكينة محمد
شهد وباسل طفلان بعمر الزهور قدما من إحدى دول الاغتراب خصيصاً للتبرع بمصروفهما اليومي الذي جمعاه خلال أشهر تعبيراً عن وفائهما وحبهما للوطن بعد تواصلهما مع صندوق دعم أسر الشهداء والجرحى في جرمانا بريف دمشق.
ويقدم والداهما اللذان اغتربا منذ خمس عشرة سنة في إحدى الدول الخليجية نموذجاً للأسرة السورية النبيلة والمُحبة للوطن، إذ يحرص الأب مروان أبو سلمان كل عام على قضاء إجازته الصيفية في ربوع سورية.
ويقول أبو سلمان لنشرة «سانا سياحة ومجتمع»: «أصر في كل عام على الحضور إلى سورية ولقاء الأهل والأحبة، فسورية حاضرة دائماً في القلب ولم ننقطع يوماً عن التواصل مع الوطن ومتابعة أخباره من خلال وسائل الإعلام السورية والأهل في الوطن، لذلك إيماننا عميق بالنصر فنحن بلد يحترم الجميع ويدافع عن القضايا
القومية والعربية ونحن على حق والله مع الحق».
وأضاف أبو سلمان: «تشربت حب الوطن والانتماء إليه منذ طفولتي وعائلتي ربتني على خصال حميدة أنقلها إلى أبنائي اليوم وأغرسها في نفوسهم، وأولى ثمرات ذلك كان تعلق أبنائي ببلدهم وإصرارهم على قضاء العطلة في سورية، وهذا العام كان أصرارهما أكبر حيث قاما بجمع مصروفهما لتقديم العون لأهلهما في سورية».
من جهة أخرى، يؤكد الجد سمير قرقوط أن على كل أم وأب الاهتمام بتربية أبنائهم ومراقبة سلوكهم، مشيراً إلى أنه من خلال تواصله مع أحفاده شرح لهم عمل الصندوق ودوره في دعم الجرحى وأسر الشهداء، فرغبوا بالتواصل مع القائمين عليه، وعندما حضروا إلى سورية كان لقاؤهم الأول مع المشرفين على الصندوق للتبرع بما جمعوه من مصروفهم اليومي في المغترب كعربون شكر وامتنان لدماء الجرحى والشهداء التي روت ساحات الوطن.
وأكد قرقوط أن «الأبناء لديهم أفكار خلاقة وعلينا أن نمد لهم يد العون ونساعدهم في تنفيذها لأنها تتسم بالصدق والحب».
الأم رانيا قرقوط قالت نحن ترعرعنا في جرمانا وعشقناها، والاعتداءات الإرهابية التي تتعرض لها هذه المدينة دفعتنا كعائلة إلى التفكير بتقديم العون والمساعدة لأهلنا وأنا سعيدة بمبادرة أبنائي وفخورة بهم.
الطفلان شهد وباسل أكدا أن مبادرتهما لن تتوقف عند هذا الحد وإنما ستتوسع لتضم أطفالاً من الجاليات السورية المنتشرة في دول الاغتراب.