يونكر: نصف مليون لاجئ وصلوا إلى أوروبا العام الحالي

أكدت رئيسة وزراء بولندا إيوا كوباش أن المجلس الأوروبي المعني بالتعامل مع أزمة المهاجرين في أوروبا سينعقد على الأرجح قبل الموعد المقرر، وقالت: «ستبدأ هذه المفاوضات يوم الاثنين عندما يكون الوزراء في بروكسيل وبعد ذلك ستعقد القمة».

وأضافت كوباش: «ستعقد القمة على الأرجح في وقت مبكر عن الموعد الذي أعرفه بعد محادثات مع الزملاء في الاتحاد الأوروبي».

وفي وقت سابق، قالت رئيسة الوزراء البولندية إن بلادها قد تقبل مهاجرين أكثر من الألفين المعلنة لكن بشروط معينة في حين قال الرئيس الجديد لبولندا أندريه دودا إنه ضد أي حصص للمهاجرين.

وفي السياق، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن 500 ألف لاجئ وصلوا إلى أوروبا منذ بداية العام الحالي، داعياً دول الاتحاد الأوروبي إلى استقبال 120 ألف لاجئ إضافي.

وقال يونكر في خطاب حول وضع الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي أمس، إن «حوالى 500 ألف من اللاجئين وصلوا إلى أوروبا منذ بداية العام. وهؤلاء الناس يهربون من الحرب في سوريا وتنظيم داعش في ليبيا والنظام الاستبدادي في أريتريا».

وأوضح أن أكثر من 200 ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان ونحو 150 ألف إلى هنغاريا و120 ألف إلى إيطاليا، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تثير مخاوف البعض، إلا أنه يجب اتخاذ إجراءات حازمة ومنسقة من قبل أعضاء ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وأكد يونكر أن تسوية أزمة اللاجئين يجب أن تكون إحدى أولويات الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «الأهم هو مسألة الإنسانية والكرامة الإنسانية». وأضاف: «يجب ألا ننسى أبداً لماذا منح اللجوء واحترام الحق الأساسي في اللجوء مهم للغاية»، مشيراً إلى أن «الكل في أوروبا في أوقات مختلفة كان لاجئاً».

وأكد رئيس المفوضية الأوروبية أن «ما يحدث في سورية اليوم قد يحدث في أوكرانيا غداً، لذلك يجب ألّا نفرق بين اللاجئين على أساس الدين أو المعتقدات»، مشيراً إلى أن نسبة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي تبلغ فقط 0,11 في المئة من عدد سكانه، بينما يصل عددهم إلى 25 في المئة من عدد السكان في لبنان، داعياً الأوروبيين إلى استضافة المزيد من اللاجئين.

واقترح المسؤول الأوروبي على دول الاتحاد استضافة 120 ألف شخص من اللاجئين يوجدون حالياًَ في اليونان وإيطاليا وهنغاريا. وأضاف: «نحن عززنا وجودنا في البحر الأبيض المتوسط بثلاثة أضعاف وأنقذنا منذ بداية الصيف 120 ألف شخص»، مشيراً إلى أن 41 سفينة و3 مروحيات وطائرتين تشارك في عملية الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط.

وأكد يونكر في خطابه ضرورة شرعنة الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي من خلال تحديد طرق شرعية للهجرة إلى الاتحاد، ودعا إلى «تحقيق الاستقرار» في مجال الهجرة في البلقان.

وقال إنه يجب منح اللاجئين حق العمل منذ اليوم الأول منذ وصولهم إلى الاتحاد، ليتمكنوا من الحصول على مصادر الرزق، داعياً إلى تغيير قوانين الدول الأوروبية. وأضاف: «يجب أن تتحول الهجرة من المشكلة إلى فرصة جديدة للاتحاد الأوروبي، ويجب أن تأتي مواهب إلى أوروبا».

وأكد يونكر أن المفوضية الأوروبية ستخصص مساعدات مالية لتركيا والأردن ولبنان من أجل إقامة اللاجئين، مضيفاً أن المفوضية ترحب بجهود هذه الدول التي منحت مأوى لأكثر من 4 ملايين من السوريين.

واقترح على دول الاتحاد الأوروبي إنشاء صندوق ائتمان بمبلغ 1,8 مليار يورو لتقديم مساعدات إلى دول إفريقيا من أجل تخفيض عدد اللاجئين القادمين من القارة السمراء إلى أوروبا، وأوضح: «نريد من خلال هذا الصندوق توفير استقرار اقتصادي مستديم من أجل معالجة أسباب الهجرة».

من جهة أخرى، أشار يونكر إلى أن المفوضية الأوروبية تعد قائمة «دول آمنة» تحترم فيها حقوق الإنسان من أجل التفرقة بين المهاجرين بسبب تدني الوضع الاقتصادي واللاجئين من الحروب والنزاعات.

وقال إن هذا القائمة ستضم كل دول البلقان المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن هذه الدول لن تبقى مرشحة لدخول الاتحاد في حال خروجها من قائمة «الدول الآمنة».

من جهة أخرى، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن القيم الأوروبية قد تكون مهددة في حال فشل الاتحاد الأوروبي في معالجة قضية اللاجئين.

وقالت ميركل في كلمة ألقاها في البرلمان الألماني أمس: «في حال فشل أوروبا في معالجة قضية اللاجئين فإننا سنفقد ذلك الزخم الحاسم الذي يحرك أوروبا الموحدة. ويدور الحديث عن العلاقة الوثيقة بحقوق الإنسان العامة التي كانت تحدد أوروبا منذ البداية ويجب العمل بها في المستقبل».

ودعت المستشارة الألمانية إلى الاستفادة من خبرة ألمانيا نفسها في استيعاب المهاجرين في الستينات من القرن الماضي، وجعل عملية تكامل اللاجئين في المجتمع الألماني مهمة أولوية، مؤكدة أن ذلك سيزيد الفرص على حساب الأخطار في حال نجاح جهود التكامل.

وبحسب تنبؤات الحكومة الألمانية فإن حوالى 800 ألف من طلاب اللجوء سيصلون إلى البلاد العام الحالي.

من ناحية أخرى، وجهت فرنسا تحذيراً بأن أوروبا إذا استقبلت كل اللاجئين الفارين من الحرب في سورية والعراق فسيكون هذا انتصاراً لتنظيم «داعش» الذي يسيطر على مناطق شاسعة في البلدين العربيين.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على هامش «المؤتمر الدولي لضحايا أعمال العنف الإثني والطائفي في الشرق الأوسط» الذي عقد في باريس: «لو جاء كل هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا أو مناطق أخرى يكون تنظيم الدولة الإسلامية قد انتصر»، مضيفاً أن «هدف هذا المؤتمر هو أن يبقى الشرق الأوسط كما هو منطقة تنوع يوجد فيها مسيحيون وأيزيديون ..الخ».

وجمع مؤتمر باريس مسؤولين من نحو 60 دولة، من بينهم وزراء من العراق والأردن ولبنان وتركيا، لتعزيز تدابير ترمي إلى تيسير عودة اللاجئين، وتشجيع حكومات المنطقة على دمج الأقليات في الحياة السياسية، وضمان عدم إفلات أحد من العقاب في الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة في افتتاح المؤتمر: «هناك حاجة إنسانية ملحة»، مضيفاً «إذا لم نقدم مزيداً من المساعدات للدول التي تستقبل اللاجئين ، وإذا لم نعط مزيداً من المساعدات للأسر الموجودة في مخيمات اللاجئين أو المشردة في دول مجاورة، فحينئذ ستكون هناك ليس مآس فقط… ولكن سيحدث أيضاً مثل هذا النزوح الجماعي».

إلى ذلك، دعا البيت الأبيض جميع بلدان العالم، بما في ذلك دول الخليج العربية، إلى تكثيف جهودها للمساعدة في مواجهة الأزمة الناتجة من وصول آلاف اللاجئين الفارين إلى أوروبا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست: «نود أن تلقي جميع دول العالم، بما في ذلك دول الخليج، نظرة على ما فعلته حتى الآن لمساعدة اللاجئين والبحث عن الطرق التي يمكن من خلالها أن توسع نطاق المساعدة التي قدمتها سابقاً».

وأضاف آرنست أن البيت الأبيض يبحث من جديد خطوات يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة لمساعدة أوروبا في التعامل مع أزمة اللاجئين، لكنه اعترف أن مثل هذا القرار يحتاج على الأرجح للحصول على موافقة الكونغرس.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض بعد نحو أسبوع على تصريح صدر عن واشنطن أكدت فيه أنه ليست لديها خطط لإجراء أية تغييرات في سياستها بشأن الهجرة لأجل استقبال لاجئين من الشرق الأوسط.

وتتعرض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى انتقادات من المدافعين عن حقوق اللاجئين لعدم بذلها ما يكفي للتعامل مع الأزمة الناجمة عن اللاجئين الفارين من مناطق العنف في سورية والعراق ودول أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى