«مغامرة السينمائيّ الصغير»… مشروع مشترك بين المخرج المهنّد كلثوم ومشروع «مسار»

شذى حمّود ـ سمير طحّان

يعيش نحو عشرين طفلاً وطفلة من محبّي الفن السابع، مغامرة فريدة من نوعها عبر مشروع «مغامرة السينمائيّ الصغير»، الهادف إلى تعليم الأطفال الموهوبين من سن 11 إلى 14 سنة، أصول هذا الفن الساحر وقواعده، تحت إشراف المخرج المهنّد كلثوم، وذلك في مقر مشروع «مسار» التابع للأمانة العامة السورية للتنمية.

ويعدّ المشروع الذي يضم أطفالاً من مختلف مدارس دمشق، فرصة ليطّلع الأطفال على عدّة مجالات سينمائية منها الإخراج والتمثيل والتصوير والمونتاج، لتُكتشَف المواهب الحقيقية التي يمكن أن تكون نجوم المستقبل في فن السينما.

وعن مشروع «مغامرة السينمائيّ الصغير» قال كلثوم: الهدف من هذا المشروع الذي يقدّمه مشروع مركز «مسار»، أحد مشاريع الامانة السورية للتنمية، تعليم اليافعين ماهية السينما ونقل الفكر السينمائي إلى كل طفل مشارك في الدورة. مبيّناً أن المشروع يعدّ التجربة السينمائية الأولى في سورية الموجّهة إلى الطفل، إذ يقوم الطفل بكتابة سيناريو ويمثّل ويصوّر بنفسه.

وأشار المخرج الشاب إلى أن المشروع شهد إقبالاً كبيراً من الأطفال، واختير عشرون طفلاً وطفلة ممن يملكون مواهب تمكّنهم من الاستفادة من هذا المشروع الذي بدأ منذ بداية أيلول الحالي، فتعلّم المشاركون كيفية صنع فيلم سينمائي وكتابة سيناريو والتعامل مع الكاميرا. موضحاً أن المشروع في مراحله الأخيرة.

وتتضمّن الدورة حصصاً دراسية تشمل الرسم والتمثيل والتعامل مع الكاميرا والرقص وكيفية كتابة سيناريو وإخراج فيلم سينمائيّ بكاميرات احترافية، مع تقنيات الإضاءة الاحترافية من أجل تعليم المشاركين صنع فيلم خاص بهم عن طريق كاميرا الجوّال. وكيفية توثيقهم اللحظات التي يريدون الاحتفاظ بها، وأن يكونوا قادرين على صنع أي فكرة تخطر على بالهم من المحيط القريب منهم، إذا ما توفّرت الكاميرا لديهم.

وأوضح كلثوم أنّ هذا المشروع نواة لبناء جيل سينمائيّ قادر على تطوير موهبته وتحقيقها بالعمل والتجريب. مبيّناً أنّ هذه السنّ تعدّ العمر المناسب للموهبة السينمائية لبناء خبرة الطفل وثقافته البصرية حتى يستطيع إكمال دراسته في المرحلتين الثانوية والجامعية، وتطوير هذه الموهبة وصقلها.

وتضمّ «المغامرة» في طاقمها مختصّاً في كلّ مجال من تلك المجالات، لتقديم خبرته للمشاركين ومساعدتهم في تنمية موهبتهم. ففي كتابة السيناريو، سامر محمد اسماعيل، والتصوير والإضاءة صفوان الشاعر، وفي مادة الرقص أيهم مؤمنة، وفي مادة الفوتوغراف بسام البدر.

ورأى كلثوم أن ما نعيشه الآن يحتاج إلى جيل من المخرجين وكتّاب السيناريو والمصوّرين من أجل توثيق الواقع وإيصاله. لتكون انطلاقة جديدة لجيل جديد وثقافة سينمائية في كلّ بيت ومدرسة. لافتاً إلى ضرورة تفعيل السينما في المدارس، لا سيما أن الجيل الحالي بصريّ، ويفضّل المشاهدة لفهم الفكرة والمعلومة.

وقال كلثوم: في نهاية الدورة التي تمتدّ لخمسة عشر يوماً، سيقدَّم مشروع تخرّج وستُوزّع الشهادات إلى جانب عرض فليمين. الأول تسجيلي والثاني روائي هو نتيجة جهد المشاركين خلال المغامرة من تأليفهم وإخراجهم وتمثيلهم وتصويرهم، إضافة إلى فيلم يعرض فيه انطلاق الدورة ومراحلها. مبيّناً أن الطاقم اقتصر دوره أثناء التنفيذ على تقديم بعض الملاحظات البسيطة.

وعن رأيه بالمشاركين في هذه الدورة، أوضح صاحب فكرة مشروع «مغامرة السينمائي الصغير» أنّ لديهم مخزون ثقافي كبير، إذ ينبئ هذا الجيل بوجود شباب مثقّف في المستقبل، يكون قادراً على المشاركة في بناء سورية الحديثة في كلّ المجالات.

بدروه، أشار أيهم مؤمنة مدرّب الرقص في مشروع «مغامرة السينمائيّ الصغير» إلى أهمية الفكرة المتمثلة في المساهمة بإيجاد جيل سينمائيّ جديد في المستقبل. موضحاً أنّ بعض المشاركين يواظبون على دروس تعلّم الرقص.

أما المشاركة جوليا الأخرس من الصف الثامن، فأكدت أن حبّها للسينما دفعها إلى المشاركة في هذه المبادرة من أجل اكتساب معرفة أكثر بالسينما، ولتنمية موهبتها في مجال الرقص.

أحمد نجار من الصف السابع، قال إنه شارك في الدورة من أجل تطوير موهبته في مجال التمثيل، ومن أجل معرفة مبادئ التمثيل الأساسية لأنه يحبه كثيراً.

كريستين جروس من الصف السابع، شاركت في هذه الدورة من أجل زيادة معرفتها في فنّ الإخراج السينمائي. وقالت: أحبّ السينما كثيراً، وأردت أن أشارك في هذه المغامرة لأنها فرصة حقيقية لي كي أتعرف على هذا الفنّ الجميل، لا سيما أن هذه الدورة بإدارة المخرج السينمائي المهنّد كلثوم، وأنا معجبة بأفلامه وإبداعه.

يشار أن المهنّد كلثوم مخرج سينمائيّ من مواليد دمشق عام 1982 حصل على شهادتَي بكالوريوس وماجستير في فنون الإخراج التلفزيوني والسينمائي من أكاديمية «خاركوف» الأوكرانية. قدّم عدداً من الأفلام القصيرة في أوكرانيا وحصل على جائزة. إضافة إلى فيلمه «توتر عالي» الذي حصد عدّة جوائز عربية.

يذكر أن مشروع «مسار»، رحلة حياة انطلقت قبل أربع سنوات كمشروع وطنيّ غير ربحيّ، وهو أحد أبرز مشاريع الأمانة السورية للتنمية. هدفه تنمية سورية والاستثمار في أطفالها وشبابها. وله عدّة برامج وهي الجولات الوطنية ومراكز استكشاف في دمشق وكلّ المحافظات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى