صباحات

قال الصباح: الحلّ القادم في سورية أساسه انتخابات. وكلّ أعداء سورية يحدّدون نصيبهم من الناخبين عبر كوتا المهاجرين الذين سيستقبلونهم، ومكان المجازر التي سيرتكبونها ونوعها لملء الفراغات بأسماء المهاجرين الذين يجب أن يزرع الخوف والحقد بينهم ليهاجروا وينتخبوا ضدّ وطنهم وفاءً لمن آواهم. فاننتبهوا من صباح تصحون فيه على متن قارب بدلاً من الوطن، وتنتخبون العتمة بدلاً من الصباح.

قال الصباح: الصباح يعلم درجة الألم والمرارة التي تدفع إلى الهجرة، ولا يقول إن المتمسكين بأرضهم على رغم القهر والقلق خير من المغتربين عنها. لكنه يميّز بين المغتربين أصنافاً بين الذين هم أصلاً مغتربون ولا يبخلون على الوطن بكل دعم. والذين صاروا خناجر في ظهر وطنهم، وبين الذين رحلوا في الأزمات لكن بين أيديهم ما يكفي لتكون هجرتهم شرعية ومشروعة، وبين الذين يرمون أنفسهم في مخاطرة يبيعون ماضيهم وحاضرهم لتأمين أكلافها الباهظة وهم فقراء، ويخوضونها بين الحياة والموت ولا أمل لهم ولا ثقة ببلوغ شاطئ آمن… لهؤلاء الضحايا يحزن الصباح ويراهم مقامرين أو أغبياء أو ضحايا بسطاء للمتاجرات الرخيصة كتجارة المخدّرات. نفهم ضحاياها ولا نعذرهم… كلام قد لا يبدو إنسانياً لكنه كلام الصباح لأن في الوطن بدائل كثيرة للمقامرات المجنونة، أقلّ عذاباً وكلفة لكن لا وهم فيها ولا خلاص سريعاً كنشوة المخدّرات… للصباح الحزين على المهاجرين الضحايا يقول الصباح… حتى موتكم تحوّل إلى تجارة ضدّ الوطن. والذين سيمولون رحلاتكم من شيوخ الخليج يرون فيكم وباءً لا يُدخِلونه إلى بلادهم… بوركت القلوب العامرة بحبّ أوطانها تخوض معها وفيها بثقة طريق الجلجلة حتى النصر!

قال الصباح: بعض الكلمات نشتهيها كالياسمين، إن تنشقناها تكون كالعنبر، وإن أطلقناها تصير ورداً أحمر، وإن بقيت في الحلق فقطعة سكر. وبعض الكلمات تشبه هذا الغبار، إن قلناها تسبّب الاحتناق، وإن ابتلعناها تسبّب الإرهاق، فتبقى في الحلق مُرّة المذاق. فليكن اختيار الكلام في الصباح بعض من الحبّ ومن السماح. فالحياة فنّ صنع الابتسامة وصنع الأفراح… وإلّا فليكن في الجدّ موقف والموقف سلاح.

قال الصباح: في حياتنا قلّة يدخلون ولا باب لخروجهم. لأنهم يصيرون أحبةً نخترع لهم الصفات لنقفل عليهم أبواب قلوبنا. وقلة يدخلون مرّة ويخرجون للأبد. وكثيرون يمضون العمر على الأبواب، والقلّة التي في القلب لا نحسب معها الوقت أو المصالح لو أقامت لها أحياناً حساباً، ونعرف أنها قلّة تشبهنا، ومرّات كثيرة تبادلنا بالمثل، فتتحمل أوجاعنا مثلما تحملنا، وإلا صارت الحياة عقاباً فنشتري وإياهم لمساحة اللقاء أسباباً… ونستبدل الأسماء ونسمّي أحياناً النقاش عتاباً وأحياناً نفتقد صراخهم أو غضبهم أو احتياراتهم واختياراتهم فنخترع للحديث أبواباً، ولهؤلاء كان الصباح.

قال الصباح: لا يمكنك اتخاذ أكثر من وطن. والوطن لا يلبي دفتر شروط… المهاجرون يختارون بلداً بدفاتر شروطهم ويسمّونه وطناً ثانياً ويمنحونه ولاءهم وخير عطائهم وكثيراً من مشاعرهم. ويحتفظون للوطن الأول بالحنين والشيخوخة ويقولون إنها الحياة… وفي المحصّلة، الوطن مسؤول، وفي حالة موازية يكون الوطن كالجسد لا نغادره إلا في موتنا، ونسعى لتكون الحياة معه الأمثل، لأنه بعيوننا الأحلى… تلك خيارات يراها ويعرفها كلّ صباح… يعذر الصباح الذين هاجروا قبل وعيهم معنى الوطن، والذين حاولوا التعويض بتأكيد انتمائهم لوعيهم كلّ صباح… أما النازحون الذين يهربون من الحرب فمعذورون بشرط عدم الانتحار وتفضيل النزوح داخل الوطن على الوقوع فريسة للعصابات واللصوص.

قال الصباح: قولوا لواشنطن أنّ سمير القنطار صباح كامل… «وشو جاب الأوقية للقنطار»!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى