المرصد

هنادي عيسى

فاز الفنان القدير هاني شاكر قبل شهر تقريباً، بمنصب نقيب الموسيقيين في مصر، وهو صاحب التاريخ الفنّي العريق، والذي قدّم أجمل الأعمال الغنائية العاطفية والوطنية والإنسانية، لعلّ آخرها أغنية عن الطفل السوري إيلان الكردي الذي غرق في بحر تركيا، ولفظته الأمواج إلى شاطئ مدينة بودروم. وهذه الأغنية حملت عنوان «فين الضمير؟»، وفيها يناشد شاكر ضمائر الناس. وقد لاقت هذه الأغنية رواجاً فور صدورها على موقع «يوتيوب» لما فيها من معانٍ إنسانية.

لكن ثمة حالة من الارتباك أثارها هاني شاكر قبل أسبوع، عندما أصدر قراراً يفرض فيه على المطربين التزام الحشمة في ملابسهم أثناء غنائهم على خشبة المسرح. وقد أحدث هذا القرار بلبلة في الوسطين الفني والإعلامي. إذ إنّ مؤيّديه لا تتعدّى نسبتهم عشرين في المئة، بينما وصل الانتقاد بمعارضي القرار إلى حدّ السخرية. فقال الملحّن حلمي بكر: «يعني لما هيفاء وهبي هتغني بوس الواوا هتلبس إيه». كما كتب بعض الإعلاميين أنّ الشباب المصري يحضر حفلات ميريام فارس ومايا دياب وهيفاء وهبي ودوللي شاهين على شواطئ البحر في مصر، بهدف رؤية ملابسهن المثيرة، لأنّهن لسن من ذوات الأصوات القديرة، إنّما من ذوات القوام الجميل.

أمام هذا اللغط، كان لا بدّ من الاتصال بصاحب أغنية «أصاحب مين» لاستبيان خلفية قراره الذي بدا ضبابياً، خصوصاً أنه لا يستطيع مثلاً أن يفرض الاحتشام على فنانات عالميات أمثال بيونسيه أو شاكيرا أو ريهانا، لا سيما أنّ أمثالهن يقدّمن استعراضات على المسرح وهنّ مرتديات المايوه المزركش. فكيف يمكن منعهنّ من ذلك في حال أتين إلى مصر لتقديم حفلة؟

يقول شاكر لـ«البناء»: «القرار الذي أصدرناه يلزم فقط أعضاء نقابة الموسيقيين في مصر. أما النجمات العربيات فهنّ منتسبات ويحصلن على تصريحات لإقامة الحفلات، ونحن لم نقصدهن، وهدف النقابة منع المعتديات والمعتدين على الغناء من تقديم فنّ إيحائيّ على خشبة المسرح، مثل برديس التي حُكم عليها بالسجن ستة أشهر نتيجة تقديمها أغنيات مبتذلة مثل سيب إيدي، وأمثالها. أما المطربات اللواتي يقدّمن الفن الاستعراضي أو الراقي، فلكل مقام مقال. ولا نريد أن تضيع البوصلة ويصبح الغناء عملَ من لا عمل له».

هل أخطأ هاني شاكر بقراره؟ هذا المقبل من الأيام قد تتّضح الصورة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى