الرجل الذي أدخل كرة القدم إلى البرازيل
إذا نظرت إلى قبر تشارلز ميلر الموجود في ركن في إحدى مقابر مدينة ساو باولو البرازيلية، فربما لا تفكر أن هذا الرجل كان له تأثير هائل على حياة مئات الملايين في هذه البلاد. ويعود الفضل إلى ميلر في إدخال كرة القدم إلى البرازيل التي أصبحت الوطن الروحي لكرة القدم والدولة الوحيدة التي تفوز بكأس العالم خمس مرات.
لكن قبره يختفي وراء بوابة مغلقة دون وجود أي إشارة تفيد بوجود قبر واحد من أعظم أبناء البرازيل في المكان. ويقول المسؤول عن المقبرة كلاوديمير سواريز: «قليلون يعرفون أنه دفن هنا… عندما يرون قبره يتأثرون لرؤية رجل عظيم مثل ميلر». وأضاف سواريز: «البعض يتعرف على الاسم فقط بسبب وجود ميدان بهذا الاسم، وهم لا يعرفون من يكون ونضطر إلى الشرح لهم».
وكان ميلر ولد في البرازيل لأب اسكتلندي وأم برازيلية، إلا أنه تلقى تعليمه في إنكلترا أواخر القرن التاسع عشر وعاد إلى ميناء سانتوس البرازيلي في 1894.
وأحضر ميلر معه كرة ومنفاخاً وأحذية للعب كرة القدم إلى جانب كتاب يتضمن قواعد اللعبة. وسرعان ما بدأ الرجل في تنظيم مباريات لكرة القدم، وفي غضون عشر سنوات نظم أول بطولة للدوري في البرازيل.
وخصصت المباريات الأولى للوافدين إلا أن البرازيليين سرعان ما أحبوا اللعبة، وبحلول العقد الثاني من القرن العشرين كانوا يخوضون مباريات دولية في مواجهة الأرجنتين كما شاركوا في أول بطولة لكأس العالم في 1930.
واليوم أصبحت البرازيل أول دولة تحرز اللقب العالمي خمس مرات، كما أنها بلد الجوهرة السوداء بيليه الذي يعتبره كثيرون أفضل ما أنجبت ملاعب اللعبة الشعبية طوال تاريخها، إلى جانب الاستاد الأشهر حول العالم وهو استاد ماراكانا الذي يختتم كأس العالم بنسخته الحالية على أرضه، إضافة إلى إنجابها أفضل منتخب وهو الذي توج باللقب العالمي في 1970.