لافروف: تطبيق اتفاق مينسك شرط أساسي يجب الالتزام به

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وزراء خارجية «رباعية النورماندي» راضون بشكل عام التقيد بنظام وقف إطلاق النار في أوكرانيا بغض النظر عن بعض الخروقات.

وقال لافروف عقب انتهاء الاجتماع الوزاري للرباعية في برلين حول تسوية الأزمة الأوكرانية: «تقييمنا إيجابي لوقف إطلاق النار بعد بحثنا تسوية الأزمة الأوكرانية، وننظر بإيجابية إلى محادثات اليوم امتدت ثلاث ساعات ، وتطبيق اتفاق مينسك شرط أساسي يجب الالتزام به».

وأضاف: «أكدنا ضرورة سحب الأسلحة الثقيلة»، مشيراً إلى أن وزراء خارجية النورماندي أكدوا كذلك ضرورة إقامة حوار مباشر بين دونيتسك ولوغانسك من جهة وكييف من جهة أخرى.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن وزراء الرباعية أحرزوا تقدماً خلال محادثات مسألة التسوية السياسية داخل أوكرانيا.

وقال فالتر شتاينماير عقب الاجتماع: «الجزء الأكبر اليوم في المحادثات خصص لبحث مسائل التسوية السياسية، وأستطيع أن أقول لكم هنا أننا أحرزنا تقدماً بشكل ملموس إلى الأمام. واتفقت كل الأطراف، وهذا مهم، على الخطة الزمنية وشكل عمل مجموعة العملية السياسية المتفرعة عن مجموعة الاتصال »، مشيراً إلى أن ذلك يعني أن الشروط والخلفيات لإجراء انتخابات محلية في أوكرانيا يجب أن تتضح في الأسابيع القريبة المقبلة.

وذكر الوزير الألماني أن وزراء رباعية النورماندي اتفقوا على البدء من دون تأجيل في حل المشاكل الإنسانية جنوب شرقي أوكرانيا، حيث لا يجب تأجيلها لقرب بداية فصل الشتاء، مؤكداً في هذا السياق ضرورة حل المسائل البيروقراطية التي تعيق وصول ممثلي المنظمات الإنسانية إلى المنطقة.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين استعداد كييف للحوار مع ممثلين شرعيين عن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، معرباً عن استعداد الوزراء لإجراء لقاء في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان وزراء خارجية مجموعة «رباعية النورماندي» قد بدؤوا في فيلا «بورزيغ» بالعاصمة الألمانية برلين اجتماعاً لبحث قضايا تسوية الأزمة الأوكرانية.

وقبل بدء أعمال الاجتماع أجرى الوزير الروسي لقائين تشاوريين منفردين مع نظيريه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس.

وقال وزير الخارجية الألماني قبيل بدء الاجتماع إن «المشاركين في عملية التسوية الأوكرانية استطاعوا بلوغ استئناف العلاقات الاقتصادية بين دونباس وكييف في بعض القطاعات، على الأقل استئناف خطي سكك حديدة. ويدور الحديث كما هو واضح عن استئناف جزئي لتوريد الماء والطاقة».

وأضاف أن «ما يخص تأمين سكان شرق أوكرانيا ودونباس بالعملة الأوكرانية، فقد توصلنا إلى اتفاقي مبدئي بعد في هذا الموضوع»، مشيراً إلى أن المشاركين توصلوا كذلك إلى تقدم غير كبير في حل المسائل الإنسانية شرق أوكرانيا بما فيها وصول «الصليب الأحمر» إلى العسكريين المأسورين لدى قوات الدفاع الشعبي.

كما لفت إلى أن المشاركين في الاجتماع ينوون التركيز في بحث الموضوعات السياسية والعوائق التي واجهتها مجموعة الاتصال حول أوكرانيا وحالت دون حصول تقدم خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، المتعلقة بقضايا إجراء انتخابات محلية والإصلاح الدستوري في أوكرانيا.

وحث الوزير الألماني طرفي النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا على الاتفاق على سحب جميع الأسلحة، الثقيلة منها والخفيفة من خط التماس بينهما.

وفي وقت سابق أفاد مصدر في الوفد الروسي بأن وزراء خارجية الرباعية سيولون في اجتماعهم اهتماماً خاصاً بتطبيق البنود السياسية في اتفاقات مينسك، «وبخاصة الانتخابات والوضع الخاص لدونباس ، والتغييرات في الدستور، ومشاكل العفو، وتبادل الأسرى، وكل ما هو ضروري لخلق ظروف حقيقية لتنفيذ جميع البنود السياسية لاتفاقات مينسك».

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت أنه لا يوجد بديل لاتفاقات مينسك، مشيراً إلى أن مصير دونباس لا تحدده روسيا.

وقال بوتين: «في ما يخص تنفيذ اتفاقات مينسك لا يوجد أي بديل برأيي لها. والأهم مما يجب فعله، هو إقامة اتصال مباشر بين سلطات كييف وسلطات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك لتنفيذ اتفاقات مينسك»، مذكراً بأن الاتفاقات تشمل إجراء تغييرات في الدستور واتخاذ قانون حول انتخابات محلية بالتوافق مع دونباس، الأمر الذي لا يحصل بعد، فيما يُعتبر مشكلة محورية.

وأضاف أنه يجب اتخاذ قانون عفو إذ «كيف من الممكن إجراء حوار مع أناس يخضعون للملاحقة الجنائية، ورابعاً، يجب في النهاية بدء العمل بالقانون الذي قد اتخذه الرادا البرلمان الأوكراني حول الوضع الخاص لهذه الأراضي في دونيتسك ولوغانسك . إنها جميعاً بنود جوهرية للتسوية السياسية بالذات».

ولم يستثن بوتين تأجيل تطبيق اتفاقات مينسك، مؤكداً أن الأهم هو تنفيذها، ومنوهاً إلى أنه «من الأفضل السعي إلى ما توصلنا إليه في مينسك». واستطرد قائلاً «الأهم اليوم هو وقف القصف من جانب القوات المسلحة الأوكرانية وما يسمى بالكتائب المتطوعة في الدونباس».

وفي معرض رده تعليقاً على الدعوات الصادرة من دونباس لانضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين إلى الاتحاد الروسي، أعلن بوتين أن هذه أسئلة جدية تخص مصير بشر ولا تحل في الشارع.

وقال: «نحن في القلب والروح مع دونباس، ولكن للأسف، لا تحل هذه المسائل في الشارع. إنها أسئلة جدية تخص مصير كل روسيا والناس الذين يعيشون في دونباس».

في غضون ذلك، حملت جمهورية دونيتسك الشعبية الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مسؤولية المماطلة في تنفيذ اتفاقات مينسك بشأن تسوية النزاع في منطقة دونباس.

وفي تصريح صحافي قال دينيس بوشيلين، رئيس وفد «دونيتسك الشعبية» لدى مجموعة الاتصال حول أوكرانيا، إن «بيترو بوروشينكو لا يملك خطة واضحة لتنفيذ اتفاقات مينسك ويتصرف على نحو عشوائي وغير منطقي». وأشار بوشيلين بهذا الصدد إلى نفي الرئيس الأوكراني ما قاله ممثله ليونيد كوتشما سابقاً عن احتمال تمديد سريان اتفاقات مينسك، «بينما من البديهي أن كوتشما على حق».

ونقلت وكالة دونيتسك للأنباء عن بوشيلين قوله إن التعديلات على الدستور التي تبناها البرلمان الأوكراني غير متفق عليها مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وفق أحد بنود اتفاقات مينسك، وهي بالتالي بحاجة إلى إعادة صياغتها وطرحها أمام البرلمان من جديد، الأمر الذي سيتطلب وقتاً إضافياً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى