مورانو تبحث ملف النازحين مع باسيل ودرباس: نعيش أزمة سياسية وإنسانية هائلة
بحث وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس مع كلّ من المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني والنائبة في البرلمان الفرنسي نادين مورانو، في ملف النازحين السوريين.
وأوضح درباس أنّ لقاءه لازاريني يأتي بعد زيارته عرسال برفقة مندوبة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ميراي جيرار، وأشار إلى أنه «تمّ البحث في إمكانية إقامة مشاريع إنمائية في المنطقة، لا سيما توليد الطاقة النظيفة»، معتبراً أنّ «أوروبا اليوم شعرت بالوجع، إذ بدأت تشعر أنّ اللجوء السوري يشكل عبئاً عليها».
وقال: «طالبنا منذ بداية الأزمة بإطفاء هذا اللهب في سورية إلا أنّ أحداً لم يستجب وللأسف بات من الصعب إطفاؤه. المجتمع الدولي مطالب بإنهاء الحرب السورية بطريقة سلمية لأنها الوسيلة الوحيدة للحدّ من الخطر».
وأوضح أنه أكد «للازاريني أنّ شواطئ لبنان لم تستعمل حتى اليوم للهجرة»، مشدّداً على «ضرورة تقديم الدعم الحقيقي للقوى المسلحة في لبنان وللاقتصاد اللبناني».
وخلال لقائه مورانو، شدّد درباس على «ضرورة وقف الحرب في سورية وتثبيت السوريين في أرضهم»، مشيراً إلى «أنّ عدد النازحين الذي تستقبله البلدان الأوروبية وتوزعه على 20 دولة يساوي عدد اللاجئين الموجودين في عرسال والقرى المجاورة فقط».
واقترح «إقامة استثمارات في المناطق الآمنة في سورية والعمل على إقامة مشاريع واستثمارات في لبنان لخلق فرص عمل للاجئين السوريين تحت سقف القانون اللبناني، إضافة إلى فرص عمل للبنانيين تحييداً للمنافسة غير المشروعة».
وطلب من مورانو «تمويل عملية استيعاب الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن الدخول إلى المدارس».
وكانت مورانو بحثت الموضوع عينه، مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وقالت بعد اللقاء: «نحن نعيش حالياً أزمة سياسية هائلة تؤدي إلى أزمة إنسانية ضخمة، سبق أن عانى منها لبنان الكثير. إنّ الهدف من مجيئي هو لدعم الشعب اللبناني لما يتحمله، وأنّ أوروبا ليس في وسعها أن تكتفي بجواب واحد وهو أن تتولى توزيع المهاجرين، إنما علينا جميعاً أن نتحمل مسؤولية معالجة الأزمة السياسية التي ولدت هذه الأزمة الإنسانية، وعندما يحكى عن توزيع 120 ألف مهاجر في الدول الأوروبية، في حين أنّ في لبنان يتوزع 120 ألف نازح على عدد قليل من القرى اللبنانية، فهذا يدل على أنّ الاجتياح الذي يعيشه لبنان يكاد يمحي حدوده البرية. ونحن نرى أنّ بلدكم يتحمل الأزمة بوجهيها السياسي والإنساني، إذاً فإنّ الدور الأوروبي هو باتخاذ قرارات ومبادرات تعالج الأزمة السياسية، والجواب هو ضعيف جداً حتى جواب فرنسا التي تأخرت كثيراً في اختيار القرار بالتحليق فوق سورية واتخاذ التدابير».
وأضافت: «بالنسبة إلي أقدر أنّ عدونا الأول هو «داعش» وعلينا إبادته، وعلى كلّ القوى الدولية أن تركز على هذا الهدف، ومن ثم يعود للشعب السوري أن يجد سبل الاستقرار لبلده، لأنّ هذا العدو العابر للحدود وينتشر كوباء خطير، إنه التطرف بعينه الذي ليس له ديانة إنما استغلال للدين. إذاً، علينا أن نجند ما نملك من وسائل لمحاربة داعش، واعادة الاستقرار الى لبنان ومساعدته في ظلّ الظروف الضاغطة التي يمر بها، وتقديم مساعدات مالية إضافية للتصدي لهذه الأزمة. وعندما نساعد لبنان نكون بذلك نساعد أوروبا».
موضوع النازحين وتدفق اللاجئين إلى أوروبا، كان أيضاً مدار بحث بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وسفيرة هولندا هيستر سومسن التي قالت بعد اللقاء: «تباحثنا في إمكانية التواصل المباشر بين البلديات في هولندا وبعض البلديات في لبنان، وخصوصاً أنّ لدينا من الخبرات على الصعد الاجتماعية والإنمائية يمكن أن تساعد البلديات في لبنان على هذه الصعد».