صقر: مخطط لافتعال حدث أمني كبير يستدعي تدخلاً دولياً لفرض رئيس للجمهورية
حاورته روزانا رمّال
حذر عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الاجتماعي حسان صقر «من مخطط تسعى إليه جهات خارجية لافتعال حدث أمني كبير يستدعي تدخلاً دولياً لفرض رئيس للجمهورية»، موضحاً «أنّ أميركا اليوم وجدت أنّ الظرف مواتٍ لإنتاج رئيس أقرب إلى طروحاتها، لأنه بعد أشهر أيّ رئيس سيأتي سيكون أكثر بعداً عنها، نتيجة لتغيّرات إقليمية ودولية».
وأشار صقر إلى «أنّ القيّمين على الحراك ارتكبوا أخطاء عدة، منها منع بعض الشخصيات من المشاركة في الحراك»، متسائلاً: «من هم هؤلاء لكي يصنّفوا الناس كفاسدين، ما هو تاريخهم»؟
وأضاف صقر: «لذلك قرّرت قيادة الحزب عدم المشاركة في الحراك كي لا تحصل مشاكل وتتطوّر إلى خلاف وكي لا نتهم بأننا نأتي لنركب الموجة رغم أنّ القضايا المعيشية هي مطلبنا من عشرات السنوات».
وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، أكد صقر أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي «لن يقبل بأن يدفن العميل أنطوان لحد في لبنان»، ودعا الدولة إلى «القيام بواجباتها بتنفيذ القانون ومنع دخول جثته إلى لبنان»، مطالباً الحكومة «بموقف موحّد من هذا الأمر».
وفي الشأن السوري، رأى صقر أنّ «دور المقاومة في سورية، إضافة إلى كونه ساهم في بقاء الدولة في سورية، هو حماية للبنان وضمانة لاستقراره»، مشدّداً على أنّ رئيس «القوات» سمير جعجع «لن يقنعنا بأنه يستطيع وقف تمدّد داعش إلى لبنان، وادّعاؤه بذلك حجة يستعملها لإلغاء دور المقاومة في حفظ الدولة السورية». واتّهم فريق 14 آذار بأنه «شريك رئيسي في الحرب على سورية».
وشدّد على أنّ دور الجيش السوري «يمتدّ على كلّ الأراضي السورية، بمساندة من لجان الدفاع الشعبية وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يعتبر قوة مساندة للجيش السوري وليس بديلاً عنه».
وتطرّق صقر إلى أزمة اللاجئين، ورأى «أنّ الغرب والعالم العربي والأتراك يقومون بحملة لشيطنة الدولة السورية وإخراجها من موقعها الطبيعي الداعم للمقاومة والإظهار للمجتمع الدولي أنّ الدولة السورية عاجزة عن حماية مواطنيها وهي في حاجة إلى مساعدة دولية لحلّ أمورها الداخلية، لاستعمال ذلك كورقة لفرض شروط على سورية وحلفائها».
وإذ توقع صقر تغييرات في موقف الدول الغربية في موضوع مواجهة الإرهاب، استبعد تشكيل ائتلاف عالمي جديد لمكافحته. وقال: «لو أرادت أميركا ذلك لكانت نسّقت مع الجيش السوري ودعمته بالسلاح وأوقفت دعم وتمويل الإرهاب وضغطت على تركيا لوقف دعمها للتنظيمات الإرهابية».
وإذ لفت إلى أنّ أوروبا «تخطت الأمم المتحدة في موافقتها على الاتفاق النووي الإيراني»، جزم صقر بأنّ «الأمور ذاهبة باتجاه توقيع الاتفاق في الكونغرس»، معرباً عن اعتقاده بأنّ «أوروبا ستتعاطى مع إيران بموقفها من سورية الرافض للإرهاب وبخلفية مصالح إيران، وسيتراجع موقف أوروبا السلبي من سورية ليتحوّل تدريجياً إلى موقف أكثر توازناً».
وفي ما يلي نصّ الحوار كاملاً:
هل كان تحريك ملف اللاجئين السوريين إلى أوروبا متعمّداً في هذا الوقت، وما هو الهدف؟
نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ اليوم الأول للأحداث في سورية دعينا إلى ألا ينطلق أي حراك من المساجد أو الكنائس بل من الجامعات، واعتبرنا أنّ ما يسمى الربيع العربي يفتقد إلى البوصلة،فهو يرفع شعارات ولا يقدم مشروعاً، وقد ثبت مع مرور الأيام أنّ الحراك في سورية جاء ليحاسب سورية على حسناتها وليس على سيئاتها. نحن من المنادين بأن تتحول الدولة في سورية إلى دولة أكثر مدنية وديمقراطية والرئيس بشار الأسد نادى بالإصلاحات وجاء الحراك لإسقاط أهم نقطتين إيجابيتين في الدولة السورية، الأولى موقفها الداعم للحقّ الفلسطيني وللمقاومة في لبنان وفلسطين لتحرير الأرض وجاءت الأحداث لإخراج سورية من موقعها في الصراع. والثانية إسقاط فكرة الدولة المدنية لصالح الدول الطائفية، على غرار ما حصل في مصر وليبيا. الغرب والعالم العربي والأتراك يقومون بحملة لشيطنة الدولة لسورية وإخراجها من موقعها الطبيعي الداعم للمقاومة، وقد برز ملف اللاجئين السوريين لمحاربة الدولة السورية وتضخيم أعداد اللاجئين في لبنان وتركيا لتستعمل لعدة أهداف أهمها القول إنّ الدولة السورية لم تعد قادرة على خدمة المواطنين وعاجزة وشبه منهارة وأهلها مشردون ويلجأون إلى لدول المجاورة لطلب الأمن، وهناك محاولات من دول غربية لإعاقة الحلحلة في ملف اللاجئين، وتحريك هذا الملف اليوم ليس بريئاً. ونحن نسأل: لماذا تمّ تسليط الضوء عليه بهذا الشكل وهو ملف سابق؟ إنّ الهدف من إبرازه هو القول للمجتمع الدولي إنّ الدولة السورية عاجزة عن حماية مواطنيها وهي في حاجة إلى مساعدة دولية لحلّ أمورها الداخلية. تركيا يهمّها في الأمر إنشاء حزام أو منطقة عازلة، كمقدمة لضمّ مزيد من أراضي سورية، أما ألمانيا فهي في حاجة إلى عمالة بكلفة منخفضة وتعمل لجلب عدد كبير من اللاجئين، وهذا التضخيم الإعلامي يُستخدم ضدّ الدولة السورية.
هل ترون أنّ أزمة اللاجئين مؤامرة تركية على ألمانيا وأوروبا؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلعب سياسة «الروليت»، أي الورقة الأخيرة، ووضعه في الانتخابات النيابية غير جيد ويعوّل على ضرب حزب العمال الكردي لإخراجه من سباق الانتخابات ليربحها هو، لكن لا أعتقد أنّ ألمانيا عاجزة عن حماية حدودها لتضغط على أردوغان، لكنّها تستغل هذا الواقع وهناك انقسام داخلي فيها حول قبول النازحين، وسياسة ألمانيا هي سياسة غالبية الأنظمة الحاكمة في أوروبا التي يهمّها إنقاذ وضعها الاقتصادي واستفادة الشركات الكبرى ولها مصلحة في قبول اللاجئين لتخفيق كلفة الإنتاج، ولو أنّ ألمانيا لا تريد استقبال اللاجئين لأقفلت حدودها. عندما فشلوا في إسقاط الدولة السورية حاولوا وضع غطاء دولي سياسي فوق سورية بعد فشل الحظر الجوي، فحاولوا إيهامنا بأنّ عدد اللاجئين فاق نصف سكان سورية، لاستعمال ذلك كورقة لفرض شروط على سورية وحلفائها وهذا ما يحصل في لبنان، فالعديد من اللاجئين ينتمون إلى بيئة إرهابية وهذا ما قالته التقارير الغربية وهذا يؤسس لمشكلة لدى الغرب الذي بدأ يتفهم موقفنا من الإرهاب، الحرب اليوم تدور بين الدولة والمؤسسات السورية والداعم لها، وبين المجموعات الإرهابية وداعميها، وقد نرى الكثير من «شارل إيبدو» في أوروبا.
هناك من يقول إنّ أزمة اللاجئين مفتعلة لتسريع الحلّ السياسي في سورية وهذا ما ظهر من خلال تصاريح بعض القادة الأوروبيين؟
تتنامى أطراف سياسية وأحزاب اليمين في أروروبا لدعم الدولة في سورية ضدّ الإرهاب نتيجة واقع على الأرض، الشعب الأوروبي مختلف مع سياسييه حول ما يحدث في سورية والمشرق العربي بشكل عام، وهذا يمكن الاستفادة منه لتسريع الحلّ السياسي في سورية. نسمع لغة مختلفة من السفارات الغربية خلال لقاءاتنا مع السفراء، ونتوقع مزيداً من التغيير. أميركا التي تريد أن تعدّل في مواقفها احياناً كثيرة تستخدم هذه الدول وهذا يمكن أن يكون بداية تغيير في الموقف الأميركي الذي نتج بعد الاتفاق النووي الإيراني. الأيام المقبلة ستحمل تغييرات في موضوع مواجهة الإرهاب لكن لا نتوقع تشكيل ائتلاف عالمي جديد لمكافحته، ولو أرادت أميركا ذلك، ألا يُفترض بها التنسيق مع الجيش السوري ودعمه بالسلاح ووقف دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية والضغط على تركيا لوقف دعمها لهذه التنظيمات وتجفيف منابع الدعم اللوجستية والمالية والعسكرية؟ نحن في طور الاستدارة وليس في الطريق الصحيح للتراجع، ونحن في مرحلة التعاطي الأميركي التكتيكي وليس الاستراتيجي لضرب الإرهاب.
هل يمكن اعتبار خطوة إعادة فتح السفارات بين بريطانيا وإيران قبل أن يسلك الملف النووي المسار القانوني، مؤشراً للانفتاح المبكر على إيران وحلفائها كروسيا؟
الاتفاق النووي الايراني لن يعطل لأنّ إيران سوق استهلاكي كبير وقدراتها الصناعية قوة كبرى وثالث أكبر دولة في العالم بإنتاج الغاز وقدرتها التقنية والعلمية كبيرة. هناك سبق أوروبي باتجاه إيران لدخول عالم النفط والمواد الاستهلاكية والأسلحة والصناعة ولمكافحة الإرهاب أيضاً، لأنّ هذا السباق سيكون حافزاً في هذا الأمر. أوروبا تخطت الأمم المتحدة في موافقتها على الاتفاق النووي والأمور ذاهبة باتجاه توقيعه في الكونغرس، وأوروبا ستتعاطى مع إيران بموقفها من سورية الرافض للإرهاب وبخلفية مصالح إيران، وسيتراجع موقف أوروبا السلبي من سورية ليتحول تدريجياً إلى موقف أكثر توازناً وهذا سيأتي نتيجة للتوافق مع إيران، لكنّ الأمور ستأخذ وقتاً.
الحزب السوري القومي الاجتماعي يشارك في القتال في سورية ولديه شهداء في المعارك وأثبت حضوره الميداني، كيف تقيّم مشاركة الحزب في القتال إلى جانب الجيش السوري وحزب الله؟
العنصر الأساسي في المعارك في سورية هو الدولة السورية والجيش السوري، وأي كلام عن أدوار كبرى غير الجيش السوري فيه شيء من المبالغة. إنّ دور الجيش السوري يمتد على كلّ الأراضي السورية، بمساندة من لجان الدفاع الشعبية وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، ونحن نحاول أن نكون قوة مساندة للجيش السوري وليس أن نحلّ مكان الدولة، بل مشروعنا الدولة ونحن في لبنان عملنا على تقوية الدولة، وما حصل في سورية هو أنّ الجيش السوري كان يُخرج الإرهابيين من منطقة معينة وعندما يخرج منها يعود الإرهابيون إليها، ما شكل استنزافاً له، ومن هنا جاءت فكرة مشاركة اللجان الشعبية وتدريب المواطنين، والأزمة فرضت علينا تدريب عناصر الحزب لتكون قوى رديفة للجيش للدفاع عن المناطق ويستلم إداراتها بعد تحريرها من قبل الجيش، وقد اشتركنا مع الجيش السوري وحزب الله مرات عديدة في تحرير بعض المناطق. وبالنسبة إلى مقاتلي الحزب السوري القومي الاجتماعي فهم من أهالي سورية يدافعون عن مناطقهم ولدينا كادرات للتدريب العسكري والرياضي، ولدينا عدد كبير من المقاتلين لكن يبقى هذا العدد محدوداً أمام حجم المخاطر وحجم تواجد الدولة والجيش السوري.
بحكم خبرتكم في القتال في سورية، ماذا تقولون للذين يدعون حزب الله إلى الانسحاب من سورية؟
إنّ دور المقاومة في سورية، إضافة كونه ساهم في بقاء الدولة في سورية، هو حماية للبنان ولو استطاع تنظيم «داعش» الوصول إلى كلّ حدود لبنان لكان من ينتقد المقاومة اليوم هاجر لبنان. قتال المقاومة في سورية ساهم في بقاء واستقرار لبنان في المرحلة الماضية، ولن يستطيع رئيس «القوات» سمير جعجع أن يقنعنا بأنه يستطيع وقف تمدّد «داعش» إلى لبنان، كما ادّعى في تصريحه الأخير، وما قاله ليس سوى حجة يستعملها لإلغاء دور المقاومة في حفظ الدولة السورية. فريق 14 آذار شريك رئيسي في الحرب على سورية، ولو كان هذا الفريق ضدّ أي تدخل لبناني في سورية لكان منع بعض اللبنانيين الذين خرجوا إلى سورية للقتال ضدّ الدولة السورية من فريق 14 آذار، ومن بيئة تيار المستقبل.
تحدثت معلومات عن أنّ جثة العميل أنطوان لحد ستُدفن في لبنان، كيف تنظرون كحزب مقاوم، إلى هذا الأمر؟
العميل لحد يحمل الجنسية «الإسرائيلية»، وفي الدستور والقانون اللبناني، فإنّ كلّ من يتعامل مع «إسرائيل» هو خائن. فكيف إذا كان يملك الجنسية «الإسرائيلية»، فضلاً عن قتل وتعذيب اللبنانيين؟ بحسب معايير الدولة اللبنانية هو خائن وحتى في فرنسا هناك رفض لدفنه، لأنه مصنّف كمرتكب مجازر جماعية أي مجرم حرب، لذلك مطلوب من الحكومة اتخاذ موقف واضح وصريح رغم وجود تناقضات داخلها، وهناك أطراف سياسية تعتبر نفسها امتداداً لمشروع لحد الذي يمثل لها تاريخاً وذاكرة جماعية. لن نقبل بأن يُدفن العميل لحد في لبنان والدولة يجب أن تقوم بواجباتها بتنفيذ القانون ومنع دخول جثته إلى لبنان.
بين الحراك والحوار، الحزب السوري القومي الاجتماعي على طاولة الحوار، كيف تنظرون إلى الحراك في الشارع؟
نتبنّى مطالب الحراك ونطالب بها منذ ثمانين عاماً، أي منذ تأسيس الحزب، من قانون انتخاب ومحاربة الفساد وتحقيق الدولة الوطنية والمدنية وتعزيز دور المرأة، مطلوب من الدولة أن تجد معالجة لملف النفايات وغيرها من الأزمات ومن غير المقبول أن تتعاطى السلطة بخفة مع هذا الملف وتصل النفايات إلى مداخل الأبنية السكنية، وأركان السلطة يختلفون على الحصص والشركة التي ستأخذ التلزيم وأماكن المطامر. وفي ما يتعلق بالقيمين على الحراك، فقد ارتكب هؤلاء للأسف أخطاء عدة، منها منع بعض الشخصيات من المشاركة في الحراك، كرئيس الحزب الشيوعي خالد حدادة ووزير التربية الياس بو صعب. من هم هؤلاء لكي يصنفوا الناس كفاسدين، وما هو تاريخهم؟ لا يحقّ لمجموعة من الشباب لا نعرف تاريخهم وأفكارهم أن يخوّنوا الناس، صاحب القضية يعمل لكي يستوعب ويضمّ كلّ الناس إلى جانبه ولا يتصرّف بهذه الطريقة. لذلك قرّرنا، كحزب سوري قومي اجتماعي، ألا تشارك قيادة الحزب في الحراك كي لا تحصل مشاكل وتتطور إلى خلاف وكي لا يتهمنا أحد بأننا نأتي لنركب الموجة، لكنّ القضايا المعيشية هي مطلبنا، ومن السذاجة الاعتقاد بأنّ أجهزة المخابرات لا تدخل إلى الحراك، هناك مسعى لإنتاج رئيس جمهورية في لبنان على عجلة، ظاهرة فتح الإسلام أنتجت الرئيس ميشال سليمان، وهناك اليوم من يحضّر لحدث أمني كبير يستدعي تدخلاً دولياً يفرض رئيساً. أميركا اليوم وجدت أنّ الظرف مؤاتٍ لإنتاج رئيس أقرب إلى طروحاتها لأنه بعد أشهر أي رئيس سيأتي سيكون أكثر بعداً عنها، نتيجة لتغيرات إقليمية ودولية، ومع تقدُّم إيران إقليمياً ودولياً، ستحاول واشنطن إنتاج رئيس بأي ثمن، وهذا يتطلب شرارة أمنية تتطور وتوصل إلى إنتاج رئيس وهنا يكمن خوفنا. هناك مطالب محقة، وأزمات حقيقية ومطلوب حلها ويجب تحصين الحراك لكي لا يستغل
لقد أسّس طلب إقفال مطمر الناعمة لمشكلة النفايات، وتيار المستقبل، كونه شريكاً لسوكلين، أقفل مداخل حلّ الأزمة ليستفيد مالياً.