إنريكي يخسر التحدّي مرتين

إنريكي يخسر التحدّي مرتين

محمد رمضان

كما لم يستطع إنريكي الفوز على روما في الأوليمبيكو كلاعب ها هو اليوم لا يستطع الفوز كمدرب، بعد أن انتهى لقاء برشلونة وروما بالتعادل بنتيجة 1-1 .

إن أردت أن تقتل برشلونة أعطه الأطراف وخذ عمق الملعب، عندها تجده يعاني ويعاني كثيراً كما حصل في لقاء أول من أمس. إنريكي على علم بأن اللعب على الأطراف هو الأمر الوحيد المتاح أمام روما وأراد اللعب في ظهر المدافعين لكنه لم يفلح.

وافتقد برشلونة للاعبه داني ألفيش بشكلٍ واضح، فبديله روبيرتو تعيبه بعض الأمور الفنية من جهة وقلّة الخبرة من جهة أخرى، ما أضعف برشلونة بعض الشيء الجهة اليمنى، على المقلب الآخر لم يجازف آلبا في الصعود وترك محمد صلاح وحيداً، ما أدى إلى تضييق الحلول على برشلونة في الأطراف.

على الورق لعب غارسيا بطريقة الـ4-3-3 لكن التنفيذ على أرض الملعب كان مغايراً، فتارةً تتحول خطته إلى الـ4-5-1 ومن بعدها 6-3-1 في الحالات الدفاعية بعودة صلاح وفالكي.

لقطة واحدة لفلورينزي بعد تسديدته في الشوط الثاني كفيلة بإعطائك معنى الغرينتا والروح، وإن أردنا اختيار اللاعب الجوهرة في هذه المباراة لاخترنا فلورينزي صاحب الروح والمرونة والسرعة والذي كان اختياراً ممتازاً من المدرب خلفاً لكل من توريسيدس ومايكون. أما عن اللاعب محمد صلاح فقد تأقلم على الفكر الكروي الإيطالي الذي هو الدفاع وتأمين المنطقة والانقضاض لأخذ هدف من فم الثعبان، لاعب تطوّر بشدة خصوصاً بعد تغيير مفهومه والاقتناع بأن الكرة ليست جرياً فقط، بل هي تكتيك وفكر.

تعلم غارسيا من مباراة البايرن وأعتقد أنه ما زال يدرس في أبجدية المستديرة الساحرة أنه الهجوم جماعياً أمام الفرق الكبيرة غير ممكن، أمثال بايرن والبرشا. وإن كانت النقطة أمام صاحب الثلاثية ليست بالسيئة، فقد استمر في عدم المجازفة للأمام كثيراً بأعداد كبيرة إلا نادراً. يبدو أن غارسيا اختار التشكيل الأمثل والأكثر توازناً واللعب بدفاع متكتل منظم في نصف الملعب والاعتماد في الهجمات على الانطلاقات الفردية لصلاح ودزيكو.

أحسن المدرب صنعاً بالاعتماد على دي روسي إلى جانب الجوهرة كيتا ونايغولان في وسط الميدان مع العلم أن نايغولان قدّم إحدى أسوأ مبارياته هذه السنة بحيث بان عليه التوتر وقلة الدقة في التدخلات والتغطيات، وإن أردنا إعطاء المدرب غارسيا علامة من 10 فستكون بالتأكيد 9.5، 9 للتشكيل و0.5 لأنه لم يبدّل وظلّ على التشكيل نفسه إلى الدقيقة 80.

الخطة الدفاعية نجحت بشكل كبير جداً بحيث وجدنا البرشا يلعب على بعد كبير من منطقة جزاء روما، ولعب روما من دون صناعة لعب، وكان مقتنعاً أنه لا جدوى من تداور الكرة أمام فريق يجيد التحكم بها، لذا لجأ لاعبو روما إلى إيصال الكرة إلى مناطق برشلونة بأقصى وقت ممكن قبل عودة برشلونة وتنظيم الصفوف، لكن إنريكي كان متفهماً لهذا الأمر فاضطر إلى تسليم ماتيو وبيكيه منابة مراقبة دزيكو وعدم ترك المساحات.

العديد ممن شاهد المباراة سوف يعطي انطباعاً على دزيكو بأن لا فائدة له لكن بحسب وجهة نظري، لقد كان معزولاً، لكنه كان يضايق لاعبي الدفاع في التقدم وأيضاً بوسكيتس الذي لم نره يساند لاعبي الوسط الذين كان يعيبهم البطء، بحيث يتداورون الكرة يميناً وشمالاً ولم يعلموا كيف السبيل إلى فك شيفرة صلابة روما.

أين كان ميسي؟! من شاهد المباراة شعر بأن برشلونة افتقد للمسات ميسي لتوغلاته، إذ ترى اللاعب تائهاً بلا حلول، لا مكان للتوغل في دفاعات روما، لا مكان للتسديدات البعيدة، لا مكان للمراوغات، وهنا تدرك أن البرشا هو ميسي وميسي فقط. ولكن نتيجة المباراة العامة لم تكن سيئة لحامل اللقب لأن ظروف المباراة لم تكن لمصلحته بعد إصابة رافيينا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى