شداد ممثلاً فرعون: «السياحة لن تتأخر في دعم هذا المشروع الذي يمثل الصورة الحضارية عن التكامل بين القطاعين العام والخاص»

أطلقت بلدية جبيل ومعهد التخطيط المدني في الجامعة اللبنانية الأميركية و«مؤسسة الصفدي»، مشروع «مسار الأمويين»، برعاية وزير السياحة ميشال فرعون، في قاعة الشمال بمركز الصفدي الثقافي. ويندرج هذا المسار في إطار مشروعهم الاستراتيجي المشترك «بنو أمية» لبناء المسارات الثقافية عبر الحدود في الدول الشريكة الواقعة في حوض البحر المتوسط: إسبانيا، إيطاليا، البرتغال، تونس، مصر، الأردن ولبنان، والممول من الاتحاد الأوروبي. علماً أن هذه الدول كان للخلافة الأموية تأثيراً فاعلاً على تراثها وثقافتها، ومعمارياً أيضاً حيث ظهر ذلك جلياً في معالمها العمرانية، إلا أنها لم يتم إدراجها بشكل كاف في الروزنامة السياحية في تلك البلدان.

حضر الحفل، ربيع شداد ممثلاً وزير السياحة ميشال فرعون، قائمقام بشري ربى شفشق ممثلة محافظ الشمال رمزي نهرا، المدير العام لوزارة الثقافة فيصل طالب، الأمينة العامة للجنة الوطنية للاونيسكو البروفسورة زهيدة درويش، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، رئيس بلدية عنجر كارابيد بابوكيان مع وفد من أعضاء البلدية، المدير العام لمؤسسة الصفدي رياض علم الدين، عن الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور رشيد شمعون ورئيس فرع الهندسة في الجامعة البروفسور الإسباني خوسيه مانويل مادريغال، وعن مؤسسة اليغادو اندلوسي الإسبانية خوان مانويل سيد، نائب رئيس بلدية جبيل أيوب برق، إضافة إلى ممثل نقيب المهندسين في الشمال المهندس حبيب الشامي، ومديري معاهد ومجالس ثقافية في الشمال فاعليات بلدية واجتماعية وثقافية.

تحدث علم الدين، فقال: «إننا في المؤسسة، نضع نصب أعيننا رفع مستوى الوعي على فهم وتقدير العالم العربي ونشر الثقافة العربية، وتأمين التواصل بين الأفراد من مختلف الثقافات، والتأكيد أيضاً على مفهوم الإنسانية والمشاركة وتفاعل الحضارات».

وعن مشروع «مسار الأمويين» الهادف إلى تعزيز التراث الثقافي في دول حوض المتوسط، قال: «لقد قطع المشروع أشواطاً عدة، إذ انتهينا من مرحلة تجميع المعلومات وتحديد المسارات، لننكب بعدها إلى إعداد وتنظيم ورش العمل وتبادل الخبرات وتدريب المرشدين السياحيين، ليصار في نهاية المشروع إلى تجهيز المتحف الأموي في لبنان».

وأضاف: «إن طرابلس، تمتلك أهم مقومات السياحة من غنى في التاريخ والإبداعات التي ميزت أبناءها، ناهيك عن تقاليدها العريقة، بما يؤهلها لتكون مدينة للسياحة الثقافية، إذا ما أولاها المعنيون الاهتمام اللازم، سواء من خلال حماية آثارها وصيانتها وتأهيلها لاستقطاب السياح، وضمان أمنها الدائم، وإعادة وضعها على الخريطة السياحية».

الغزال

ثم تحدث الغزال وقال: «نحن مقصرون جداً. فنحن نعني مسار البشر بالتوازي مع مسار الحجر، فقد سعى أجدادنا لذلك. فهل نحن على قدر ومستوى المسؤولية في هذا التواصل الإنساني بين الشعوب؟».

وأضاف: «هذا المسار يفتح باباً مشرعاً للتواصل مع أبناء الوطن على قاعدة الثقافة والحضارة المشتركة والمصير المشترك. فكل هذه المناطق تمر في طرابلس وطرابلس تسري في دماء أبناء مناطق المسار».

وإذ عبر عن فخره بأن «تتلقى طرابلس الكثير من المشاريع التنموية، التي تساهم في نهضتها»، توجه بالشكر إلى الاتحاد الأوروبي وأمل «أن تكون المدينة مدينة سياحة وثقافة وتنمية بشرية وحضارية».

برق

أما نائب رئيس بلدية جبيل فشدد على أهمية موقع لبنان الاستراتيجي، «كونه على البحر الأبيض المتوسط، وبالوسط بين لواء الإسكندرون والعريش، أي أنه بوابة كبيرة إلى الشرق العربي الداخلي»، آملاً «أن تتم الاستفادة من مقدراته على أكمل وجه».

وتحدث عن «غنى جبيل بالحضارات المتعددة»، لافتاً إلى أن «البلدية تسعى بمساعدة مديرية الآثار وبتمويل دولي للحفاظ على ثروتها التاريخية». وقال: «على رغم أن جبيل لا تضم حضارة أموية، إلا أننا انطلاقاً من أهميتها التاريخية، نرغب في أن تضم متاحف لكل الشعوب التي مرت على لبنان ومن ضمنها الأمويون».

شداد

ثم ألقى شداد كلمة وزير السياحة، فاستهلها بالتنويه «بالأهمية التاريخية والثقافية والحضارية للبنان، وتراثه الكبير طبيعة وتاريخاً وعادات وتقاليد متنوعة، وغناه الكبير بتراثه الثقافي». وقال: «لعل أبرز منتج سياحي متكامل تدعمه وزارة السياحة هو المنتج السياحي الثقافي، وهي تنظر بعين الحرص والأمل إلى هذا المنتج وتستثمر فيه إمكانيات ليست بقليلة».

وأكد العمل على «وضع إطار منهجي لدعم هذا المنتج وجعله تجربة متكاملة بما يتماشى مع مفهوم السياحة الجديد From place to experience».

وعن مشروع «بنو أمية»، قال: «سيكون حجر زاوية للمنتج السياحي المتكامل الذي تحدثت عنه، فهو يشمل تدريب القائمين عليه ودعم البيئة المحيطة بالآثار الأموية والعربية في أكثر من منطقة لبنانية، والتنسيق والتعاون مع البلديات المعنية، والتعاون مع منظمي الرحلات السياحية لجعل هذه الآثار ضمن برامجهم السياحية، والحفاظ على هذه الآثار، وبناء متحف متخصص في مدينة جبيل وإيلاء الجانب الاكاديمي اهمية بالغة متمثلة بجامعة LAU والجانب التنموي الحضري الداعم المتمثل بمؤسسة الصفدي».

وشدد على «أهمية دور منظمي الرحلات السياحية في تسليط الضوء على المعالم السياحية في المناطق التي تقام فيها المهرجانات والعروض، وكذلك دور البلديات وهيئات المجتمع المحلي ودور وزارة السياحة في الترويج لها ودور وزارة الثقافة في استنهاض هذه الآثار، ودور الجامعات في الاستعلام والاستقصاء وإعداد الدراسات». وختم موجهاً الشكر للجميع «لرسمهم معالم الطريق التي مر عليها الأمويون وبعدها سائر العرب الذين مروا من ديارنا».

سيد

ثم قدم ممثل ليغادو اندلوسي عرضاً تفصيلياً باللغة العربية عن المشروع: ماهيته وأهدافه وأنشطته ومراحل تنفيذه، وقال: «إن إنجاز المشروع يستغرق حوالي 15 شهراً وستظهر أولى نتائجه في النصف الثاني من عام 2015، بعد أن يتم العام الحالي تصميم المسارات بمختلف الدول وتسويقها بين شركات السياحة والترويج لها دولياً».

وأضاف: «لن يكون مشروعاً جامداً بل سيشمل إضافات بصورة مستمرة وتجديدات تجذب السياح دائماً».

ختم مشدداً على «أهمية المشروع ليس فقط كونه يروج للثقافة والحضارة بين السياح، ولكنه أيضاً يفيد التطوير الاقتصادي والاجتماعي بالبلدات والمدن والدول المشاركة فيه، التي ستتمكن من خلاله من مواجهة التحديات المشتركة وتعزيز الإمكانيات الذاتية». وفي الاختتام قدم ممثل ليغادو إلى علم الدين كتاباً عن تاريخ الأندلس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى